Atwasat

فرانس برس: جدل مستمر في ليبيا بعد تسليم أبو عجيلة مسعود للولايات المتحدة

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 30 ديسمبر 2022, 04:22 مساء
WTV_Frequency

سلطت وكالة فرانس برس على استمرار الجدل في ليبيا بشأن تسليم حكومة الوحدة الوطنية الموقتة للمواطن الليبي أبو عجيلة مسعود إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى تساؤلات حول إمكانية تسليم طرابلس متهمين ليبيين آخرين مستقبلاً بعد أن مثل أحد المتهمين الرئيسيين في قضية لوكربي الشهيرة أمام القضاء الأميركي.

ونقلت الوكالة الفرنسية عن أستاذ العلاقات الدولية في ليبيا خالد المنتصر القول «قضية لوكربي أعادت فتح ملفاتها رسمياً، وقد لا يُكتفى بتسليم متهم واحد، بل قد تُفتح ملفات مشتبه بهم جدد، في خطوة لا يمكن تجنبها أو إيقافها مستقبلاً». ويضيف «واشنطن كعادتها لا تغلق بشكل كامل قضايا جنائية تخصها، وبالتالي ستظلّ بين فترة وأخرى تفتح دفاتر قديمة، والأمر قطعاً لا يخلو من توظيف سياسي للضغط على القادة الليبيين». وعن أسباب تسليم مسعود إلى واشنطن، يقول «أعتقد أنه لا يمكن لأي سلطة سياسية في ليبيا أن تعارض فعليا تسليمه إلى الولايات المتحدة أو الامتناع عن التسليم، وبالتالي يجب تفهّم العملية. إنها أمر حتمي».

وأقرّ رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة منتصف الشهر الجاري، بأن حكومته سلّمت واشنطن أبو عجيلة مسعود المتّهم بصنع القنبلة التي استخدمت لتفجير طائرة بانام الأميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في 1988 الذي أوقع 270 قتيلاً. ونفى الدبيبة في مقابلة تليفزيونية الجمعة الماضية نية حكومته تسليم عبد الله السنوسي، صهر معمر القذافي ورئيس جهاز استخبارته السابق، إلى واشنطن. وقال تعليقا على تقارير في هذا الإطار، «لن يتم تسليم السنوسي إلى الولايات المتحدة، وهو موجود في سجنه بطرابلس».

«صفقة سياسية» بين الدبيبة وواشنطن؟
وفي تصريح لفرانس برس، رأى المحلل السياسي عبد الله الرايس أن تسليم المتهم جاء ضمن «صفقة سياسية». ويضيف لفرانس برس «أراها صفقة سياسية بين طرابلس وواشنطن، ومحاولة لتغيير الموقف الأميركي بشأن ليبيا، وبشكّل يحسّن صورة بعض القادة السياسيين المدافعين عن التسليم، خصوصا أن فرصة إجراء البلاد انتخابات عامة خلال العام 2023 باتت تتصاعد»، حسب تعبيره.

- الولايات المتحدة تتعهد بمواصلة رصد الإجراءات القانونية ضد عبدالله السنوسي وسيف القذافي 
- تظاهرة في سبها للمطالبة بإطلاق عبدالله السنوسي
- أسر ضحايا تفجيرات الجيش الجمهوري الأيرلندي يطالبون بتسليم عبدالله السنوسي إلى بريطانيا

وعن المبررات التي ساقتها الحكومة لتسليم أبو عجيلة، يقول «من وجهة نظري، فشلت في التبرير، وجعلت نفسها في مرمى الاتهام والخضوع للإرادة الاجنبية، وبالتالي كان يجب تقديم توضيحات بشكل مختلف عن الرواية التي ظهرت على لسان الحكومة والتي جعلت السلطة التنفيذية في موقف ضعف وخضوع»، وفق الوكالة الفرنسية.

ورصدت فرانس برس احتجاجات شعبية وسياسية في ليبيا على تسليم مسهود، لكن الدبيبة قال إن هذه الخطوة جاءت «من أجل محو اسم الإرهاب عن الشعب الليبي»، مشدّداً على أنّ «التعاون تمّ وفق القواعد القانونية مع المتّهمين في قضايا خارج البلاد». وعن الأصوات الرافضة تسليمه، قال الدبيبة «ليبيا تورّطت في عمليات إرهابية حتى أصبحنا في عيون العالم ننتمي إلى دولة إرهابية».

