أجرى رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي اليوم الثلاثاء محادثات في نيامي عاصمة النيجر مع رئيس الجمهورية محمد إيسيفو ورئيس الحكومة والعديد من الوزراء، في أول يوم من مهمة تقوده يوم الأربعاء إلى إنجامينا حيث يجتمع مع الرئيس التشادي إدريس ديبي.

واعتبرت مصادر إيطالية أن مهمة كونتي تتمثل في «إرساء توازن» مقابل الدور الفرنسي في منطقة الساحل وبغرض التأثير على منحى الأزمة الليبية.

وتتزامن الزيارة مع عمليات يقوم بها الجيش الوطني الليبي جنوب البلاد.

وقالت مصادر برئاسة الوزراء الإيطالية إن الهدف هو تحقيق الاستقرار في المنطقة، وخاصة من الناحية الاقتصادية (في منطقة غنية باليورانيوم والنفط والغاز الطبيعي والذهب والماس)، وكذلك للتصدي لقوافل المهاجرين القاصدين المتوسط عبر ليبيا قبيل النزول في إيطاليا.

وشملت زيارة رئيس الوزراء الإيطالي اليوم تفقد مركز عبور اللاجئين الذي تديره مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين.

لكن الجانب المثير في زيارة كونتي يتمثل في التأكيد على إطلاق المهمة العسكرية الإيطالية في النيجر التي وافق عليها البرلمان الإيطالي العام الماضي وظلت معلقة بسبب رفض النيجر في مرحلة أولى السماح لها بالانتشار.

ويعمل ضمن المهمة العسكرية الإيطالية حاليًا 250 عسكريًا. وقال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي إن روما «مستعدة لزيادة هذا العدد».

ولم يتمكن عناصر البعثة من الخروج من الثكنة المكرسة لهم لفترة طويلة.

والهدف من البعثة الإيطالية هو تدريب قوات الأمن المحلية (القوات المسلحة والشرطة الوطنية والحرس الوطني والقوات الخاصة التابعة لجمهورية النيجر)، لوضعها في موقف يمكنها من وقف المتاجرين بالبشر الناشطين في البلاد.

وخلال المؤتمر الصحفي مع الرئيس النيجيري محمدو إيسوفو، أوضح كونتي أن «إيطاليا مستعدة أيضًا لزيادة الجهود لتدريب القوات المسلحة المحلية، بما في ذلك القوات الخاصة».

وتمتلك فرنسا حاليًا زهاء أربعة آلاف عسكري في منطقة الساحل ضمن عملية «برخان» كما نشرت الولايات المتحدة وألمانيا بعض العناصر في المنطقة.

وأخيرًا هناك «قوة الساحل- جي 5» وهي وحدة خاصة لمكافحة الإرهاب تضم نخبة عسكرية من موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، التي أنشئت في فبراير 2014. وفي عام 2017، افتتحت إيطاليا بعثة دبلوماسية في نيامي كموقع استراتيجي متقدم لها.