اهتمت الصحافة العربية الصادرة اليوم الثلاثاء في تناولها الأزمة في ليبيا بأعمال مؤتمر القبائل في القاهرة، واستعرضت تصريحات بعض المشاركين بشأن تهديدات وُجِّهت لهم، كما عرجت على ما شهدته مدينة سرت من استهداف جوي لناقلة نفط قرب المحطة البخارية.

مؤتمر القبائل والتهديدات
ونقلت جريدة «الشرق الأوسط» السعودية عن الشيخ عادل الفايدي المنسق الرسمي للجنة التحضيرية لـ«مؤتمر القبائل الليبية» الذي بدأت فعالياته في القاهرة أمس كشفه تلقي كثير من شيوخ وعواقل القبائل تهديدات من التنظيمات المتطرِّفة في بلاده ومنها «داعش» و«الإخوان» لمنعهم من حضور المؤتمر.وقال الفايدي وفقًا للجريدة: «إنَّ كثيرًا من الشخصيات القبلية تحدَّت هذه المخاطر وغامرت للوصول إلى القاهرة»، مشيرًا إلى أن المؤتمر يهدف إلى جمع الليبيين حول طاولة واحدة للحفاظ على وحدة الدولة من خطر التقسيم ورفع الغطاء الاجتماعي عن أبناء القبائل المنخرطين في الميليشيات المسلحة».

وعن مصدر التهديدات قال الفايدي: «من جانب قوات فجر ليبيا ومن جانب أنصار الشريعة ومن جانب الدواعش ومن جانب جماعة الإخوان المسلمين. هؤلاء يذهبون إلى منزل شيخ القبيلة ويتحدونه ويقولون له إياك أن تتحرك أو تتوجه للمشاركة في مؤتمر القاهرة».

وأضاف الفايدي: «أنا أقول لمَن يهددون شيوخ القبائل الآتي: نحن نعرف لمَن ذهبتم ومَن أرهبتم من الشخصيات لكي تحجم عن حضور المؤتمر لكن بفضل الله سوف تفاجؤون بأنَّهم موجودون في القاهرة للمشاركة وسيضحون برؤوسهم ورؤوس أولادهم من أجل ليبيا».

وعن القبائل المشارِكة في المؤتمر قال الفايدي: «وجهنا الدعوات إلى جميع القبائل وأعيان المناطق في الدولة الليبية. وحتى الآن لم يأت رفضٌ مباشرٌ أو رفضٌ واضحٌ من قبيلة معينة بأنَّها لا تريد المشاركة أو لا تريد أن تأتي. ليبيا بها تقريبًا نحو 122 قبيلة. إذا حضر في هذا الاجتماع ستون أو سبعون قبيلة فقط فهذا نعده إنجازًا كبيرًا في ظل ما تشهده الأراضي الليبية من صراعات».

تعليق مؤتمر القاهرة
إلى ذلك أوردت جريدة «الخليج» الإماراتية ما أُعلن عن تعليق جلسات مؤتمر القبائل الليبية ثلاثة أيام يتمكَّن خلالها بقية المشاركين من الحضور.وافتتح وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أمس فعاليات مؤتمر القبائل الليبية الذي يستمر أربعة أيام بمشاركة نحو مئة من ممثلي القبائل معربًا عن أمله أن يؤدي المؤتمر «للخروج من الدائرة المفرغة للعنف والصراع والإرهاب حاليًّا» في ليبيا.

كما تمنى أن يساعد المؤتمر في جعل ليبيا «دولة حديثة خالية من الإرهاب الذي يهدِّد أمنها واستقرارها ومحيطها الإقليمي والدولي».

ولم يتمكَّن ممثلو القبائل في مدينتي طرابلس ومصراتة من حضور المؤتمر «لأنَّهم تحت ضغط فجر ليبيا» وفق ما أفاد محمد قاسم أحد ممثلي قبيلة المنفة في شرق ليبيا. ومع دخول شكري القاعة هتف كثيرٌ من الحضور «تحيا مصر»، لكن البعض الآخر علا بصوته هاتفًا «تحيا ليبيا. تحيا ليبيا».

وطالب الشيخ مسعود عمر ممثل القبائل الليبية بمساعدة مصر في تسليح الجيش الليبي ورفع حظر الأسلحة الأممي على البلاد.

طرابلس تستنكر ضرب الناقلة
أما جريدة «الحياة» اللندنية فاهتمت باستنكار وزارة الدفاع بما يسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة للمؤتمر المنتهية ولايته في طرابلس استهداف سلاح الجو التابع للجيش الوطني ناقلة وقود في سرت الأحد.وأُصيبت ناقلة الوقود «أنوار أفريقيا» إصابة مباشرة أدت إلى اشتعال حريق بمتنها أثناء تزويدها وقودًا محطة سرت البخارية للكهرباء التي تغذي الشبكة العامة بنحو 1300 ميغاواط من التيار.

وأوضحت الوزارة في بيان لها أنَّ هذا الاعتداء السافر نتجت عنه إصابة 4أربعة أشخاص بإصابات متفاوتة الخطورة من بينهم ربان الناقلة وأحد موظفي الشركة العامة للكهرباء أثناء تفريغ الباخرة حمولتها المقدرة بـ35000 متر مكعب من الوقود. وأُصيبت الناقلة بأضرار كبيرة.

واعتبرت الوزارة ضرب «الأهداف المدنية في شكل متكرِّر محاولة يائسة لافتعال أزمات معيشية لتضييق الخناق على المواطن الليبي». وأكدت أنَّها «ستلاحق عبر الأجهزة المعنية كل المتورِّطين في ارتكاب هذه الجرائم التي تصنَّف على أنَّها جرائم ضد الإنسانية».

وكان ناطقٌ باسم قوات الجيش أعلن قصف سفينة في سرت قال إنَّها تحمل أسلحة ومرتزقة، لكن مؤسسة النفط الليبية أوضحت أن السفينة المستهدفة ناقلة وقود.