Atwasat

أبو بكر بعيرة في حوار مع «الوسط»: الاتفاق السياسي «ميت» ويجب البحث عن بديل

القاهرة - بوابة الوسط: جيهان الجازوي الخميس 23 يونيو 2016, 08:50 مساء
WTV_Frequency

«كل شيء يمكن حدوثه، بعد صمت مجلس النواب على خروقات البعثة الأممية»، هكذا يرى النائب أبوبكر بعيرة، تعليقًا على قيام فرج آدم بعكوزه بغلق مجلس النواب، موضحًا أن مَن تقدموا بمبادرة الجنوب فقدوا الثقة بانضمامهم لمجموعة حاولت خلق مجلس نواب موازٍ، وفق قوله.

كما يدعو بعيرة إلى كشف كل مَن يساوم من أجل الحصول على مكاسب أو مغانم تأتي على حساب ليبيا والليبيين، موضحًا أن الغارات على درنة تأتي في إطار الحرب على الإرهاب، مبديًا امتعاضه من هؤلاء الوافدين الذين صدَّروا الإرهاب إلى ليبيا من تونس وأفغانستان وغيرهما، والمزيد في هذا الحوار الذي أجرته «الوسط» مع النائب أبوبكر بعيرة، فإلى التفاصيل.

• جريدة الوسط: ما مطالب معارضي حكومة الوفاق؟
أبوبكر بعيرة: المعارضون لحكومة الوفاق ينقسمون إلى عدة فئات: فئة ترى بأن عملية طرح الموافقة على الحكومة لم تتم بالشكل القانوني والدستوري الصحيح، وفئة تحرِّكها بعض الخلفيات الجهوية والمناطقية الخاصة، وفئة تعارض تركيبة المجلس الرئاسي أصلاً ولكنها تخلط بين الأمرين، وفئة تعارض لأنها لم تحصل على موقع تبحث عنه، وفئة ترى أن فكرة وحكومة الوفاق هي خطر على الجيش في برقة، وهناك فئة تعارض لمجرد المعارضة.

 يجب إعادة النظر في تركيبة المجلس الرئاسي ليكون أكثر تناغمًا

• أمام استمرار انقسام مجلس النواب حول عقد جلسة تعديل الإعلان الدستوري ومنح الثقة لحكومة الوفاق ما الحل في نظركم؟ وما البديل؟
المشكلة ترجع أساسًا للخروقات التي أدخلتها بعثة الأمم المتحدة (في اجتماع الصخيرات الذي عقد في 2015/10/7 على المسوَّدة الرابعة للاتفاق السياسي التي كان قد تم آنذاك التوقيع عليها بالأحرف الأولى، تلك الخروقات هي التي ولدت اتفاقا سياسيا معيبا يسعى إلى خدمة أشخاص بعينهم على حساب مصلحة الوطن، وتوالت بعد ذلك تلك الخروقات والانتهاكات لما بذلنا فيه (كلجنة حوار) عاما كاملا مضنيا من العمل الشاق في سبيل أن نخرج البلاد من أزمتها، ولكن تدخل أصحاب المصالح الخاصة من قصيري النظر من داخل البرلمان ومن خارجه حاد بنا عن جادة الصواب، بحيث أصبح الاتفاق السياسي الآن مليئا بالمثالب ولا يمكن الركون إليه.
والحل في نظري الآن يكمن في الآتي:
- ضرورة إعادة النظر في تركيبة المجلس الرئاسي بحيث يكون أكثر تناغما وإخلاصا لمصلحة الوطن قبل الأجندات الحزبية والشخصية الضيقة.
- ضرورة أن تلتقي أطراف الخلاف الرئيسية الثلاثة (رئيس المجلس الرئاسي + قائد عام الجيش الوطني الذي يحارب الإرهاب حاليا + تمثيل برلماني منتخب) تحت مظلة إقليمية للاتفاق على نقاط الخلاف في الاتفاق السياسي الذي أعتبره الآن ميتا سريريا، وبعد ذلك يتم عن طريق البرلمان المنتخب شرعيا تضمين هذا الاتفاق الجديد للإعلان الدستوري، وهنا ينبغي على هذه الأطراف الثلاثة أن تتجرد من أهوائها ومصالحها الشخصية، وأن تضع مصلحة الوطن أولا، وإلا عدنا إلى المربع الأول من جديد.