وووصف المحلّل السياسي المتخصّص في الشأن الليبي جلال حرشاوي إن التسليم بمثابة «حملة إغواء» قام بها الدبيبة لدعم سلطته. وأضاف لفرانس برس «لاحظ الدبيبة الذي تتضاءل شعبيته في ليبيا بمرور الوقت، أن بعض الدول الأجنبية باتت تتصالح معه، ما يجعله مستمراً في السلطة من شهر لآخر». ويضيف «حملة الإغواء التي قامت بها حكومة الدبيبة، تبدو حقيقية لا لبس فيها».

تطمين أميركي
واعتبرت وكالة الصحافة الفرنسية أن واشنطن حاولت طمأنة  الليبيين بأن التسليم تنفيذ لتعميم الشرطة الدولية بجلب مسعود، قائلة إن ملف لوكربي «أقفل تماما» بعد إجراء التسوية ودفع ليبيا التعويضات لذوي الضحايا. ونقلت عن بيان السفارة الأميركية في ليبيا القول «ألزمت الاتفاقية الولايات المتحدة بإنهاء الدعاوى الخاصة بالتعويض المالي ومنع رفع أي دعاوى مستقبلية، لكنها لا تقيّد بأي حال من الأحوال تعاوننا في إنفاذ القانون، أو يكون لها أي تأثير على التهم الجنائية ضد المسؤولين عن الهجوم».

وأشار البيان إلى عدم إعادة النظر في «الاتفاقية المبرمة عام 2008 بين الولايات المتحدة وليبيا والتي حسمت مطالب الأميركيين ضد ليبيا والناجمة عن حوادث إرهابية بما في ذلك الهجوم على بان آم 103». كما شدّد الدبيبة رفضه إعادة فتح ملف قضية لوكربي، لكنه لفت إلى وجود «مسار جنائي»لا بدّ من استمرار التعاون فيه مع الولايات المتّحدة.

وكان نظام العقيد معمر القذافي دفع عام 2008 أكثر من ملياري دولار تعويضات لأهالي الضحايا لإقفال ملف قضية لوكربي. وكشف محققون أميركيون وقت التفجير عن أدلة ضد أبو عجيلة مسعود، لكنّهم لم يتمكّنوا من تحديد مكانه. وأدين شخص واحد حتى الآن في تفجير رحلة بان أميركان 103 في 21 ديسمبر 1988، في اعتداء هو الأكثر حصدا للأرواح شهدته الأراضي البريطانية. وانفجرت الطائرة التي كانت متوجّهة إلى نيويورك بعد 38 دقيقة من إقلاعها من لندن، ما أدّى إلى سقوط هيكلها في بلدة لوكربي بينما تناثر الحطام على مساحة شاسعة. وأسفر التفجير عن مقتل 259 شخصاً، بينهم 190 أميركياً، كانوا على متن الرحلة، إضافة إلى 11 شخصاً كانوا على الأرض.

وأمضى ضابط المخابرات الليبي السابق عبد الباسط المقرحي سبع سنوات في سجن اسكتلندي بعد إدانته في القضية عام 2001، وتوفي في ليبيا عام 2012. ولطالما دفع ببراءته.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شاهد في «اقتصاد بلس»: رغم مشاريع إعادة الحياة.. طرق طرابلس تختنق
شاهد في «اقتصاد بلس»: رغم مشاريع إعادة الحياة.. طرق طرابلس تختنق
وكالة أممية: السودانيون الفارون من الحرب يقيمون في أكثر من 50 مخيمًا غير رسمي بالكفرة
وكالة أممية: السودانيون الفارون من الحرب يقيمون في أكثر من 50 ...
شاهد في «هنا ليبيا».. شابة ليبية تتحصل على رخصة طيران خاص
شاهد في «هنا ليبيا».. شابة ليبية تتحصل على رخصة طيران خاص
شاهد في «وسط الخبر»: بنغازي عاصمة الثقافة الإسلامية.. بين التقليل والتهليل
شاهد في «وسط الخبر»: بنغازي عاصمة الثقافة الإسلامية.. بين التقليل...
الجيش الجزائري: آلية التشاور مع ليبيا وتونس كفيلة بقطع الطريق أمام التدخلات الأجنبية
الجيش الجزائري: آلية التشاور مع ليبيا وتونس كفيلة بقطع الطريق ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم