Atwasat

«أسيوشيتد برس»: الولايات المتحدة تسعى لطرد المرتزقة الروس من ليبيا والسودان

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 03 فبراير 2023, 07:26 مساء
WTV_Frequency

قالت وكالة الأنباء الأميركية «أسيوشيتد برس»، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة صعدت ضغوطها على حلفاء في الشرق الأوسط لطرد مجموعة «فاغنر» شبه العسكرية الروسية المملوكة لإوليغارشي تربطه علاقات وثيقة بالرئيس فلاديمير بوتين، من ليبيا والسودان اللتين ضربتهما الفوضى حيث توسعت فيهما في السنوات الأخيرة، حسبما نقلته عن مسؤولين إقليميين.

تأتي الجهود الأميركية التي وصفها المسؤولون الذين تحدثوا إلى «أسيوشيتد برس» في الوقت الذي تقوم فيه إدارة الرئيس جو بايدن بدفعة واسعة النطاق ضد المرتزقة. شملت فرض عقوبات جديدة على مجموعة «فاغنر» في الأشهر الأخيرة بسبب توسع دورها في حرب روسيا في أوكرانيا.

ووصفت وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون» المجموعة مملوكة للمتنفذ الأوليغارشي الروسي يوفغيني بريغوزين، الحليف الوثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنها تعمل نيابة عن وزارة الدفاع الروسية. فيما ينفي الكرملين وجود أي صلة بها.

إدارة بايدن تعمل مع مصر والإمارات لإنهاء علاقة «فاغنر» مع القادو العسكريين في ليبيا والسودان
وكشفت «أسيوشيتدبرس» أن إدارة بايدن تعمل منذ شهور مع القوى الإقليمية مصر والإمارات للضغط على القادة العسكريين في السودان وليبيا لإنهاء علاقاتهم مع الجماعة، وفقًا لما ذكره أكثر من 10 مسؤولين ليبيين وسودانيين ومصريين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم للتحدث بحرية ولأنهم غير مخولين بمناقشة القضية مع وسائل الإعلام.

وقال مسؤول حكومي مصري رفيع المستوى على دراية مباشرة بالمحادثات: «إن فاغنر تستحوذ عليهم (المسؤولين الأميركيين). إنها على رأس كل اجتماع».

وأشارت «أسيوشيتد برس» إلى أن المجموعة الروسية، «لا تعلن عن عملياتها، لكن وجودها معروف من التقارير على الأرض وغيرها من الأدلة. ففي السودان، كانت مرتبطة في الأصل بالرجل القوي السابق عمر البشير وتعمل الآن مع القادة العسكريين الذين حلوا مكانه. وهي مرتبطة في ليبيا بالقائد العسكري في شرق ليبيا خليفة حفتر» في إشارة إلى قائد قوات القيادة العامة.

نشاط «فاغنر» في ليبيا وأفريقيا واتهامات حقوقية
ونشرت فاغنر آلاف النشطاء في دول أفريقية وشرق أوسطية بما في ذلك مالي وليبيا والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وسوريا. ويقول المحللون إن هدفها في أفريقيا هو دعم المصالح الروسية وسط الاهتمام العالمي المتزايد بالقارة الغنية بالموارد. بينما اتهم خبراء حقوقيون يعملون مع الولايات المتحدة في 31 يناير المجموعة الروسية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية محتملة في مالي، حيث تقاتل إلى جانب القوات الحكومية.

- بعد زيارة بيرنز.. «الأناضول»: هل هناك طبخة أميركية جديدة بشأن ليبيا؟
- جريدة روسية تربط بين زيارة بيرنز ليبيا وحملة أميركية لجمع بيانات حول «فاغنر»
- لماذا يزور مدير «سي آي إيه» ليبيا؟

ونقلت «أسيوشيتد برس» عن الخبيرة في «فاغنر» بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، كاترينا دوكسي، قولها إن «فاغنر تميل إلى استهداف البلدان ذات الموارد الطبيعية التي يمكن استخدامها لتحقيق أهداف موسكو - مناجم الذهب في السودان، على سبيل المثال، حيث يمكن بيع الذهب الناتج بطرق تتجنب العقوبات الغربية».

وذكرت الوكالة الأميركية أن مالك المجموعة الروسية رجل الأعمال يوفغيني بريغوزين لم يرد على طلب للتعليق أُرسل إلى قسم الصحافة في مجموعة «كونكورد»، التي يمتلكها.

