Atwasat

«نيويورك تايمز» تكشف رسائل الكرملين لليبيا بعد مقتل قائد «فاغنر»

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 10 سبتمبر 2023, 03:50 مساء
WTV_Frequency

قالت جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية، اليوم الأحد، في تقرير لها إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحرك للسيطرة على مجموعة «فاغنر» العسكرية قبل مصرع قائدها يفغيني بريغوجين، حيث أبلغ مبعوثه القيادة العامة في شرق ليبيا أن مقاتلي المجموعة سيبقون في مواقعهم لكن الاستخبارات الروسية ستكون هي المسؤولة.

وفتحت وفاة قائد المجموعة شبه العسكرية، يفغيني بريغوجين، شهية الطامحين لقيادة عمليات المجموعة في أفريقيا، حيث زار وفد روسي بضع دول أفريقية مطلع سبتمبر كما نقلت الجريدة الأميركية.

استمرار العمل كالمعتاد في ليبيا
وبعد أيام من تمرد بريغوجين في أواخر يونيو، سافر كبار مسؤولي «فاغنر» إلى شرق ليبيا للقاء قائد القيادة العامة المشير خليفة حفتر، الذي ساعدوه في مهاجمة طرابلس خلال العام 2019. وحسب التقرير الأميركي رسالتهم، كانت استمرار «العمل كالمعتاد في ليبيا».

لكن الجريدة أشارت إلى أن الأمور كانت على وشك أن تصبح أكثر إثارة للقلق، ففي 30 يونيو ضربت غارة غامضة بطائرة بدون طيار قاعدة «فاغنر» الرئيسية في شرق ليبيا، مما أثار تساؤلات حول مدى ضعف «فاغنر». ثم بدأ كبار المسؤولين في الكرملين في القيام برحلاتهم الخاصة إلى أفريقيا، ناقلين رسالة مفادها أن روسيا تعيد تشكيل أعمالها هناك.

وقاد المهمة الروسية إلى أفريقيا نائب وزير الدفاع يونس بك يفكوروف الذي منحته خبرته السابقة كقائد جوي وحاكم إقليمي حسن النية العسكرية والسياسية حيث زار بنغازي. وكان بريغوجين قد أهانه علنًا أثناء التمرد، واحتجزه كرهينة ووبخه.

والآن أتيحت الفرصة ليفكوروف للانتقام. ومن خلال السفر عبر سورية، وموقع رئيسي آخر لفاغنر، والعديد من الدول الأفريقية، سعى إلى إخضاع قوات «فاغنر» بشكل أكثر قوة لسيطرة موسكو.

- تساؤلات في البرلمان البريطاني عن أنشطة صدام حفتر وعلاقته بـ«فاغنر»
«البنادق مقابل الذهب».. مجلس العموم البريطاني يفتح الصندوق الأسود لروسيا في ليبيا
- دور «إمبراير ليغاسي» في التخفي عن التتبع.. الأميركيون يكشفون آخر زيارة لبريغوجين إلى ليبيا

ففي 22 أغسطس، بعد يوم واحد من نشر فيديو بريغوجين في الصحراء الأفريقية، وصل ليبيا يفكوروف لإجراء محادثاته الخاصة مع حفتر. وقال للقائد الليبي إن العلاقة يجري إعادة ضبطها، وسيبقى مقاتلو «فاغنر» في مواقعهم لكن الاستخبارات العسكرية الروسية ستكون هي المسؤولة.

معارك الكرملين الغامضة
وتحاول موسكو إرسال رسائل أنه بعد وفاة بريغوجين فإن عمليات روسيا في أفريقيا أصبحت تحت إدارة جديدة بحسب تقرير «نيويورك تايمز»، مشيرة إلى وجود «معركة غامضة تجري في ثلاث قارات من أجل الامبراطورية شبه العسكرية المربحة».

ونقلت الجريدة عن مصادر ومسؤولين ودبلوماسيين تحدثوا شريطة عدم كشف أسمائهم أن هناك ما يشبه «لعبة شد الحبل بين لاعبين رئيسيين في هيكل السلطة في روسيا».

وتواصل القول إن المعركة القائمة ولعبة شد الحبل «معقدة» بسبب الولاء المستمر لبريغوجين، إذ ما زالت هناك اعتراضات على دمج «فاغنر» تحت قيادة وزارة الدفاع الروسية، وسط دعم قوي لنقل السلطة إلى نجل بريغوجين.

وتشير معلومات استخباراتية إلى أن وكالتي تجسس روسيتين هما «وكالة الاستخبارات العسكرية ووكالة الاستخبارات الأجنبية» تتنافسان لتولي أعمال «فاغنر».

