أعلنت مفوضة الأمن الداخلي الأوروبية سيسيليا مالمستروم، أن ليبيا تعتبر دولة فاشلة وأنه من الصعب التعاون معها في مجال الهجرة.

وقالت مالمستروم أمس الاثنين خلال مؤتمر صحفي في بروكسل على هامش إصدار المكتب الأوروبي لدعم سياسة اللجوء تقريرًا مفصلاً حول تعاطي الاتحاد مع سياسة الهجرة واللجوء: «إن قسم العمل الخارجي الأوروبي يقيم بعض التعاون مع ليبيا في هذا المجال، ولكن ليبيا كما تعلمون هي دولة فاشلة يمزقها العنف وأن الموقف صعبٌ وصعبٌ جدًّا في ليبيا».

وأضافت مالمستروم أن ليبيا دولة من الصعب جدًّا التعاون معها وأن غالبية السفن التي تحمل المهاجرين إلى إيطاليا مصدرها ليبيا.

وهذه هي المرة الأولى التي يشير فيها مسؤول أوروبي على هذا المستوى إلى ما آلت إليه الأوضاع في ليبيا إلى درجة ترقى لوصفها بأنها «دولة فاشلة»!

وانتقدت المسؤولة الأوروبية عدم قيام الدول الأوروبية بالعمل بنفس القدر من المسؤولية في ملف الهجرة، وبيَّنت أنه توجد ضرورة لعمل جاد ومكثف، خاصة بشأن تعزيز عمل وكالة الحدود الخارجية الأوروبية، (فرونتكس)، وتوفير قدرات أفضل لها، وتعزيز نظام تبادل المعلومات بين السلطات المختلفة.

واستعرضت الإجراءات والتدابير الجديدة التي أقرها الاتحاد في مجال الهجرة واللجوء، خاصة بشأن التعاون مع دول الجوار وآليات إعادة ترحيل وتوطين المهاجرين ورسم ضوابط لمنح اللجوء.

على صعيد آخر قال مصدر أمني رفيع في بروكسل طلب عدم الكشف عن هويته لـ«بوابة الوسط»: «إن أهم معضلة تواجه الاتحاد الأوروبي هي صعوبة العثور على مخاطب له في ليبيا».

وأضاف أن إرساء حكومة مستقرة في ليبيا سيسمح بفتح قنوات أفضل مع هذا البلد وسيتيح للاتحاد الأوروبي هامشًا في مجال المساعدة على احتواء أنشطة المنظمات الإرهابية وتصنيفها عند الضرورة.

وتابع المصدر الأمني أن الاتحاد يسهم فعلاً عبر بعثة «يوبام ليبيا» في جهود بسط الاستقرار وتعزيز قدرات ضبط الحدود ولكن الانتقال إلى مرحلة أخرى يحتم وجود مخاطب وحكومة مستقرة، مؤكدًا أن الأمر يعود إلى الليبيين أنفسهم.

ويعبر كثيرٌ من المسؤولين الأوروبيين ومن الفعاليات البرلمانية في بروكسل التي وقفت مع ليبيا إبان اندلاع الثورة عن مشاعر متصاعدة من خيبة الأمل تجاه أداء الطبقة السياسية الليبية واستمرارها في التناحر بشكل بات لا يتردد فيه البعض عن وصف ليبيا علنًا بأنها دولة فاشلة.