يرى محللون أن دعوة المجلس الرئاسي، القوى الوطنية إلى التشاور بشأن تهيئة الأجواء للانتخابات محاولة للعب دور الوسيط، وهو أمر لا يقدر عليه كونه «جاء من دون صلاحيات»، وأن المبادرة مجرد «طرح فضفاض» لن يؤدي إلى نتيجة مرجوة، نظرا لأن المجلس «لا يملك الثقل» المناسب لهذه المهمة.

جاء ذلك في حديثهم خلال برنامج «وسط الخبر» المذاع على قناة «الوسط» (WTV) أمس الأحد، في حلقة بعنوان «المجلس الرئاسي: وهم القيادة ولزوم ما لا يلزم؟»

وقال رئيس حزب صوت الشعب فتحي الشبلي، إن «فاقد الشيء لا يعطيه، الجميع يعلم أن المجلس الرئاسي جاء بناء على اتفاق جنيف في حزمة واحدة مع حكومة الوحدة الوطنية برئاسية عبدالحميد الدبيبة دون صلاحيات قانونية ودستورية».

ما هو شكل الوساطة؟
وأضاف الشبلي: «الغريب أنه يطرح نفسه كوسيط، كيف ذلك؟ فالوسيط هو من لا علاقة له بالمشكلة، ثم الوساطة في ماذا ستُجرى؟ هل المنفي قدم شيئا مكتوبا لتجاوز الألغام القانونية التي وضعتها لجنة (6+6) حتى يُجرى النقاش حولها مع البعثة الأممية ومع القوى السياسية، ومن هي بالتحديد القوى السياسية التي سيجلس معها المنفي؟».

وتابع: «إذا كان ما حدث في بوزنيقة يعتبر لمجلسي النواب والدولة إجراء دستوريا غير قابل للنقاش وإذا كانت صلاحيات النواب والدولة أعطتهم هذه القوة بأي شكل سيأتي المنفي للتوسط؟ وما هي هذه النقاط التي يتوسط فيها؟، المنفي مع احترامنا له بعد بيان لجنة (6+6) أصدر بيانا بالرفض وبعد يومين وجدناه يؤيد ويوافق ويريد التوسط، لا نعلم حتى الآن شكل الوساطة التي يريد الدخول بها وهو فاقد الصلاحيات، فكل الصلاحيات القادمة من جنيف في يد (رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد) الدبيبة فهو لا يملك شيئا».

طرح فضفاض
وفي حين وصف المتابع للشأن العام عبدالعظيم البشتي مبادرة المجلس الرئاسي بأنها «طرح فضفاض ولن يؤدي إلى النتيجة المرجوة منه»، لكن لو كان حوارا جادا ومحاولة لفهم الرؤى المتنوعة للطيف الوطني الليبي من الممكن الاستنارة بهذا الرأي.

- وهيبة: «الرئاسي» مستعد للتشاور مع القوى الوطنية بمشاركة البعثة لتهيئة الأجواء للانتخابات
- «الرئاسي» يدعو لجنة «6+6» للاستمرار في معالجة النقاط العالقة

ويرى البشتي أن المبادة «أتت متأخرة بعض الشيء، ولكن هي في نهاية المطاف خطوة في جوهرها إيجابية وربما تكون محاولة للاستهلاك وتضييع الوقت واستمالة بعض الأطراف»، متابعا: «هذا ما يجعلنا لا نثق في أطروحات السياسيين الليبيين لرؤيتهم القاصرة ولهاثهم وراء المناصب والمصالح فهذا ما عودونا عليه، فنحن لا نرى مسؤولين جادين كل ما نراه هو محاولات لتقاسم السلطة ولا يبالون ببناء الدولة».

المجلس الرئاسي ليس بذلك الثقل
وقال الباحث السياسي فرج فركاش إن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي يحاول أن يكون له دور بمباركة بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا، إلا أن المجلس الرئاسي «ليس بذلك الثقل» ويحتاج إلى دعم داخلي وخارجي.

وأشار إلى محاولات سابقة للمجلس، وإطلاقه مبادرتين قبل موعد الانتخابات العامة التي كانت مقررة في العام 2021، إلا أنه تراجع ولم يكمل الأمر، معقبا: «كنا نتمنى تدخله بشكل إيجابي آنذاك لتعقد الانتخابات بقوانين قابلة للتطبيق، وهذا ما فعله المنفي عندما دعا الأسماء الجدلية إلى أخذ خطوة إلى الوراء من أجل تمكين انعقاد الانتخابات الرئاسية، كما رأينا مبادرة (عضو المجلس الرئاسي عبدالله) اللافي عن ضرورة إقرار الدستور قبل الانتخابات ثم تراجعا عن ذلك».