لازالت الصحف الأجنبية تكشف تفاصيل جديدة في قضايا تبديد أموال الليبيين من قبل بنوك أجنبية، استثمرت لديها هيئة الاستثمار الليبية في عهد الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، وذلك حسبما تكشف عنه أوراق القضية المرفوعة أمام محكمة لندن العليا مع كل جلسة جديدة.
أحد أهم أضلع القضية هو البنك الأميركي «غولدمان ساكس»، الذي تقاضيه الهيئة بسبب تسع معاملات مالية خاسرة أُجريت في العام 2008 تُـقدَّر بـ1.2 مليار دولار، مضيفة أنَّه مارس تأثيرًا على مديري صندوق النقد الليبي واستغل قلة خبرتهم في المعاملات المالية.
إلا أن «غولدمان ساكس» رفض اتهامات الهيئة قائلاً في أوراق القضية إنَّ خسارة التعاملات كانت بسبب انهيار السوق المالي في العام 2008، وإنَّ التعاملات كانت صفقات قررت الهيئة الليبية خوضها وإنَّ المسؤولين كانوا على علم بأنَّ العمليات تعتمد على السوق الذي شهد انهيارًا نهاية العام 2008 مضيفًا أنَّ القضية تمثل نوعًا من «ندم المشتري».
شهود جدد
أظهرت أوراق جديدة بالقضية كُشف عنها، الاثنين، تأكيد مسؤول أميركي بهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية لأقوال هيئة الاستثمار الليبية وذلك في تقرير منفصل أعده للاستقصاء حول تعاملات البنك مع الهيئة الليبية والطرق التي استخدمها البنك للفوز بعمليات من نظام القذافي وهو ما استشهدت به الهيئة الليبية في القضية بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.
وأضاف أحد محاميي الشركة الممثلة للهيئة الليبية في القضية، إدوارد آلن، أنَّ مسؤول الهيئة الأميركية رأى أنَّ قضية الهيئة جيدة وإنَّه على علم بمعلومات تدعم الادعاء الليبي، إلا أنَّ الهيئة الأميركية رفضت التعليق.
وتقول محامية عملت سابقًا لصالح هيئة الاستثمار الليبية، كاثرين ماك- دوغل، إنَّ مسؤولي الهيئة كانوا في حالة من الرهبة تجاه المسؤول بالبنك، يوسف كباج، ولم يمارسوا أي نوع من الحرص أو الاجتهاد حول العمليات.
رشاوى مثبتة
ومن ضمن ما كشفت عنه الأوراق المقدمة أخيرًا للمحكمة هو «اصطحاب مسؤولين بالبنك الأميركي مسؤولين كبارًا بهيئة الاستثمار الليبية برحلة في المغرب قُدمت فيها خمور وفتيات».
وقال المسؤولون الليبيون إنَّ كباج تَحمَّل كلفتها وهو ما شهدت به ماك- دوغل، وصرَّحت القاضية بأنَّها لن تنظر لتفاصيل الضيافة كدليل على انحياز أو سلوك غير مقبول وفقًا لصحيفة «ذا غارديان» البريطانية.
وقال مسؤولون بالهيئة الليبية لماك- دوغل إنهم علموا أنَّ كباج اصطحبهم إلى رحلة أخرى في لندن خرجوا خلالها في أمسيات باهظة دفع ثمنها أيضًا ببطاقة بنك «غولدمان ساكس».
وكشفت ماك- دوغل أنَّ الليبيين تعاملوا مع كباج بثقة متناهية وكصديق شخصي، وأنَّ الليبيين تفاجؤوا عندما علموا أنَّهم لم يشتروا أسهمًا، بل راهنوا على أسعار الأسهم المستقبلية عندما اشتروا منتجات تركيبية أصبحت بلا فائدة عندما انتهت صلاحيتها بعد ثلاث سنوات.
وتقول الهيئة الليبية إنَّ البنك حقق أرباحًا تساوي 350 مليون دولار.
ودافع «غولدمان ساكس» في تصريحه قائلاً: «إنَّ أعضاء الهيئة الليبية كانوا ذوي خبرة وعلى علم بما كانوا يشترونه وبما يقومون به وعلى دراية بالعمليات محل النزاع»
تعليقات