Atwasat

بينها «اللواء 19».. «فرانس برس» ترصد شهادات بشأن المهاجرين العالقين على الحدود التونسية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 31 يوليو 2023, 02:23 مساء
WTV_Frequency

رصدت وكالة فرانس برس شهادات من مهاجرين وحرس حدود ليبيين، عن وصول المئات من المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى ليبيا سيراً حتى الإنهاك الشديد، بعدما نقلتهم السلطات التونسية إلى الحدود في وسط الصحراء.

وأُنقذ الأحد الماضي في منطقة قاحلة وغير مأهولة، رجال ونساء وهم تائهون بالقرب من بحيرة سبخة المقطع المالحة على امتداد الحدود بين ليبيا وتونس. عند الظهيرة وفيما الحرارة تفوق الأربعين درجة مئوية، عثرت دورية ليبية على رجلٍ مغمى عليه حاول أفرادها إنعاشه بسكب بضع قطرات من الماء على شفتيه. إلا إنه بالكاد يتنفس. في البعيد، يمكن تمييز ست نقاط سوداء تبين بعد دقائق أنهم ناجون، شرحوا باللغة العربية للحراس أنهم أتوا من تونس، وفق وكالة فرانس برس.

في الأسبوعين الأخيرين، يقول حرس الحدود الليبيون إنهم أنقذوا مئات المهاجرين الذين نقلتهم السلطات التونسية على ما يؤكدون، إلى الحدود عند مستوى بلدة العسة على بعد 150 كيلومترا جنوب غرب طرابلس، حسب فرانس برس. ففي أعقاب اشتباكات أودت بحياة مواطن تونسي في الثالث من يوليو، طُرد مئات المهاجرين الأفارقة من صفاقس في وسط تونس الشرقي التي تشكل نقطة الانطلاق الرئيسية للهجرة غير النظامية إلى أوروبا.

المهاجرون ينهارون منهكين
وتفيد منظمة «هيومن رايتس ووتش» غير الحكومية أن الشرطة التونسية «طردت» ما لا يقل عن 1200 مهاجر أفريقي وتركتهم عند الحدود مع ليبيا من الشرق والجزائر من الغرب. وقد تولى الهلال الأحمر التونسي بعد ذلك رعاية أكثر من 600 من هؤلاء في منطقة رأس جدير العازلة بين تونس وليبيا ونحو 200 من الجانب الجزائري.

- تونس ترفض «مغالطات» بشأن أزمة المهاجرين العالقين قرب ليبيا 
- بالصور.. جهود متطوعي الهلال الأحمر الليبي لرعاية المهاجرين العالقين على الحدود التونسية
- إشادة أممية بجهود ليبية في مساعدة المهاجرين العالقين على الحدود التونسية

لكن قرب العسة على بعد حوالى 40 كيلومترا من رأس جدير، يستمر المهاجرون بالوصول ضمن مجموعات صغيرة من شخصين أو ثلاثة أشخاص أو بالعشرات، يتقدمون مذهولين منهكين جرّاء الحر والعطش، وتخور قواهم عند أقدام الحراس. فيعطيهم الحراس بضع قطرات من الماء ويرشونها على رؤوسهم ووجوههم قبل نقلهم إلى نبع مياه مالحة ليبردوا حرارة جسمهم.

الناطق باسم اللواء 19: الوضع مقلق
في الآونة الأخيرة، يجري حرس الحدود الليبيون وجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية وعناصر «الكتيبة 19» التابعة لقوات حكومة الوحدة الوطنية الموقتة دوريات يومية في الصحراء. ويقول الناطق باسم اللواء 19 الليبي علي والي «نحن على الخط الفاصل بين ليبيا وتونس ونشهد وصول المزيد من المهاجرين كل يوم. الوضع مقلق». ويوضح أنه سمح لوكالة فرانس برس بمرافقة الدورية «لتكذيب من يدعي (في تونس) أننا قمنا باختلاق كل هذا وأننا قمنا باقتياد المهاجرين إلى هنا» عند الحدود. ويؤكد أن الحراس يرصدون يومياً في نطاق عملهم حول العسة، «وصول 150 إلى 350، وأحياناً ما يصل إلى 400 أو 500 مهاجر غير شرعي».

وصل في ذلك اليوم 110 أشخاص بينهم امرأتان فيما لم يعثر على شخصين آخرين بلغ عنهما مهاجر. يقوم جندي من حرس الحدود بمسح الأفق بمنظاره على أمل تحديد مكان المهاجرين. وعبر الناجون الحدود من دون علمهم وساروا في الاتجاه الذي أشار إليه الجنود التونسيون أي ليبيا.

المهاجرون ساروا ليومين
هيثم يحيى مواطن سوداني عمل في قطاع البناء لمدة عام في تونس حيث وصل سراً عبر النيجر، ثم الجزائر. يروي يحيى قائلاً «كنت في العمل عندما أمسكوا بي واقتادوني إلى هنا، أولاً في سيارة شرطة، ثم في شاحنة عسكرية (تونسية) ثم تركوني وطلبوا مني الذهاب إلى ليبيا»، حسب فرانس برس.

تحت شمس حارقة، «سار البعض لمدة يومين» من دون ماء أو طعام في الصحراء. هذا ما حصل للنيجيري ألسكندر أونشي أوكولو. يقول الرجل البالغ 41 عاماً «دخلت تونس عبر الدبداب (منفذ بري حدودي) عابرا الجزائر إلى تونس أمضيت بعض الوقت في تونس قبل أن تقبض عليّ الشرطة التونسية». ويتابع قائلاً «ألقوا القبض علي في الشارع ونقلت إلى الصحراء الكبرى». يظهر شاشة هاتفه المحطمة موضحاً «كسروه وضربوني».

17 قتيلاً قضوا في الصحراء
ويقول الناطق باسم اللواء 19 «السبت جرى العثور على جثتين، وقبل يومين خمس، بينهم امرأة مع طفلها بالإضافة إلى الخمس الذين جرى العثور عليها قبل أسبوع، وضع مأسوي وغير مقبول». ويتساءل «كيف تتوقعون منهم النجاة من هذا؟ وسط الحر ومن دون ماء مع سيرهم ليومين أو ثلاثة». وتفيد منظمات إنسانية في ليبيا اتصلت بها وكالة فرانس برس، أن الحصيلة تصل إلى ما لا يقل عن 17 قتيلاً قضوا في الصحراء بين ليبيا وتونس في الأسابيع الثلاثة الماضية.

في رأس جدير، لا يزال 350 مهاجراً يقيمون في مخيم من بينهم 65 طفلاً و12 امرأة حاملاً. وقال مسؤول في المجال الإنساني في ليبيا لوكالة فرانس برس «ظروف حياتهم صعبة جداً». وأوضح أن 180 مهاجراً آخر من بينهم 20 طفلاً يقيمون موقتا في العسة.

وفي رأس جدير بدأوا منذ عشرة أيام تقريباً يحصلون على المياه والطعام والرعاية الطبية من الهلال الأحمر الليبي. وشدد المصدر الإنساني على أن الوضع يتحسن «لكن لا يمكن أن يستمر على المدى الطويل، فلا وجود للصرف الصحي ولا لخزانات المياه ولا مراكز إيواء فعلية».

 ويوم 27 يوليو، جدّد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة، التأكيد على أن «ليبيا لن تكون بلد توطين للمهاجرين»، وذلك خلال اجتماع عقد بحضور وزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي، ووكيل وزارة الخارجية إمحمد زيدان، ورئيس أركان حرس الحدود، وآمر اللواء 19، ومدير إدارة الشؤون الخارجية بمجلس الوزراء، وعدد من مديري الإدارات بوزارتي الداخلية والخارجية.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أسعار صرف العملات الدولية مقابل الدينار في السوق الموازية (االخميس 23 مايو 2024)
أسعار صرف العملات الدولية مقابل الدينار في السوق الموازية ...
الدبيبة يشارك في حفل تنصيب رئيس تشاد
الدبيبة يشارك في حفل تنصيب رئيس تشاد
تشغيل الوحدة الغازية الخامسة بكهرباء شمال بنغازي
تشغيل الوحدة الغازية الخامسة بكهرباء شمال بنغازي
تنظيم فعاليات ليبية مشتركة بين «هيئة المحتوى الإعلامي» وأكاديمية الدراسات
تنظيم فعاليات ليبية مشتركة بين «هيئة المحتوى الإعلامي» وأكاديمية ...
النيجر تدعو الدبيبة للتباحث في ملفات مشتركة
النيجر تدعو الدبيبة للتباحث في ملفات مشتركة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم