رفض نائب رئيس الوزراء الليبي عبدالسلام البدري ما تردد على ألسنة بعض الخبراء الماليين، الذين حذّروا من شبح الإفلاس الذي يتهدد الدولة الليبية، والذي تبدأ مؤشراته حسب الخبراء مع حلول العام 2015، واصفًا الحديث عن إفلاس بأنه «ينم عن جهل اقتصادي».

وقال في حوار مع «بوابة الوسط» إن هذه التحذيرات بعيدة عن الواقع، وإن الوضع المالي للبلاد مستقبلاً مطمئن مع تطبيق حزمة من الإجراءات تبدأ بإعادة النظر في أوجه الإنفاق العام وسياسة دعم السلع والمحروقات والدواء، واستخدام الرقم الوطني في صرف المرتبات من الخزينة العامة، مشيرًا إلى عائد الاستثمارات الليبية في الخارج كمصدر داعم مهم لإيرادات الدولة.

قانون الحكم المحلي من أصعب الملفات التي تواجه أي حكومة لارتباطه بالخارطة القبلية للبلاد

كما رفض البدري بشكل قاطع أي توجه للسماح بتدخل البنك الدولي في الحالة الاقتصادية الليبية، موضحًا أن العمل يجري الآن لإعداد الموازنة العامة للعام 2015، وأن خبراء يعكفون حاليًا على وضع سياسات لتقليص العجز في الموازنة أمام انخفاض أسعار النفط والارتفاع «غير المبرر» في النفقات العامة، وستقدم حزمة من الإجراءات بهذا الشأن إلى مجلس النواب لاعتمادها.

ونفى البدري ما تردد بشأن تداول مجلس النواب موضوع إقالة الحكومة الموقتة برئاسة عبدالله الثني، قائلاً: «لا علم لي بهذا الموضوع».

ووجهت «بوابة الوسط» سؤالاً للبدري عن وضع مصرف ليبيا المركزي في الوقت الحالي، فأجاب بأن الحكومة الموقتة تعمل من أجل السيطرة على موارد النفط وعلى إدارة المصرف المركزي لأن هناك دولة واحدة وحكومة واحدة ينبغي أن تكون تحت يدها كافة مقدرات البلاد.

الحكومة أعدت مشروعا عاجلا لإنشاء مدينة سكنية مصغرة في طبرق تتكون من ألف مسكن لاستيعاب عديد النازحين موقتًا

وأكّد نائب رئيس الحكومة الانتقالية، عبدالسلام البدري، دعم الحكومة للحرب على الإرهاب، وتلبية احتياجات سكان مدينة بنغازي المتضررين جرّاء هذه الحرب، موضحًا أن الحكومة تقوم كل يومين تقريبًا بإرسال شحنات الدعم إلى المدينة من السلع تموينية واحتياجات الأطفال والأدوية، كما انتهجت الحكومة سياسة التعاقد لشراء السلع التموينية وإرسالها مباشرة إلى المناطق الموجهة إليها تجنبًا للمركزية.

كما أكّد البدري اهتمام الحكومة بمعاناة النازحين من مناطق الاشتباكات المسلحة، واعتبارهم جميعًا تحت رعاية الدولة، وكشف في هذا السياق عن مشروع عاجل أعدته الحكومة لإنشاء مدينة سكنية مصغرة في طبرق تتكون من ألف مسكن لاستيعاب عديد النازحين موقتًا، ممن تصعب إعادتهم إلى مدنهم في الوقت الحالي.

وقال إن العمل يجري لتنفيذ خطة صيانة جميع المدارس المتضررة في مدينة بنغازي قبل انتهاء السنة الدراسية الحالية، وإعادة بناء منطقة بنينا، والترتيب لفتح وتشغيل مطار بنينا في وقت قريب.

وشدّد على توجه الحكومة الموقتة في مختلف برامجها إلى التخلص من المركزية، مشيرًا إلى أنه سيعاد النظر في قانون الحكم المحلي الذي اعتبره من أصعب الملفات التي ستواجه أي حكومة؛ لارتباطه بالخارطة القبلية للبلاد، التي يجب أخذها في الاعتبار عند وضع القانون.

الحكومة تنتهج سياسة التعاقد لشراء السلع التموينية وإرسالها مباشرة إلى المناطق الموجهة إليها تجنبًا للمركزية.

وأوضح البدري أن زيارته للقاهرة تأتي في إطار العلاقات الأخوية الجيدة مع مصر، مشيرًا إلى الاستعداد الدائم الذي تبديه مصر لمساعدة ليبيا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وفي قاع الخدمات؛ خاصة ما يتعلق بالتعامل مع ملف الجرحى الليبيين، وتقديم الدعم في مجالات التدريب والتنظيم والإدارة للجيش والشرطة في ليبيا.

وأعلن البدري، في حواره مع «بوابة الوسط»، عن التوصل مع الحكومة المصرية إلى اتفاق يخفف من مشكلة التأشيرات المفروضة على المواطنين الليبيين الراغبين في الدخول إلى الأراضي المصرية، حيث سيكون في مقدور الحكومة الموقتة إصدار 30 تأشيرة يوميًا تسمح بدخول حامليه من الليبيين إلى مصر عبر ثلاثة منافذ، هي مطاري القاهرة وبرج العرب ومنفذ السلوم، منوهًا إلى أن هذه التأشيرات ستنحصر في الأسباب الضرورية فقط.