أثارت أوساط فرنسية مسألة عزم نجل ولي العهد إبان الحكم الملكي في ليبيا الأمير محمد السنوسي، العودة إلى طرابلس قبل ذكرى ثورة فبراير، مستحضرا مبادرته السياسية والتي يقترح محللون أن يسبقها تنظيم استفتاء حول عودة الدستور الملكي.

ودعا رئيس «حكومة الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة الأمير محمد رضا السنوسي للعودة إلى ليبيا في التاسع من فبراير الجاري في محاولة جديدة لإنهاء المأزق الانتخابي، ولكن قبل كل شيء لقطع الطريق على قائد «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر أو سيف الإسلام القذافي، وفق تقرير نشرته جريدة «لاكروا» الفرنسية اليوم السبت.

وأشار التقرير الفرنسي إلى أن الدبيبة طلب من المجلس الرئاسي إخلاء المقر الخاص للأمير محمد السنوسي، وذلك في وقت تناقش الطبقة السياسية مرة أخرى إمكانية استعادة النظام الملكي.

مطالبات بالعودة إلى دستور 1951
ولفتت الجريدة الفرنسية إلى أن الدبيبة عرض على حفيد إدريس الأول، الذي نفي والده إلى لندن ودُفن في المدينة المنورة، العودة لطرابلس كوسيلة لتوحيد البلاد، مذكرا بلقاءات السنوسي في مدينة إسطنبول التركية مع مجموعة من الشخصيات الليبية ضمت أعضاء بمجلس النواب وشيوخ وأبناء قبائل بهدف تعبئة الرأي العام لمبادرته.

وقالت إن أنصار السنوسي يطالبون بالعودة إلى دستور المملكة الليبية لعام 1951، وهذا من شأنه أن يرقى إلى إعادة إنشاء إقليم يتكون من ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي واسع. ويأتي المشروع تحت توصية عالية من الأردن والمملكة المتحدة الذين وعدوا في المقابل بدعم الدبيبة، حسب عدة مصادر لم تسمها الجريدة الفرنسية.

- أحدث محطات مشاوراته.. السنوسي يستقبل وفدا من المنطقة الغربية
- السنوسي يعرض مبادرته للحوار الوطني على وفد من الطوارق
- الإذاعة الفرنسية: دور أردني لعودة السنوسي إلى طرابلس
- تقرير أوروبي يدعو إلى دعم مبادرة السنوسي للحوار في ليبيا

وأشارت «لاكروا» إلى تعرض سلطة الدبيبة للطعن في الشوارع بسبب لقاء في روما بين وزيرة خارجيته نجلاء المنقوش ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، موضحة هذا الغضب لم يهدأ بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. ونقلت عن رئيس المجلس الانتقالي السابق مصطفى عبدالجليل قوله إن «الحل الوحيد اليوم لليبيا هو العودة إلى النظام الملكي».

«صمت تام من القيادة العامة»
لكن في مواجهة هذه المبادرة، تنبه الجريدة إلى «الصمت التام» من جانب «القيادة العامة» بقيادة المشير خليفة حفتر، كما أن العملية السياسية التي يجب أن تؤدي يوما ما إلى الانتخابات «تسير في طريق مسدود».

وأشار التقرير الفرنسي إلى حض الناطق السابق باسم المجلس الرئاسي محمد السلاك على «إعطاء السيناريو الملكي فرصة»، وتحدثه عن وجود «قاعدة شعبية وحاضنة اجتماعية تدعم هذا الخيار بقوة وتعتبره بديلا للوضع الراهن والمأزق الدستوري، لكنه لم يكتسب الزخم اللازم بعد». وخلصت الجريدة إلى أنه «لكي تتحقق هذه الفرضية، سيكون من الضروري، في كل الأحوال، تنظيم استفتاء لا تزال صياغته مقسمة».

وفي وقت رأى فيه السنوسي أن «الوضع الليبي لا يسمح بتنظيم انتخابات ما دامت التوترات والصراع على المال والسلطة مستمرة»، اعتبرت الجريدة الفرنسية «أن ظهوره (السنوسي) مرة أخرى يبدو وكأنه انتقام من التاريخ ومن عائلة العقيد معمر القذافي، الذي يعتزم نجله سيف الإسلام القذافي أيضًا الترشح للانتخابات المقبلة».