استبق رئيس النيجر محمدو إيسوفو زيارة يجريها نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نيامي، الأحد، بالتحذير من احتمال تأثر إيطاليا وفرنسا بعجز دول الساحل عن مجابهة التحديات الأمنية عقب انهيار ليبيا.

وقال إيسوفو: «إن حدود أوروبا اليوم بجنوب المتوسط هي منطقة الساحل وليست ليبيا، لأنه في ليبيا، لم تعد هناك دولة»، وفق تعبيره في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية. وأوضح أن «الحدود مع إيطاليا وفرنسا أضحت تقابلها حدود النيجر وحدود تشاد وإذا انحسر السد الذي ننشئه في الساحل، فسوف تتأثر أوروبا».

وأبدى رئيس النيجر مخاوفه بقوله: «إذا تمكن الإرهاب لسوء الحظ من إلحاق الهزيمة بنا، فسيأتي إلى أوروبا. سوف يأتي إلى فرنسا». معربًا عن أسفه لبقاء السلطات الفرنسية تحارب لوحدها في عملية بارخان دون انضمام الأوروبيين.

وأكد إسوفو أن «الإرهابيين أصبحوا أكثر قوة، وأصبحت لديهم تجهيزات ثقيلة وأكثر فاعلية، واستفادوا من التأطير والتكوين، لأن إرهابيي سورية والعراق انتقلوا إليهم، عبر ليبيا، حيث لا توجد دولة للأسف، وما حصل في إيناتيس يترجم ذلك»، في إشارة إلى تعرض جيش بلاده لهجوم إرهابي تبناه تنظيم« داعش» وخلف مقتل 71 جنديًّا.

اقرأ أيضا: ماكرون يطالب دول الساحل بموقف «واضح» من الحرب ضد الإرهاب

وأضاف: «الحاجة قائمة إلى أكثر من قوة بارخان الفرنسية، ومن ينتقدون الوجود الفرنسي، ووجود الحلفاء بالساحل ينسون أنه لولا تدخل قوة سيرفال لكانت مالي اليوم تحت سيطرة الإرهابيين وربما النيجر أيضًا».

ويجري ماكرون، اليوم الاحد، زيارة قصيرة لنيامي عاصمة النيجر، للقاء نظيره النيجري لدعم جهود مكافحة الإرهاب والعلاقات الثنائية بين البلدين. وفي كلمة ألقاها أمام الجالية الفرنسية، في ثاني أيام زيارته إلى ساحل العاج، السبت، قال ماكرون: «عملية بارخان الفرنسية قتلت 33 إرهابيًّا صباحًا في مدينة موبتي في مالي».

يشار إلى أن «برخان» عملية عسكرية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي قوامها ثلاثة آلاف من القوة الفرنسية ومقرها الدائم في نجامينا عاصمة تشاد، أطلقتها باريس في 1 أغسطس 2014.

ورغم المعارضة الشديدة للتواجد العسكري الفرنسي في المنطقة، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده تعتزم المضي قدمًا في «برخان»، لمكافحة الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل الأفريقي.

ويخطط ماكرون لعقد قمة مع مجموعة دول الساحل الخمس في 13 يناير المقبل، ومن المتوقع تقديم إيضاح حول الوجود العسكري الفرنسي في المنطقة. وتضم المجموعة مالي والنيجر وبوركينافاسو وموريتانيا وتشاد.