Atwasat

باتيلي يخرج عن صمته... ملخصًا الحل في ليبيا .. فماذا قال؟

بوابة الوسط - القاهرة الثلاثاء 30 أبريل 2024, 07:28 مساء

«لا حل في ليبيا على المدى القصير والمتوسط»، هذا آخر ما استنتجه الممثل الخاص للأمين العام الرئيس السابق لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، عبدالله باتيلي، خلال استقباله من طرف رئيس جمهورية الكونغو، دينيس ساسو نغيسو، ملخصًا رأيه في عاملين وهما عدم وجود اتفاق وإرادة سياسية من أطراف الأزمة الليبية، وغياب إرادة من جانب شركائهم الإقليميين والدوليين أيضًا.

وزار باتيلي العاصمة برازافيل، حيث التقى رئيس الكونغو الذي يقود اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا، وأوضح له أسباب تقديم استقالته بعد نحو 19 شهرًا قضاها على رأس البعثة الأممية في ليبيا.

لقاء باتيلي مع رئيس الكونغو برازافيل
وقال الدبلوماسي السابق «زرت برازافيل لإبلاغ الرئيس دينيس ساسو نغيسو بالديناميكية السلبية المؤسفة اليوم والتي تلوح في الأفق في ليبيا حتى يكون الاتحاد الأفريقي على علم تام بها»، وفق ما نقلته وسائل إعلام كونغولية محلية أمس الإثنين.

وشكا عبدالله باتيلي الذي استقال من منبر مجلس الأمن الدولي في 15 أبريل الجاري، من «القادة الليبيين وشركائهم»، معبرًا عن أسفه لغياب الوعي وعدم وجود توافق بين القادة الليبيين، بهدف حل الأزمة التي تمر بها بلادهم بشكل نهائي.

- باتيلي قبل تسليم مهامه: أثق في قدرة الليبيين على تجاوز خلافاتهم
- جريدة فرنسية: هذا ما أخرج باتيلي عن دبلوماسيته
- غوتيريس يقبل استقالة باتيلي ويؤكد تواصل الدعم الأممي للعملية السياسية الليبية
- خلال إعلان استقالته.. باتيلي: لو امتلك الليبيون حرية التجمع السلمي لتمكنوا من الحل

وتوصل باتيلي إلى كون الوضع في ليبيا تدهور بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، مشيرًا إلى تقاريره المتتالية إلى مجلس الأمن، التي نبه من خلالها إلى ما يحدث في ليبيا. وبالنسبة له، سيتعين على الأطراف الليبية الجلوس حول طاولة واحدة من أجل المناقشة وإيجاد حل توافقي للأزمة التي تمزق بلادهم.

ولفت الدبلوماسي الأممي إلى أنه «يجب أن يكون القادة وأطراف النزاع قادرين على الاجتماع والتوصل إلى توافق حول حل وسط لدفع البلاد إلى الأمام، لكن شرط توفر الإرادة السياسية وحسن النية».

وأعرب باتيلي عن أسفه، بقوله «لم أجد ذلك رغم كل جهودي، من المؤكد أن وقف إطلاق النار مستمر، ولكن بسبب تباين المصالح بين هؤلاء القادة، لاحظت أن كلًا منهم حريص على الحفاظ على الوضع الراهن من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المنافسات التي زادت حدتها في الآونة الأخيرة لدرجة إنهم لا يريدون حتى الجلوس حول طاولة للتحدث».

باتيلي يكشف الأخطر في ليبيا
ووفق باتيلي، الأخطر من ذلك، أن «كل هؤلاء القادة مرتبطون بشركاء خارجيين على المستوى الإقليمي والدولي، لقد فهمت أن الوقت لم يحن بعد للاتفاق على إيجاد حل توافقي لليبيا».

ويعتقد أن الأزمة في أوكرانيا، والحرب في السودان، والمنافسات بين القوى العظمى في العالم والصراعات الأخرى هي السبب وراء تدهور الوضع في ليبيا، وهي واحدة من أغنى البلدان في هذه المنطقة من أفريقيا.

وأوضح باتيلي بعد جلسة نقاش مع نغيسو أنه «طالما لا يوجد اتفاق وإرادة سياسية من هؤلاء القادة الليبيين لإنقاذ بلادهم من التفكك وهو ما يراه تهديدًا قائمًا، وطالما لا توجد إرادة من جانب شركائهم الإقليميين والدوليين لمساعدة هؤلاء الليبيين على الالتقاء معا، على المدى القصير والمتوسط، فإنه لا يرى حلا في الأفق».

وجرى تعيين باتيلي في منصب الممثل الخاص للأمين العام رئيسًا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في سبتمبر 2022، حيث التقى بمختلف الأطراف الليبية لإقناعهم بالجلوس حول مبادرة الطاولة الخماسية التي أعلن عنها في نوفمبر 2023، وتجمع القادة الكبار وهم رؤساء المجلس الرئاسي ومجلس النواب والدولة وقائد القيادة العامة ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، غير أن جهوده باءت الفشل في رسم خارطة طريق تصل بالبلاد إلى الانتخابات وتنهي المراحل الانتقالية منذ تأجيل آخر استحقاق في ديسمبر 2021.