دور الاستخبارات العسكرية الروسية
وأشارت دلائل إلى أن جولة يفكوروف عبر أفريقيا تكشف دورًا قادمًا للاستخبارات العسكرية الروسية في أفريقيا، خاصة بوجود الجنرال أندريه أفريانوف، المعروف بقيادته لوحدة نخبة متخصصة بالعمليات العسكرية والاغتيالات في الخارج، ضمن الوفد المرافق لنائب وزير الدفاع.

قال أحد المقربين من زعيم مجموعة «فاغنر»، إن حادث تحطم الطائرة الذي أودى بحياة رئيس المرتزقة واثنين من كبار مساعديه الشهر الماضي ربما كان بمثابة ضربة داخلية، مما يدل على أنه «لا يمكن الوثوق بأحد (في القيادة الروسية)»، وأن لا أحد في مأمن كذلك.

وحتى مع وفاة زعيم فاغنر بتحطم طائرته قرب موسكو تقوم مجموعات من الشخصيات الإعلامية المقربة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بتشويه سمعته وتقول إنه كان يجمع المليارات والذهب.

أهمية «فاغنر» لروسيا
وفي المرحلة الحالية تكمن أهمية «فاغنر» لروسيا في عملياتها في أفريقيا خاصة في ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، مقابل إضعاف القوى الغربية مثل فرنسا والولايات المتحدة.

وتوجه اتهامات لمرتزقة «فاغنر» بفشلهم في وقف عنف الإرهابيين في البلدان التي ينتشرون فيها مثل مالي، حيث قُتل 49 مدنيًا و15 جنديًا الخميس في هجمات. لكن بريغوجين كان له أيضًا أتباع مخلصون، من بينهم مكسيم شوغالي، الذي قضى أكثر من عام في السجن في ليبيا بينما كان بريغوجين يشن حملة من أجل إطلاقه في نهاية المطاف.

من يقود «فاغنر»
ورفض شوغالي، المقيم في سانت بطرسبرغ، فكرة أن الحكومة الروسية يمكن أن تستولي بالكامل على «فاغنر»، أو تعمل بفعالية كما فعلت المجموعة العسكرية، مشيرًا إلى بافيل ابن بريغوجين غير المعروف، بأنه باعتباره وريثًا محتملاً لامبراطوريته مستعد لخلافة والده ومواجهة بعض المشاكل.

ويتفق البعض على أن بافيل بريغوجين، وهو في العشرينيات من عمره، سيحاول بالفعل تأكيد سيطرته على شركة والده.

وفرضت الولايات المتحدة عليه عقوبات العام الماضي وقالت إنه يسيطر على ثلاث شركات عقارية في سانت بطرسبرغ، وفي العام الماضي، قال والده إن ابنه قاتل في سورية و«كان ولا يزال دائمًا في المناطق الساخنة كجزء من نشاط شركة فاغنر العسكرية الخاصة»، وهو ادعاء لم يتسن التأكد من صحته.

وقد يكون قادرًا على الاحتفاظ ببعض الأصول المحلية لوالده والتي قالت وكالة الأنباء الروسية المستقلة أخيرًا إنها حققت حوالي 800 مليون دولار في العام 2022. لكنه سيحتاج إلى موافقة الكرملين لمواصلة العمل في الخارج، حيث تشتري الحكومات الدعم الجيوسياسي من موسكو بقدر ما تشتري خدمات الميليشيات المحلية.

وفي الأشهر التي سبقت تمرده، أصبح بريغوجين أكثر جرأة. وقال مسؤولون غربيون ومن الأمم المتحدة إنه حاول هذا الربيع ترجيح كفة الميزان في الحرب الأهلية في السودان من خلال تهريب صواريخ أرض - جو إلى جماعة شبه عسكرية سيئة السمعة. وفي فبراير حذر المسؤولون الأميركيون رئيس تشاد الانتقالي محمد ديبي من أن بريغوجين كان يخطط لقتله.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ضبط وافد سرق مواطنه في بنغازي
ضبط وافد سرق مواطنه في بنغازي
مداهمة بيت مهجور بصبرانة يستخدم لتفكيك المكيفات المسروقة
مداهمة بيت مهجور بصبرانة يستخدم لتفكيك المكيفات المسروقة
ضبط وافد متلبسًا بسرقة أغراض مسجد في بنغازي
ضبط وافد متلبسًا بسرقة أغراض مسجد في بنغازي
«وسط الخبر» يناقش الملف: أكاديميو ليبيا.. تجاهل حكومي ونضال حقوقي مستمر
«وسط الخبر» يناقش الملف: أكاديميو ليبيا.. تجاهل حكومي ونضال حقوقي...
«النيل للطيران» تدشن رحلاتها بين القاهرة وسبها الأسبوع الجاري
«النيل للطيران» تدشن رحلاتها بين القاهرة وسبها الأسبوع الجاري
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم