أعلنت السلطات الفرنسية، اليوم الأربعاء، فتح تحقيق في حادثة اعتداء مهاجر ليبي على 6 أشخاص بسلاح أبيض في محطة «غار دو نور» للقطارات في باريس.

وتداولت وسائل إعلام فرنسية تفاصيل هجوم وصفته بالرعب في «غار دو نور»، الساعة 6:42 صباحا اليوم الأربعاء، حين تهجم أحد الأشخاص بسلاح أبيض على أناس في مدخل أكبر محطة للقطارات في أوروبا، وبعدها تمكنت الشرطة بتحييد الجاني عن طريق إصابته بعدة طلقات، نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

المهاجم كان ملزما بمغادرة فرنسا
وذكر تلفزيون «تي إف 1» الفرنسي الحكومي أن الجاني وقت اعتقاله لم يكن بحوزته أية وثائق. ومع ذلك جرى التعرف عليه بسرعة. وقالت عدة مصادر في الشرطة إن «الرجل ليبي من مواليد عام 2000، كان ملزما بمغادرة الأراضي الفرنسية، ولأنه ليبي الجنسية، لم تستطع فرنسا ترحيله إلى بلاده بسبب غياب الاستقرار بها». وأضافوا أن السلطات الفرنسية «لا تملك قناة تبادل معلومات لتحديد هوية الليبيين».

وقال المدّعي العام لجمهورية باريس لور بيكوا، ليلة الأربعاء، إن الموقوف يمكن أن يكون رجلا مولودا في ليبيا أو الجزائر وفي العشرينيات من عمره، ولم يجر تأكيد عمره بالضبط، مشيرا إلى نقله إلى المستشفى وخضوعه لعملية جراحية، و«نظرا لحالته الصحية لا يمكن إجراء مقابلة معه حاليا».

- عدة جرحى طعنا بسكين في محطة قطارات شمال باريس

في السياق كشفت مصادر أمنية ووسائل إعلام فرنسية أن مرتكب الاعتداء ليبي ‏في العشرينيات من عمره، وصل إلى فرنسا قبل 3 سنوات. وواصلت أنه معروف بسوابق جنائية، إلا أنه لم يكن معروفا لدى أجهزة الاستخبارات، وليس متهما بعلاقات مع جماعة إرهابية، مضيفة أن ‏الشرطة الفرنسية كانت أصدرت قرارا بترحيله من البلاد الصيف الماضي. وفتح مكتب المدعي العام في باريس تحقيقا في محاولة القتل وأوكل التحقيقات إلى الشرطة القضائية.

وتعد محطة غار دو نور، أكبر محطة في أوروبا والثالثة عالميا من حيث عدد الركاب، وتستقبل يوميا 700 ألف شخص وأكثر من 220 مليون مسافر في السنة.

تهديد سابق
وليلة رأس السنة الميلادية، أفادت الشرطة الفرنسية بأنها اعتقلت مواطنا فرنسيا وآخر تونسيا ادّعى أنه ليبي، بسبب تهديدهما بتفجير محطة قطارات العاصمة باريس. ونقل مصدر لجريدة «لوفيغارو» الفرنسية أن شخصين بلا مأوى اعتقلا يوم 30 ديسمبر وبحوزتهما تسع زجاجات غاز في مونبارناس بباريس.

وكشفت الجريدة «وفقا لمعلوماتنا، جرى اعتقال إريك وهو فرنسي يبلغ من العمر 51 عاما، وعبد الواحد 29 عاما ويدعي أنه ليبي، ولكن يبدو أنه تونسي، حوالي الساعة 7:45 صباحا من قبل الشرطة وهم يصرخون بأنهم سيفجرون كل شيء من حولهم». وذكرت أنهما اقتيدا إلى مركز الشرطة حيث كررا التهديدات نفسها، مشيرة إلى أن أحدهما كان في حالة سكر شديد.

وكان وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، قال في تصريحات خلال أكتوبر 2020 إن بعض المهاجرين «يقدمون سببا مشروعا» يبرر بقاءهم في فرنسا ومن هؤلاء أشخاص ينحدرون من دول في حالة حرب ولا تستطيع فرنسا ترحيلهم بموجب الاتفاقيات الدولية، مضيفا أن «الجميع يفهم صعوبة الترحيل إلى ليبيا» دون أن يكشف وقتها أعداد هؤلاء الليبيون أو التهم الموجهة إليهم.