«الوضع كارثي».. هكذا وصف وزير الداخلية في وزارة الحكومة المكلفة من مجلس النواب، عصام أبوزريبة، الوضع في المناطق الشرقية من ليبيا التي ضربتها العاصفة «دانيال» خلال اليومين الماضيين، وخلفت دمارا هائلا وآلاف المفقودين.
وأعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، اليوم الثلاثاء، أن عدد المفقودين جراء السيول والفيضانات التي شهدتها ليبيا خلال اليومين الماضيين وصل إلى «10 آلاف شخص» حتى الآن، متوقعا ارتفاع حصيلة القتلي «بشكل هائل».
بينما تعاني مدينة درنة التأثير الأكبر لـ«دانيال»، وسط مخاوف من فقدان ما يصل إلى ألفي شخص على الأقل، وإعلان السلطات هناك دفن 700 جثة حتى الآن، كما نقلت شبكة «إيه بي سي» الأميركية.
الخسائر السنوية لم تكن تتجاوز 6 ملايين دولار.. ليبيا تدخل دائرة التغيرات المناخية «المتطرفة»
الصحافة الأجنبية: العاصفة «دانيال» تضاعف أزمات ليبيا وتكشف تهالك البنية التحتية
كيف اكتسبت العاصفة «دانيال» قوتها؟
شرح تقرير، نشرته «إيه بي سي» الأميركية، كيف اكتسبت العاصفة «دانيال» قوتها منذ أن عبرت أولا فوق اليونان، متسببة في سيول وفيضانات مدمرة لدى مرورها فوق وسط البلاد.
وذكر أنه حينما تحركت العاصفة جنوبا، اشتدت قوتها، وتحولت إلى نظام ضغط منخفض يشبه النظام الاستوائي، قبل أن تصل إلى اليابسة في بنغازي بعد ظهر الأحد.
ويُعرف هذا النوع من الأنظمة بشكل غير رسمي باسم «Medicane»، وهو مزيج من كلمتي البحر الأبيض المتوسط (Mediterranean) والإعصار (hurricane). وتتكون هذه الظاهرة عندما تعبر العاصفة مياه البحر المتوسط الدافئة.
وغالبا ما تكتسب العواصف من هذا النوع سمات مشابهة للإعصار، حيث تدور السحب حول هيكل مركزي يشبه العين. وكانت العاصفة المطيرة قوية بما يكفي لإحداث فيضانات دمرت السدود، وجرفت أحياء بأكملها في مدن ساحلية متعددة بشرق ليبيا.
ووصف الخبراء هذا الحدث بأنه «شديد» من حيث كمية المياه المتساقطة في غضون 24 ساعة، مما أدى إلى ارتفاع منسوب مياه الفيضانات إلى ثلاثة أمتار في بعض المناطق بشرق ليبيا، خصوصا في درنة.
صعوبة تحديد أعداد الضحايا والمفقودين
تقرير «إيه بي سي» الأميركية أكد صعوبة الوقوف على الأعداد الدقيقة للوفيات والمفقودين جراء العاصفة في شرق ليبيا بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت، مشيرا إلى صعوبة وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة.
كما أشار إلى أن التنافس والصراع المستمر في ليبيا منذ عشر سنوات تقريبا عرقل عمليات تطوير البنية التحتية، مما أضاف إلى المعاناة التي سببتها «دانيال».
في حين تخشى السلطات المحلية تضرر المئات من الأراضي الزراعية ومزارع المحاصيل جراء الفيضانات، إذ غمرت المياه أحياء سكنية بأكملها، وجرفتها إلى مياه البحر.
تعليقات