Atwasat

«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»

بنغازي - بوابة الوسط: سالم العبيدي الثلاثاء 20 يناير 2015, 12:30 مساء
WTV_Frequency

في جنوب غرب طرابلس، تعيش مدينة العزيزية العاصمة الإدارية والتاريخية لقبيلة «ورشفانة» أوضاعًا إنسانية صعبة، بسبب الاشتباكات المسلحة التي شهدتها المنطقة.

وبعد انتهاء العمليات العسكرية لقوات «فجر ليبيا» خرجت المدينة من جحيم الحرب مهدمة بيوتها، وخالية من أهلها، فالمساكن نهبت والدُور أحرقت، وحين عاد بعض الأهالي ممن لم ينزحوا أو يهجروا خارج المنطقة وجدوها أطلالاً، بلا مصحات أو حتى عيادات، المحلات التجارية مازالت مغلقة، خوفًا من الابتزاز والسطو المسلح.

الوضع الإنساني بالعزيزية
يُعاني أهالي مدينة العزيزية أوضاعًا معيشية صعبة، بسبب نقص الخدمات الأساسية فور عودتهم إلى المدينة، بعد أن غادروها فارين من جحيم الاشتباكات المُسلحة.

وأكد أحد سُكان العزيزية لـ«بوابة الوسط» أن كثيرًا من مساكن المدينة تعرض للسرقة والنهب، بما فيها الملابس الخاصة والأثاث والسلع الغذائية والأجهزة الكهربائية والإلكترونية، كما تعرضت للحرق بشكل همجي، موضحًا أن التيار الكهربائي ينقطع بشكل مُستمر من 7 إلى 18 ساعة يوميًا، الأمر الذي زاد من شدة وطأة معاناتهم خلال فصل الشتاء القارس وانعدام وجود غاز الطهي.

الوضع الصحي
تشهد مدينة العزيزية أوضاعًا صحية سيئة جدًا، بعد إغلاق المصحات والمشافي والعيادات بالمدينة وضواحيها، التي يفوق عددها ثمانية مراكز ووحدات صحية بسبب عمليات السطو، وسرقة كُل محتوياتها من أجهزة ومعدات وأدوية، باستثناء بعض المصحات والعيادات الطبية الخاصة، التي شرعت أبوابها أمام أهالي المدينة الذين عادوا إلى بيوتهم بعد انتهاء العمليات العسكرية بالمنطقة، بالرغم من تعرضها للسرقة.

وأكد مصدر طبي فضل عدم نشر اسمه لدواعٍ أمنية لـ«بوابة الوسط» أن قطاع الصحة يُعاني من نقص في توفير الأطقم الطبية، نتيجة تردي الأوضاع الأمنية بالمدينة وما يتعرض له السُكان والمارة من مضايقات وخطف على الهوية.


الوضع الاقتصادي
وقال أحد مشايخ مدينة العزيزية: إن المدينة تُعاني أوضاعًا معيشية صعبة جدًا، مما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان المدنيين، فالمحال التجارية لايزال معظمها مغلقًا، نتيجة الابتزاز وأعمال السطو المسلح التي يتعرضون لها بشكل مستمر من قبل المُسلحين، بالإضافة إلى استمرار غلق مُعظم الجمعيات الاستهلاكية، وتعليق العمل بمُعظم محطات الوقود التي يصل عددها إلى عشر محطات منتشرة بالمدينة وضواحيها، لم تفتح منها سوى ثلاث محطات فقط بمنطقة الساعدية الضاحية الشمالية للعزيزية، التي تبعد عنها مسافة عشرة كيلو مترات تقريبًا والنقص الحاد في الطحين مما نجم عنه غلق كثير من المخابز، وأصبح أمر التسوق والتبضع والحصول على تلك الحاجيات الضرورية لا يتوافر إلا بقطع مسافات طويلة إلى المناطق المجاورة، والحصول عليها بمشقة، إضافة إلى استمرار غلق السوق العامة بالمدينة المعروفة بسوق الأحد، التي يبتاع ويتبضع فيها الأهالي الخضار والحاجيات الحياتية يوم الأحد من كل أسبوع.

وأكد أحد المشايخ لـ«بوابة الوسط» استمرار إغلاق كُل المصارف بالمدينة «التجاري والزراعي والمتحد والعقاري والريفي»، مما زاد من معاناتهم.

الأوضاع الأمنية بالعزيزية
المرحلة الأصعب والفترة الأكثر سوءًا التي عاشها سُكان مدينة العزيزية منذُ 22 سبتمبر من العام 2014 حتى يومنا الحالي، بحسب شهود عيان.

وأوضح شاهد عيان لـ«بوابة الوسط» أن أهالي المدينة يُعانون الأمرين، بسبب الانعدام التام للأمن واستمرار أعمال الخطف والقبض على الهوية، وتفتيش السيارات والمنازل والمزارع بسبب ودون سبب، ناهيك عن أعمال السطو المُسلح على كُل ما يقع في متناول أيديهم من أموال وذهب وأغنام وآلات زراعية، كما تعاني المدينة من حصار خانق نتيجة انتشار نقاط التفتيش بمداخل ومخارج المدينة، وما يتعرض له المواطنون بشكل يومي من الابتزاز والإهانة والاستيقاف الطويل على الطريق عند مرورهم من تلك البوابات، بالإضافة إلى ترهيب وترعيب الأهالي أثناء فترات الليل عن طريق إطلاق الرصاص من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بشكل عشوائي.

كما أكد شاهد عيان آخر أن أهالي المدينة لم يُقدموا على فتح محاضر لدى الجهات المُختصة، جراء الرعب والخوف عند سرقة بيوتهم ومحالهم أو حتى رفع شكوى ضد بعض المُسلحين المخالفين القانون والعرف.

وتساءل الشاهد إلى متى تستمر مُعاناة أهالي العزيزية ويستمر تهميش مجلس النواب والحكومة الموقتة لهم؟ مُناشدًا إياهم أن يتحملوا مسؤوليتهم أمام الله وأمام المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة، مؤكدًا في تصريحه لـ«بوابة الوسط» أنهم لم يقدموا لأهالي المدينة أي دعم مادي أو معنوي، رغم أن أحد أسباب معاناتهم وما حل بهم هو تأييدهم شرعية مجلس النواب والحكومة المنبثقة منه.

«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»
«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»
«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»
«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»
«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»
«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»
«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»
«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»
«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»
«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»
«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»
«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»
«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»
«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»
«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»
«العزيزية» مدينة تبحث عن ذاتها بعد هجوم «فجر ليبيا»

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بالصور.. إطلاق مشروع تطوير مطار بنينا الدولي
بالصور.. إطلاق مشروع تطوير مطار بنينا الدولي
تشغيل موازين الشاحنات في بوابتين بتاجوراء ومصراتة
تشغيل موازين الشاحنات في بوابتين بتاجوراء ومصراتة
بالصور.. آخر تطورات ترميم قصر المنار التاريخي
بالصور.. آخر تطورات ترميم قصر المنار التاريخي
حكومة الدبيبة تتابع تنفيذ اتفاقية مع إيطاليا وقعها النظام السابق
حكومة الدبيبة تتابع تنفيذ اتفاقية مع إيطاليا وقعها النظام السابق
حماد يلتقي السايح: مستعدون لدعم مفوضية الانتخابات
حماد يلتقي السايح: مستعدون لدعم مفوضية الانتخابات
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم