وسط اتهامات منظمة «إس أو إس- ميديتراني» للإنقاذ لخفر السواحل الليبي بإطلاق عيارات تحذيرية باتجاه سفينة إغاثة، علّق الاتحاد الأوروبي على الحادث وكشف أنه سيطلب «توضيحات» من السلطات الليبية.

وقال الناطق باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، للصحفيين اليوم الإثنين، «سنطلب توضيحات من السلطات الليبية بشأن ما حدث، ولماذا حدث وما الذي سيحدث لاحقًا».

وأضاف ستانو بحسب ما نقل موقع «أفريكا نيوز»، أنه «بالنسبة لنا إنقاذ الأرواح يأتي أولا، وحقوق المهاجرين تأتي أولاً»، معترفًا بأنه لا يوجد «حل مثالي» بسبب الوضع في ليبيا.

تعاون مرن مع خفر السواحل الليبي
وأضاف أن «تعاوننا مع خفر السواحل الليبي مرن، ونكيف أعمالنا وفقًا للتطورات على الأرض وسلوك شركائنا»، مشيرًا إلى أنه في أعقاب حادثة مماثلة في الصيف الماضي، حيث هدّد خفر السواحل الليبي المهاجرين باستخدام أسلحتهم، «طُرد قائد السفينة».

- إيطاليا: تسليم زورقين لخفر السواحل الليبي خلال أيام
- الاتحاد الأوروبي سيقدم المزيد من زوارق الدورية إلى خفر السواحل الليبي
- تقارير مخابراتية إيطالية: 680 ألف مهاجر في ليبيا

وأضاف المتحدث أن السؤال هو ما إذا كانت سفينة خفر السواحل الليبية المتورطة في الحادث قد جرى تمويلها بمساعدة الاتحاد الأوروبي.

منظمة «إس أو إس- ميديتراني» تتهم خفر السواحل
واتهمت منظمة «إس أو إس- ميديتراني» للإنقاذ خفر السواحل الليبي بإطلاق عيارات تحذيرية باتجاه سفينة إغاثة أثناء محاولتها إنقاذ زورق مطاطي كان يقل مهاجرين قبالة الساحل الليبي.

وقالت منظمة «إس أو إس- ميديتراني» التي تلقت سفينتها تحذيرًا من خفر السواحل الليبي، إن الحادث الذي وقع السبت في المياه الدولية كان «أحدث اعتراض بحري طائش لمهاجرين من قِبل خفر السواحل الليبي الذي جرى تدريبه وتمويله من قِبل الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا».

وأوضحت المنظمة غير الربحية أن «أوشن فايكنغ»، وهي سفينة إنقاذ استأجرتها وتديرها، كانت تستجيب لنداء استغاثة لمساعدة القارب المطاطي الذي كان يقل مهاجرين في البحر المتوسط عندما وصلت سفينة تابعة لخفر السواحل الليبي إلى مكان الحادث.

وأضافت المنظمة في بيان أن سفينة خفر السواحل اقتربت «بشكل خطير» من سفينة الإنقاذ وهدّدت طاقمها «بالبنادق وطلقات نارية في الهواء». وأشارت إلى أنه جرى تصوير أفراد خفر السواحل بالكاميرا وهم يهددون السفينة ويطلقون نيران أسلحتهم في الهواء.

وفي اللقطات، شوهدت سفينة خفر السواحل وهي تبحر بسرعة عالية قبل المناورة، على ما يبدو لمنع «أوشن فايكنغ» من الوصول إلى قارب المهاجرين. وفي لحظة ما سُمع دوي طلقات نارية. وقال شخص على السفينة: «لا يمكنكم إطلاق النار علينا. لا يمكنكم إطلاق النار علينا. نحن نغادر المياه الآن».

إعادة المهاجرين بالقوة إلى ليبيا
وتحت التهديدات أبحرت السفينة بعيدًا، بينما اعترض أفراد خفر السواحل الليبي القارب وأعادوا المهاجرين «بالقوة» إلى ليبيا. وفق المنظمة العاملة في مجال الإنقاذ.

وأشارت المنظمة إلى أن خفر السواحل الليبي حاول في يناير الماضي منع أحد أفراد فريق «إس أو إس- ميديتراني» من العودة إلى السفينة «أوشن فايكنغ» بعد عملية إنقاذ. لكن القارب تمكن من إعادة المهاجرين الذين جرى إنقاذهم إلى السفينة الأم بأمان.

ويتعاون الاتحاد الأوروبي مع خفر السواحل الليبي من خلال تقديم المساعدة والمعدات والسفن. وتقول بروكسل إن هذه الاتفاقية تهدف إلى إنقاذ حياة المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، لكن المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة تندد بها بشكل منتظم، مما يؤكد سوء المعاملة التي يتعرض لها المهاجرون الذين أُعيدوا قسرًا إلى ليبيا.