يُصادف اليوم الأربعاء 8 يونيو الذكرى الأولى لمجزرة درع "ليبيا 1" في مدينة بنغازي، وأحداث السبت الذي وصفه أهالي المدينة الجريحة بـ"الأسود"، الذي راح ضحيته 40 قتيلاً و154 جريحًا جُلهم من المتظاهرين أمام مقر درع ليبيا بمنطقة الكويفية، مطالبين المسلّحين بترك المقر وتسليمه للجيش الليبي بعتاده.

وبالرغم من تبعية قوات الدرع لوزارة الدفاع، لكن الأهالي في مدينة بنغازي يحاولون العودة بالمدينة إلى الحياة المدنية، ولفت الانتباه لانتشار التشكيلات المُسلحة التي توجه إليها أصابع الاتهام بعددٍ من قضايا الاختطاف والتعذيب في سجونها، التي تُعتبر خارج سيطرة الدولة الليبية، في ظل فوضى انتشار السلاح وتأخير بناء مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسة العسكرية.

بدأ تجمع المتظاهرين أمام مقر الدرع الواقع بمنطقة الكويفية في مدينة بنغازي، قبل اندلاع الاشتباكات، وطالب المتظاهرون آمر درع "ليبيا 1" وسام بن حميد بتسليم المقر لقوات الجيش الليبي، وسط رفض واحتجاج مُنتسبي درع "ليبيا 1"، الذين تبادلوا إطلاق الأعيرة النارية مع المتظاهرين، واستمرت الاشتباكات حتى ساعات متأخّرة من الليل.

وأعلن الناطق الرسمي باسم الغرفة الأمنية المشتركة ببنغازي في ذلك الوقت العقيد عبدالله الشعافي، تسلم القوات الخاصة "الصاعقة" مقر الدرع بعد صدور أوامر من رئاسة الأركان، بتسليم المقر لوحدات الجيش الليبي، وأنهت الاشتباكات بعد أنْ استُشهد خمسة من عناصرها، وأُصيب عشرة آخرون في كمين نُصب أمام بوابة الدرع، وانفجار كبير لم تتضح مُلابساته بعد.

قرارات وتهدئة
وجه الناطق باسم رئاسة الأركان العقيد علي الشيخي نداءً إلى مشايخ وحكماء ووجهاء المدينة، والمؤتمر الوطني العام بحل فوري والتدخُّل لحقن الدماء، واصفًا الاعتداء على مقر درع ليبيا "بالأمر الخطير"، حيثُ أكَّد أن درع "ليبيا 1" قوة احتياطية تابعة للجيش الليبي، وفي خطوة كانت استباقية وتهدف إلى التهدئة والتخفيف من الاحتقان الشعبي في المدينة وضواحيها يوم 8 يونيو 2013، أصدر رئيس الأركان العامة في الجيش الليبي قرارًا بشأن تسليم مقرات الدروع لوحدات الجيش، وكان نص القرار كالآتي: "مقر درع "ليبيا 1" يُسلم للقوات الخاصة الصاعقة، ومقر درع "ليبيا 2" يُسلم إلى كتيبة المُشاة البحرية، ومقر درع "ليبيا 7" يُسلّم إلى قوات الدفاع الجوي، ومقر درع "ليبيا 10" يُسلّم إلى الكتيبة 404 سلاح جوي، وشرعت وحدات الجيش الليبي في استلام المقرات حينها.

المؤتمر الوطني وأحداث الدرع
عقَدَ المؤتمر الوطني العام الأحد 9 يونيو 2013، جلسة صباحية بمقره في طرابلس، مقدّمًا تعازيه لمدينة بنغازي وأهالي الضحايا، ودعا المؤتمر في بيان أصدره كافة الأطراف إلى ضبط النفس، وتغليب مصالح الوطن، ودرء الفتنة والشقاق لخطورة الموقف، وتغليب لغة الحوار الوطني الجاد بين الأطياف السياسية كافة ومؤسسات المجتمع المدني، والحكماء والأعيان في بنغازي لتجنيب البلاد الدخول في نفق مظلم، وأنْ تُحل كافة القضايا بعيدًا عن لغة التخوين والإقصاء لأي طرف، حيثُ انقسم في تلك الجلسة الأعضاء فريقين، أحدهما يُطالب بالتعجيل في تطبيق قانون العزل السياسي لعزل رئيس الأركان حينذاك اللواء يوسف المنقوش، ومحاسبة المسؤولين عن أحداث بنغازي يوم "السبت الأسود"، والثاني يُطالب باستدعاء رئيس الوزراء علي زيدان، الذي خرج عبر الشاشات ليلة السبت، وأكَّد تسليم مقر الدرع "1" للجيش الليبي، وأنَّ تحقيقًا سيُفتح داعيًا أطراف النزاع إلى ضبط النفس وسؤاله عن الأحداث في الجلسة.

قادة الدرع بأحداث السبت الأسود
دافع الناطق الرسمي باسم كتيبة درع ليبيا عادل الترهوني عن شرعية الكتيبة، مؤكّدًا ارتباطها رسيمًا بوزارة الدفاع، وشدَّد على أنَّ بداية التظاهرة كانت سلميّة واستمرّت لساعات أمام المقر، واتهم بعض المُندسين بالتظاهرة حسب وصفه بأنهم هم من أطلق النار، وأن خسائر الكتيبة خلال المواجهات كانت قتيلاً واحدًا فقط وسبعة جرحى. فيما طالب القادة الأمنيون ومنتسبو قوات درع ليبيا ببنغازي بضرورة إجراء تحقيق نزيه لكشف ملابسات أحداث الاعتداء على مقر الدرع يوم السبت الثامن من يونيو 2013، والاشتباكات التي أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، وأكّدوا في بيان لهم أن قوة الدرع والتركيبة الاجتماعية له تقوم على أساس وطني ويشمل كافة القبائل الليبية، وأضاف البيان أن تلك الأحداث تُعتبر انتهاكًا لسيادة الدولة الليبية، ونهبًا لمعسكر الدرع المنضوي تحت شرعية الدولة وحمّل قادة الدرع المسؤولية لكل من يدعو للانحراف عن المسار القانوني.

تطوُّر الأحداث وتضارب التقارير
أكّد أحد المواطنين بمنطقة الكويفية في تصريح لـ"بوابة الوسط"، أنَّ وفدًا من أبناء قبيلة البراغثة توجّهوا إلى مقر الدرع بالمنطقة، وطالبوا بتسليم المقر لوحدات الجيش الليبي، وإيداع مظلمة ضد أحد مُنتسبي الكتيبة الذي وجهوا له العديد من الاتهامات، وأبرزها الإساءة إلى السُكان بالمنطقة وسوء استخدام السُلطة، ولفت المصدر إلى أنهم قابلوا آمر الدرع وسام بن حميد، وفور مغادرة الوفد قام عدد من المتظاهرين بإلقاء الحجارة على الكتيبة، التي قامت بإطلاق الأعيرة النارية التحذيرية فوق الحشود لتفريقهم، وما إنْ سُمع صوت الرصاص في الأرجاء وصل عدد من المتظاهرين يحملون السلاح وبدأت الاشتباكات وتبادل كثيف لإطلاق الرصاص، وتم استخدام كافة أنواع الأسلحة المُتوسّطة والثقيلة.

إحصائيّة الأحداث
بعد مرور عام على أحداث السبت الأسود أمام مقر درع "ليبيا 1" تنفرد "بوابة الوسط" بنشر الإحصائية الكاملة بأسماء ضحايا تلك المجزرة، حيث أسفرت الأحداث عن سقوط 40 قتيلاً و154 جريحًا بين إصابات خطرة ومتوسطة وشظايا وحروق بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة.
وأسماء قتلى السبت الأسود بمستشفى الجلاء ومركز بنغازي الطبي، وسط التحفُّظ على قوائم الجرحى لدواعٍ أمنية، هم:
1- عبدالله صالح الفيتوري
2- يونس رجب العريبي
3- طاهر رمضان مفتاح الشطشاط
4- محمد فتحي البرعصي
5- محمود ونيس علي الهوني
6- هاني علي عبدالسلام العقوري
7- محمد محمد البرغثي
8- عبدالسلام مصطفى العوامي
9- أنور عبدربه القطراني
10- عمر مصباح الطيب العقوري
11- مصطفى أحمد التواتي
12- نور الدين عياد الفسي
13- فرج بوعجيلة عبدالنبي البرعصي
14- منصور محمد بلعيد زوبي
15- معتصم بالله محمد قريرة
16- سالم السيد المنفي
17- وهبي حميد أنور
18- علي عاشور عوض
19- هدية أمحمد أمحمد
20- عبدالعزيز ناصر مصطفى البرغثي
21- عادل سعيد عثمان البركي
22- فراس شعبان محمد
23- منعم صالح جبريل العريبي
24- محمود بالقاسم العرفي
25- عبدالمنعم إبراهيم حسونة
26- علي جمعة الغزاني
27- عبدالعزيز عبدالله سليمان القطعاني
28- إدريس محمد سالم
29- إبراهيم المهدوي
30- سالم سعد محمد العبيدي
31- إبراهيم فرج يونس المهدي
32- إدريس محمد سالم الكيلاني
33- يونس رجب يونس
34- عبدالسلام جمعة أحميدة محمد
35- عبدالعزيز ناصر البرغثي
36- عبدالسلام مصطفى سعد
37- عمر علي بوفراج ماضي
38- محمد بالقاسم محمود العرفي
39- عبدالله عبدالسلام العجيلي
40- سالم علي الفيتوري