• لماذا يستطيع شخص مثل فرج أدم بعكوزه غلق مجلس النواب.. أين الأمن الرئاسي بالمجلس؟ ولماذا لم يعتقل وهو من اقتحم الجلسات أكثر من مرة وهدد النواب؟
منذ أن صمت مجلس النواب على خروقات بعثة الأمم المتحدة لمسودة الاتفاق الرابعة كما أشرت سابقا، أصبح بإمكاننا توقع أي شيء.

• ما هي الضمانات التي يطلبها الجيش؟
من خلال مراحل الحوار المختلفة كنا نشعر ونرى أن هناك أطرافا تشارك في الحوار، وبعض سفراء الدول الأجنبية الذين كانوا يشاركون في الحوار، كانوا يشخصنون الأمور ويستهدفون شخصيا القائد العام للجيش الوطني، ودون الدخول في التفاصيل كنا نعارضهم في ذلك لأننا كنا نعرف نواياهم الحقيقية، ونعرف ما يقوم به الجيش ضد الإرهاب في المنطقة، بحيث أنه منع أن تتحول مدينة بنغازي وما حولها إلى إمارة إسلامية كان سوف يصعب التعامل معها أو التخلص منها. ما آخذه على الجيش هنا هو أنه لم يتعامل مع عملية الحوار منذ بداياته بالشكل المطلوب، وكان اختياره لممثليه في هذا الحوار غير موفق على الإطلاق، وقد أثرت هذا الأمر مرة بشكل مباشر مع السيد الفريق قائد الجيش الوطني في لقاء قصير جمعني به بعد عيد الأضحى الماضي مباشرة.

كل شيء ممكن بعد صمت مجلس النواب على خروقات البعثة الأممية

• طالب المرشح لوزارة الدفاع العقيد المهدي البرغثي أن يعلن رئيس وأعضاء مجلس النواب المعارضين لحكومة الوفاق بشكل رسمي موقفهم من الاتفاق السياسي بالصخيرات.. كيف ترى ذلك؟
في الحقيقة، موقف مجلس النواب من الاتفاق السياسي كان مرتبكا بعض الشيء، وكانت على ما يبدو تحركه بعض المصالح الشخصية لا أكثر، ومنذ أن صمت مجلس النواب عن خروقات الاتفاق السياسي في الصخيرات في شهر أكتوبر 2015 وما تبعها، ثم اعترافه بالمجلس الرئاسي، ومحاولة إلغاء ذلك الاعتراف لاحقا، فإنه ينبغي على مجلس النواب أن يعيد قراءة المشهد السياسي من جديد، وبشكل بعيد عن الغوغائية في التفكير، لعلنا نستطيع إعادة الأمور إلى نصابها.

• بغض النظر عن إجراء جلسة منح الثقة من عدمها فالشيخ إبريك اللواطي أحد شيوخ قبيلة العواقير قال إن النواب المعارضين للحكومة عرضوا عليه وزارتين مقابل تخلي المهدي البرغثي عن وزارة الدفاع، فما تعليقك؟
الشيخ إبريك اللواطي رمز مهم من رموز قبيلة العواقير المجاهدة التي تحتضن مدينة بنغازي وما يجري فيها ومن حولها، وهو من سلالة أسرة مجاهدة ضحت برجالها وأموالها أثناء مقارعة المستعمر الإيطالي، وأعرف أن له موقفا واضحا ومهما حيال ما أثير من جدل لا مبرر له (سوى خلق الفتنة وانقسام الصف) حول تولي المقاتل الميداني السيد العقيد المهدي البرغثي لمنصب وزارة الدفاع. هنا أناشد جميع أطراف هذا الخلاف أن تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأن تبعد الوطن عن المزيد من الفتن في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الوطن.

• لماذا تعارضون وجود المهدي البرغثي في وزارة الدفاع؟
العقيد المهدي البرغثي مقاتل شرس ضحى ولا يزال يضحي في سبيل الوطن، وقد أبلى في الدفاع عن بنغازي بلاء حسنا يعرفه الجميع، وأنا من خلال تجربة هذا الحوار أعرف جيدا مدى مرارة أن تتصدى لك أطراف لأسباب يدفعها الحقد الشخصي لا أكثر، لتقف في طريقك من أجل خدمة وطنك بالشكل الذي تراه مناسبا.
ربما تكون هناك إشكاليات معينة داخل الجيش تخلق بعض الصعوبات، وهنا أناشد الجميع بأن يتم حلها بالعقل والحكمة، وأيضا أناشد حكماء وعقلاء ومشايخ برقة (وهذا هنا هو دورهم الأساسي لا الدخول في مناكفات سياسية لا تخصهم) أن يعالجوا هذا الأمر بما فيه مصلحة للوطن، حتى لا نزيد تشرذما، وما موضوع خلاف آل الجضران والجيش عنا ببعيد.

