وصل وفد عسكري روسي، الأحد، العاصمة النيجرية نيامي، في أول زيارة رسمية منذ الانقلاب على الرئيس المعزول محمد بازوم. وتأتي أيضا بعد ساعات من زيارة مدينة بنغازي والاجتماع مع قائد «قوات القيادة العامة» المشير خليفة حفتر.

واستقبل وزير الدفاع المعين من قادة الانقلاب الجنرال ساليفو مودي، الوفد الروسي برئاسة نائب وزير الدفاع يونس بك يفكيروف، وعقدا جلسة مباحثات رسمية حول التعاون والتنسيق العسكري بين البلدين، بحسب معلومات نشرتها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.

من بنغازي إلى ميامي.. روسيا تؤمِّن مصالحها
وأمس السبت، أعلنت «القيادة العامة» في بيان أن المشير خليفة حفتر استقبل في مكتبه ببنغازي نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف ووفدا مرافقا له، وناقشا «سبل التعاون المُشترك بين ليبيا وروسيا».

وفي 16 سبتمبر الماضي، اجتمع يفكيروف مع الجنرال ساليفو مودي في باماكو، بحسب ما قالت وسائل إعلام رسمية في مالي آنذاك.

- حفتر يجتمع مع نائب وزير الدفاع الروسي في بنغازي
- جريدة فرنسية: النيجر تقدم خدمتين لروسيا ومهربي المهاجرين إلى ليبيا

وخلال الأشهر اللاحقة للانقلاب، تظاهر أنصار الانقلاب العسكري في النيجر عدة مرات، وهم يرفعون العلم الروسي، وحدث ذلك في 27 يوليو الماضي، عندما احتشدوا أمام الجمعية الوطنية في نيامي وهم يهتفون: «روسيا، روسيا».

وفي 30 يوليو، تظاهر داعمو الانقلاب أيضا أمام السفارة الفرنسية في العاصمة نيامي ورفعوا العلم الروسي، مرددين هتافات مؤيدة لروسيا ومعادية لفرنسا.

وتكرر الأمر في 12 أغسطس، عندما تظاهروا حول القاعدة العسكرية الفرنسية في نيامي، ورفعوا أعلام روسيا وصور زعيم مجموعة فاغنر الراحل يفغيني بريغوجين، ولافتات: «فاغنر احمينا».

وتتقاطع الأزمة في النيجر مع الحالة الليبية في عدة مسارات، لعل واحدة منها يتمثل في ملف الهجرة غير الشرعية، فضلا عن الحدود المشتركة والمخاطر الأمنية التي قد تنجم عن الاضطرابات الأمنية.

الطموح الروسي في الساحل الغربي الأفريقي
والجمعة الماضية، شكّكت جريدة «لاكروا» الفرنسية في نيات المجلس العسكري في النيجر الذي أنهى تعاونه مع الاتحاد الأوروبي، للسيطرة على منافذ الهجرة، مشيرة إلى انعكاسات مباشرة على ليبيا، باعتبار أن هذا القرار يخدم بشكل علني مصالح القوة الصاعدة في المنطقة، الحليف الروسي الجديد لدول الساحل.

وتشهد منطقة الساحل الغربي الأفريقي تحولات جيوسياسية متسارعة، يعتقد مراقبون أنها قد تحمل إمكانية تصاعد التوترات والصراعات على النفوذ بين مختلف اللاعبين الدوليين، حيث تتبنى روسيا استراتيجية طموح في التوسع الجغرافي وتعزيز تأثيرها على الساحة العالمية.