في مثل هذا اليوم من العام 2014 أطلقت مؤسسة «الوسط» الليبية للإعلام موقع «بوابة الوسط» الإلكتروني رسميا، يسبقها طموح القائمين عليها في أن تكون بوابة مشرعة على العالم بما يحمل كل يوم من حراك بشري، ومن تطور وتغير، وبكل ما يجدر بأن يُقدم إلى الناس من صنوف المعرفة، إيمانًا بحق الإنسان في المعلومة وفق ما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مسخِّرين ما أمكن من أدوات التقدم التكنولوجي في مجالات الاتصال التواصل والإعلام، كتابة وصوتًا وصورة، وكل ما يقع في نطاق الوسائط المتعددة (الميديا) التي جعلت العالم كما قيل بحق «قرية صغيرة»، ولنكون متفاعلين معا داخل هذه القرية.

ولد الموقع وسط جملة من التحديات، على رأسها: كيف يمكن أن تتميز، وتجد مكانك في الصدارة، وتحافظ عليه؟ وسط هذا الكم الهائل من المنصات والمواقع والصفحات الإلكترونية، ثم كيف يمكن أن تصمد وتنجو من فخ الاصطفاف في هذا الظرف الاستثنائي الذي تعيشه البلاد، وتحافظ على شروطك المهنية في مناخ يحتكم إلى مقولة «من ليس معي فهو ضدي»؟

نتحرى صدقية المعلومة وندقق في اختيار المصطلح
وعلى امتداد السنوات العشر كنا كمن يسير في حقل من الألغام، ونحن نتحرى صدقية المعلومة، وندقق في اختيار المصطلح، بل حتى المفردة أحيانا، كي نتفادى التأويل المتربص.

انطلقت «بوابة الوسط» كمقدمة عملية للمشروع التالي -جريدة الوسط الورقية- الذي وعد المتصفح والقارئ عبره بالتأسيس لصحافة مهنية تنبني على حق المواطن في المعلومة المحصنة بالصدق والدقة والموضوعية، خبرًا كان أم تقريرًا أو تحليلًا أم تحقيقًا، حيث انتهجت «الوسط»، جريدةً وموقعًا إلكترونيًا، منذ إطلاقها توجهًا مستقلًا معتدلًا، وخطًا تحريريًا موضوعيًا متزنًا، وسعت إلى تغطية شاملة عبر شبكة من المراسلين في داخل ليبيا وخارجها، لمتابعة الشأن المحلي بتغطية الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ومسيرة البناء في ليبيا الجديدة، إلى جانب مواكبة الشأن الدولي، لوضع القارئ أمام أبرز وأهم الأحداث والمستجدات التي يشهدها العالم، معتمدة في أدائها على المعايير المهنية المتعارف عليها، وفي مقدمتها ثالوث «الصدق والدقة والموضوعية» الذي تستند عليه في تغطياتها المتوازنة والشاملة، وفي تقديم مادتها الإخبارية والتحليلية إلى القارئ، معززة ذلك بكل ما أتيح من وسائل الإيضاح الحديثة.

- شمام في عشريتها: «بوابة الوسط» النواة الأساسية لشبكة «الوسط» الإعلامية المتكاملة
- كتَّاب وصحفيون: تجربة تتمسك بالموضوعية.. والتطرف لا يحب «الوسط»
- «بوابة الوسط» تنطلق رسميًا في الذكرى الثالثة للثورة

ويحمل اسم «الوسط» مدلوله المكاني في المفهوم المهني، أي أن تكون دائمًا وسط الحدث، دائمًا في المكان الذي يُمكنها من أن ترصد وتسجل وتوثق الحدث، وتقدم تغطيتها الصحفية الجديرة بأن تُقدم لمتصفحها وقارئها، وتجعله معها وسط الحدث، يعيشه ويتفاعل معه.

«الوسط».. ساحة مفتوحة ومنبر ديمقراطي للحوار
إلى ذلك، عملت «الوسط» على أن تكون ساحة مفتوحة ومنبرًا ديمقراطيا للحوار، والتعاطي مع الرأي والرأي الآخر عبر مقالات الرأي، والرسم الساخر (الكاريكاتير) بعيدًا عن الأحكام المسبقة والإقصاء والانحياز، والادعاء باحتكار الحقيقة، متمسكة وفق سياستها التحريرية بحرية التعبير الخاضعة للضمير المهني، قبل التزامها بما لا يتجاوز القوانين ذات العلاقة.

ومنذ الإصدار التجريبي، تعززت لدى القائمين على منصات «الوسط» هذه الرؤية. كما تعزز الطموح نحو بناء شراكة متفاعلة بين «الوسط» ومتصفحيها. هكذا تقول لغة الأرقام حين نرى كيف قفز عدد من عبروا «بوابة الوسط»، وسجلوا إعجابهم منذ الأسبوعين الأولين لانطلاقها، إلى عشرات الآلاف من المتابعين. هذه الأرقام بقدر ما تعطينا الثقة في أننا بدأنا كما ينبغي أن نبدأ بقدر ما تحملنا مسؤولية أكثر تجاه أن نكون دائما أفضل.

محتوى خاضع لمعايير المهنة والقيم الأخلاقية والثوابت الوطنية
ولعل الشيء الذي يجب أن يسجل في رصد مسار الموقع هو النجاح الذي جسد مبدأ الفصل بين الإدارة والتحرير، بشكل يكاد يكون نموذجيا، وهو ما يحسب لإدارة مؤسسة «الوسط».

وإذ تقفل «بوابة الوسط» عشريتها الأولى رفقة نحو المليوني متابع، مكتسبة ثقة قارئها فيما تقدمه من محتوى خاضع لمعايير المهنة والقيم الأخلاقية والثوابت الوطنية، بعيدا عن أي اصطفاف لغير الوطن، ما زال يدفعها الطموح لأن تكون دائما في الصدارة، وفية لما وعدت به قراءها ومتابعيها منذ انطلاقتها قبل سنوات عشر.