مقدمو مبادرة الجنوب فقدوا الثقة بانضمامهم لمجموعة حاولت خلق مجلس نواب مواز

• هل مبادرة الجنوب لازالت مطروحة؟ وهل يمكن أن تكون هي الحل؟
مبادرة الجنوب طرحت على أعضاء مجلس النواب المتواجدين في طبرق ولكنها رفضت شكلا وموضوعا، وفي رأيي أن مقدميها (مع احترامي للكثيرين من الخيرين منهم) فقدوا الثقة بهم عندما انضموا إلى المجموعة التي حاولت خلق مجلس نواب مواز كان يراد له أن يعقد اجتماعا لم ينجح في مدينة غدامس، ولكنهم لم يستطيعوا الحصول على نصاب للقيام بذلك بسبب إدراك الكثيرين من الخيرين في المجلس (موالاة ومعارضة) بخطورة مثل هذا الطرح على سلامة وصيرورة المجلس نفسه.

• من الملاحظ أن النواب المؤيدين للحكومة عندهم استعداد لتقديم تنازلات كبيرة حرصا على حقن الدماء ووحدة وسلامة ليبيا، بالمقابل يقول البعض عن المعارضين إنكم تطالبون بوزارات ومصالح شخصية وضمانات الجيش مجرد حجة؟
سامحيني هذا كلام مغلوط بالكامل، وإذا كان هناك أناس يساومون من أجل وظائف أو مغانم معينة فليتم طرح أسمائهم والدلائل على أفعالهم على الملأ، فهذه أمور تتعلق بكتابة تاريخ ليبيا، ولا ينبغي التغاضي عنها أو توجيه الاتهامات فيها جزافا كما يحدث في جميع أنحاء ليبيا الآن وللأسف.

• قرار رئيس مجلس النواب تغيير الناطق الرسمي للمجلس، أليس خرقا للائحة الداخلية؟
لعلني أنتهز هذه الفرصة لأقول الآن على الملأ إن أعضاء مجلس النواب لا يتم إطلاعهم على ما يتم اتخاذه من قرارات، في حين أن الأمر يستوجب إحاطة جميع الأعضاء بكل ما يتخذ في المجلس من قرارات حتى يكونوا، كممثلين لدوائرهم، على علم بها جميعا.
وعليه فإن الإجابة على سؤالك هذا تستدعي أن نطلع على كيفية القرار الصادر بتكليف الناطق الرسمي السابق: هل كان ذلك قرارا باسم مجلس النواب، أم قرارا باسم رئيس المجلس، كما كان يرى بعض النواب ممن كانوا يعارضون منذ البداية فكرة تعيين أحد النواب كناطق رسمي، وثبت فعلا أن هذا الأمر به بعض الإشكاليات التي استلزمت إجراء التغيير الحالي.

• لماذا لا توجد بيانات من مجلس النواب حول ضحايا القصف الجوي على درنة من قبل سلاح الجو الليبي؟ ولماذا لم تشكل أي لجنة تحقيق في مقتل المدنيين؟
أتفق معك تماما بأن هناك قصورا كبيرا من مجلس النواب في متابعة الكثير من الأمور التي تهم المواطن والشأن العام وأن هناك اهتماما زائدا ببعض الأمور (التي ليس مجالها الآن من حيث معاناة المواطن) وذلك مثل التركيز على الاجتماعات القبلية التي ينتهي مفعولها بمجرد انتهاء جلستها.
لا يمكن لمجلس النواب أن ينتقد الغارات على درنة أو غيرها لأنها ليست غارات للنزهة، بل هي غارات لتدمير أوكار الإرهاب وتدمير آلياته ومخازن سلاحه، وما كنا نتمنى أن تطلق رصاصة واحدة من ليبي على ليبي آخر لولا هذا الإرهاب الذي أدخلته عناصر الإرهاب الفارة من أفغانستان والعراق وسورية وتونس وغيرها إلى وطننا الذي كان لا يعرف إلا الهدوء والسلام، باستثناء بعض مغامرات القذافي وأتباعه في داخل وخارج البلاد.
وطبعا مع محاربة الإرهاب لابد وأن تكون هناك بعض الضحايا البشرية والمادية، خاصة أن هؤلاء الإرهابيين يتمترسون في المدن ووسط السكان المدنيين. انظر مثلا إلى الدمار الذي ألحقته الحرب على الإرهاب في بنغازي والذي لم يكن منه بد، إذا أردت القضاء على الإرهاب وقادته هناك. إن مثل هذا الدمار العارض معروف في جميع الحروب.

 أدعو لكشف المساومين من أجل وظائف ومغانم على حساب الوطن

• يتساءل الليبيون كيف لمجلس النواب سفاراتان في العاصمة المصرية القاهرة؟ وهل دليل على عجز المجلس؟
إنه تساؤل في غاية الموضوعية، خاصة وأن مصر بها جالية كبيرة من النازحين الليبيين ذوي الظروف الممعنة في الصعوبة، والتي تحتاج إلى معالجات آنية وفعالة، لا إلى عراك وتمترس حول المواقع بغض النظر عمن له الحق.
إن اللوم كل اللوم هنا يقع على طرفين أساسيين هما رئيس مجلس النواب، ولجنة الشؤون الخارجية التي قسمتها الخلافات والنزاعات فأصبحت (كغيرها من لجان المجلس) عاجزة حتى عن الاجتماع.
ولابد هنا من كلمة أقولها لأخويّ: العزيز طارق شعيب والخال الحميم محمد صالح عبدالله: ارأفوا بإخوانكم الليبيين وخففوا من معاناتهم، ولا يضيع عند الله أي عون تقدمونه لهم.

• الوضع في ليبيا بشكل عام صعب من ناحية معيشة الناس وأمنيا، لكن حتى البيضاء باعتبارها مقر حكومة فظروف المواطنين صعبة جدا، فما تعليقك؟
أستغرب معك كثيرا من الوضع الإداري ومعاناة الناس في مدينة البيضاء، سبق وأن لمحت لبعض الأمور سابقا مع أخي عميد البلدية السيد علي حسين، ولكن انشغالي في الحوار بعد ذلك لفترة طويلة لم يمكنني من إعادة التواصل معه، ولكنني كنائب عن الأمة غير راض بتاتا عما يجري من خلافات وحل للمشكلات الإدارية في العاصمة التاريخية مقر الحكومة. عندما أزور البيضاء يخنقنا يوميا الدخان المنتشر في كل أنحاء المدينة والناجم عن حرق مخلفات القمامة. في الشتاء يقتلنا البرد القارس (بسبب طول فترات انقطاع الكهرباء، بسبب كما يقال خلافات عمن يستورد معدات الكهرباء) في شتاء تهبط فيه درجة الحرارة إلى الصفر أو ما يقرب منه. تحدثت عدة مرات مع بعض زملائي من نواب البيضاء حول هذه الأمور، ولكنني حتى الآن لم أر أي بوادر لأي تقدم في إصلاحها.

• هل من الممكن تجاوز الاتفاق السياسي أو إسقاطه؟
شخصيًّا، وكأحد من عاصروا الحوار بجدية ومصداقية منذ بداياته (ورغم كل ما وضعه مجلس النواب ممثلا في أطراف متعددة منه) من عقبات كانت دائما تشدنا إلى الخلف، أرى بأن ما وصلنا إليه في الحوار حتى المسودة الرابعة كان من الممكن أن يخرج البلاد من أزمتها. ولكن كل ما تم بعد ذلك أرى أنه نوع من العبث السياسي الذي لن يزيد البلاد إلا انقسامًا. وشخصيًّا أعتبر الاتفاق السياسي العبثي الآن في حالة موت سريري، وينبغي البحث عن بديل عنه كما أوضحت سابقًا.

 

أبو بكر بعيرة في حوار مع «الوسط»: الاتفاق السياسي «ميت» ويجب البحث عن بديل

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حفتر يبحث مع حماد المستجدات السياسية على الساحة المحلية
حفتر يبحث مع حماد المستجدات السياسية على الساحة المحلية
وزارة التعليم تنشر استبيانًا بشأن جدول امتحانات «الثانوية»
وزارة التعليم تنشر استبيانًا بشأن جدول امتحانات «الثانوية»
«الخطوط الأفريقية» الناقل الحصري لحجاج ليبيا إلى الأراضي المقدسة
«الخطوط الأفريقية» الناقل الحصري لحجاج ليبيا إلى الأراضي المقدسة
غانيون تبحث مع بلدية بنغازي ملفي مشاريع الإعمار واللاجئين السودانيين
غانيون تبحث مع بلدية بنغازي ملفي مشاريع الإعمار واللاجئين ...
انتشال رفات بشرية من موقع شركة عاملة في درنة
انتشال رفات بشرية من موقع شركة عاملة في درنة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم