عُقِد «مؤتمر النهج المدني لمكافحة الإرهاب» في عاصمة النيجر نيامي، كأول ندوة تهدف إلى ضمان تعزيز النهج المدني تجاه مكافحة الإرهاب في المنطقة.

وكانت الدول المشاركة في الفترة من 16 إلى 18 مايو الجاري هي ليبيا وبنين وبوركينا فاسو والكاميرون ومالي وموريتانيا والنيجر ونيجيريا وتشاد وذلك بتمثيل أيضًا من بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في ليبيا «يوبام»، فيما جرى تنظيم هذا المؤتمر بدعم دولة النيجر والاتحاد الأوروبي.

التحدي الأمني الكبير في أوروبا وأفريقيا
وحسبما نقلت «يوبام» أمس الإثنين، بيَّن خبير مكافحة الإرهاب في بعثة المساعدة الحدودية الأوروبية في ليبيا دومينيك فاشينغ الذي شارك في الاجتماع في نيامي أن «دول الساحل تواجه حاليًا عدة حركات إرهابية تعمل في أراضيها»، مشيرًا إلى التحدي الأمني الكبير الذي تشكله الظاهرة على أوروبا وأفريقيا.

- الأربعاء والخميس.. موريتانيا تحتضن مؤتمرا حول التعاون عبر الحدود بين ليبيا والساحل
- إيطاليا تكثف تركيز أنظارها على ليبيا ومنطقتي المتوسط والساحل
- رئيسة بعثة «يوبام»: هكذا يمكن الحد من تدفق المهاجرين الذين يمرون بليبيا

وتبادل المشاركون النقاش حول قضايا الوضع الأمني في منطقة الساحل، أسباب الإرهاب وآثاره، والوقاية والقضاء على التطرف والشبكات الإقليمية، فضلًا عن استقرار المنطقة، وتدابير الشرطة الجنائية، وبناء الثقة وحقوق الإنسان، ونظام العدالة الجنائية والمحاكم المتخصصة والتعاون الإقليمي والدولي.

تطوير مبادرات إقليمية ودولية لمكافحة الإرهاب
ولمعالجة الوضع، جرى تطوير عدد من المبادرات على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك منذ العام 2014 من قبل مؤسسة قوات الساحل الخمس ومكوناتها العسكرية والشرطية. ومنذ العام 2020 من قبل «التحالف من أجل الساحل» و«الشراكة من أجل الاستقرار والأمن في منطقة الساحل».

كما أنه على الرغم من نجاح العمليات العسكرية التي أجريت بدعم من القوات الشريكة، لا تزال التهديدات الإرهابية قائمة. وهذا يدل على أن الآليات العسكرية البحتة تواجه صعوبة في مكافحة الإرهاب بشكل فعال في المنطقة المعنية.

لذلك تتفق جميع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية على أن هناك حاجة لبناء نهج مدني لمكافحة الإرهاب يكمل النهج العسكري.

أهداف مؤتمر نيامي لمكافحة الإرهاب
ومن ضمن أهداف هذا المؤتمر هو التفكير ومناقشة تعزيز تدابير الجهات الفاعلة في المجال المدني لمكافحة الإرهاب، ولا سيما قوى الأمن الداخلي، وعلاقة الثقة مع السكان والتحقيقات القضائية. وتسعى هذه الرؤية الشاملة التي تغطي النطاق الكامل لمشكلة الإرهاب من الوقاية إلى إزالة التطرف، وإتاحة معالجة كل من أعراض وجذور هذا التطرف الراديكالي من أجل الخروج من الدوامة القاتلة.

وعُقِد آخر مؤتمر إقليمي حول التعاون عبر الحدود بين ليبيا والساحل لمكافحة الإرهاب وجرائم الحدود، في موريتانيا قبل نحو أسبوعين ودعا إلى «إشراك المجتمعات المحلية في إدارة الحدود والأمن». وناقش المشاركون في المؤتمر البنود الرئيسية لخارطة الطريق التي توصلوا إليها بعد مناقشة عميقة، تضمنت تبادل المعلومات، وتعزيز بناء القدرات بما في ذلك التدريب وإدارة الحدود والأمن، وتعزيز الإطار التشغيلي وإضفاء الطابع القضائي على المعلومات.