دور «فاغنر» كان محور محادثات بيرنز في ليبيا ومصر
وأكدت «أسيوشيتد برس» أن دور مجموعة «فاغنر» في ليبيا والسودان محورياً في المحادثات الأخيرة بين مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز ومسؤولين في مصر وليبيا في يناير. وقال مسؤولون مصريون إن وزير الخارجية أنتوني بلينكين ناقش أيضاً المجموعة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في زيارة أواخر يناير إلى القاهرة. وبعد أسابيع من الزيارة، اعترف بيرنز في خطاب ألقاه أمس الخميس في جامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة، أنه بعد سفره مؤخرًا إلى أفريقيا، كان قلقًا بشأن تأثير «فاغنر» المتزايد في القارة. وقال بيرنز: «هذا تطور غير صحي للغاية ونحن نعمل بجد لمواجهته».

ودعا بيرنز وبلينكين حكومة السيسي إلى المساعدة في إقناع الجنرالات الحاكمين في السودان وحفتر الليبي بإنهاء تعاملاتهم مع فاغنر، حسبما قال مسؤول مصري مطلع على المحادثات.

تخضع المجموعة ومؤسسها لعقوبات أميركية منذ عام 2017، وأعلنت إدارة بايدن في ديسمبر 2022 عن قيود تصدير جديدة لتقييد وصولها إلى التكنولوجيا والإمدادات، واصفة إياها بأنها «منظمة إجرامية عابرة للحدود».

«فاغنر» كانت قضية بيرنز الرئيسية في ليبيا
وفي ليبيا، أجرى بيرنز محادثات في طرابلس مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد دبيبة، كما التقى مدير وكالة المخابرات المركزية بحفتر في شرق ليبيا، وفقًا لمسؤولين بقوات حفتر. وقال مسؤول اطّلع على الاجتماع في مجمع الرجمة العسكري، مقر قيادة حفتر خارج بنغازي مباشرة، إن «فاغنر» كانت القضية الرئيسية التي نوقشت.

وقال خبراء الأمم المتحدة إن مرتزقة «فاغنر» ينتشرون في ليبيا منذ 2018 لمساعدة قوات القيادة العامة في قتالها ضد المتشددين الإسلاميين في شرق ليبيا. وشاركت المجموعة أيضًا في الهجوم الفاشل على طرابلس في أبريل 2019.

وقدرت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم»، وجود حوالي 2000 مرتزق من «فاغنر» في ليبيا بين يوليو وسبتمبر 2020، قبل وقف إطلاق النار. وقالت «أفريكوم» إن المرتزقة كانوا مجهزين بمركبات مدرعة وأنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة ومعدات أخرى قدمتها روسيا. مرجحة أن المجموعة الروسية تتلقى أموالاً من الإمارات، الداعم الأجنبي الرئيسي لحفتر.

نشاط «فاغنر» في ليبيا
وقال مسؤولون ليبيون إنه منذ وقف إطلاق النار في عام 2020، تركزت أنشطة «فاغنر» حول المنشآت النفطية في وسط ليبيا، وواصلوا تقديم التدريب العسكري لقوات القيادة العامة. مشيرين إلى أن «ليس من الواضح عدد مرتزقة فاغنر الذين ما زالوا في ليبيا» وفق ما نقلته «أسيوشيتد برس».

وقال مسؤول ليبي آخر إن المسؤولين الأميركيين طالبوا بسحب المرتزقة من المنشآت النفطية. وأشارت «أسيوشيتد برس» إلى أن «حفتر لم يقدم أي تعهدات، لكنه طلب تأكيدات بأن تركيا والميليشيات الليبية التي تدعمها في غرب ليبيا لن تهاجم قواته في مدينة سرت الساحلية ومناطق أخرى في وسط ليبيا». فيما «طالبت مصر، التي تربطها علاقات وثيقة بحفتر، بعدم تمركز فاغنر بالقرب من حدودها».

رسائل أميركية للقادة السودانيين بشأن «فاغنر»
وفي الخرطوم، قال مسؤول كبير إن القادة في السودان تلقوا رسائل أميركية متكررة حول نفوذ «فاغنر» المتزايد في الأشهر الأخيرة، عبر مصر ودول الخليج، وأضاف أن رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل، نقل مخاوف الغرب أثناء محادثاته في الخرطوم الشهر الماضي مع رئيس المجلس السيادي الحاكم في السودان، الفريق عبد الفتاح برهان وحثه على إيجاد طريقة لمعالجة «استخدام فاغنر للسودان كقاعدة» لعمليات في دول مجاورة مثل جمهورية أفريقيا الوسطى.

وبدأ فاغنر العمل في السودان في عام 2017، حيث قدم التدريب العسكري للمخابرات والقوات الخاصة، وللمجموعة شبه العسكرية المعروفة باسم قوات الدعم السريع، وفقًا لمسؤولين سودانيين ووثائق تمت مشاركتها مع وكالة «أسوشيتد برس».

- لافروف: فاغنر في ليبيا «على أساس تجاري»

ويقود قوات الدعم السريع، التي انبثقت من ميليشيات الجنجويد المرهوبة، الجنرال القوي محمد حمدان دقلو، الذي تربطه علاقات وثيقة بالإمارات والسعودية. ويرسل قوات للقتال إلى جانب التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب الأهلية اليمنية المستمرة منذ فترة طويلة.

سيطرة «فاغنر» على مناجم الذهب في السودان
وأوضح مسؤولون أن مرتزقة «فاغنر» لا يقومون بدور قتالي في السودان. لكن المجموعة، التي لديها عشرات النشطاء في البلاد، تقدم تدريبات عسكرية واستخباراتية، وكذلك مراقبة وحماية المواقع وكبار المسؤولين. ويبدو أن القادة العسكريين السودانيين منحوا «فاغنر» السيطرة على مناجم الذهب في المقابل.

وتقول «أسيوشيتد برس» إن الوثائق تُظهر أن المجموعة الروسية قد حصلت على حقوق التعدين من خلال شركات واجهة لها علاقات مع الجيش السوداني القوي وقوات الدعم السريع. وذكر مسؤولون أن أنشطتها تتركز في المناطق الغنية بالذهب التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في دارفور والنيل الأزرق ومحافظات أخرى.

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شركتين لعملهما كواجهة لأنشطة تعدين فاغنر وهما شركة «مروي جولد» السودانية العاملة في تعدين الذهب، ومالكها، وشركة «M Invest» ومقرها روسيا. وبحسب وزارة الخزانة، يمتلك بريغوزين كلاهما أو يتحكم فيهما. وعلى الرغم من العقوبات، لا تزال مروي جولد تعمل في جميع أنحاء السودان، بحسب «أسيوشيتد برس».

ساعد المرتزقة الروس القوات شبه العسكرية على تعزيز نفوذها ليس فقط في المناطق النائية بالبلاد، ولكن أيضًا في العاصمة الخرطوم، حيث تساعد في إدارة صفحات التواصل الاجتماعي المؤيدة لقوات الدعم السريع. ويقع المعسكر الرئيسي لمرتزقة «فاغنر» في قرية أم دافوك المتنازع عليها على الحدود بين جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان، وفقًا لنقابة محامي دارفور، وهي مجموعة قانونية تركز على حقوق الإنسان. وقال المحامي وعضو الجمعية جبريل حسبو: «لا يمكن لأحد الاقتراب من مناطقهم».

لا نتائج لإدارة بايدن بشأن وجود «فاغنر» في ليبيا والسودان
ويرى مراقبون أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن ضغوط إدارة بايدن أسفرت عن نتائج سواء في السودان أو ليبيا. وقالت الخبيرة دوكسسي إن الولايات المتحدة وحلفاءها يجب أن يقاوموا الترويج للروايات القائلة بأن «روسيا سيئة وأن ما نقدمه جيد وأن يركزوا بدلاً من ذلك على تقديم بدائل أفضل لفاغنر». مبينة أنه «في نهاية المطاف، فاغنر هي شركة تجارية. إذا كان بإمكانك خفض الربح وتقليل حالة العمل لاستخدام فاغنر، فهذا ما سيجعلها أقل جاذبية».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
المقريف: باقات «اتصالات وإنترنت» مجانية ومدعومة لقطاع التعليم
المقريف: باقات «اتصالات وإنترنت» مجانية ومدعومة لقطاع التعليم
المصرف المركزي يطبع «أوراق بنكنوت» بخمسة مليارات دينار
المصرف المركزي يطبع «أوراق بنكنوت» بخمسة مليارات دينار
حكومة حماد تتمسك بتفعيل الاتحاد المغاربي بدُوله الخمس دون إقصاء
حكومة حماد تتمسك بتفعيل الاتحاد المغاربي بدُوله الخمس دون إقصاء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم