لمناسبة تقدم ليبيا بمقترح إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بتخصيص اليوم السبت 25 مايو من كل عام يوماً عالمياً لكرة القدم، الذي جاء بدعم من مملكة البحرين وجمهورية طاجيكستان، ونال تأييد 170 دولة، حيث يصادف 25 مايو الذكرى المئوية لأول بطولة دولية لكرة القدم في التاريخ، التي أقيمت خلال الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس العام 1924، تلقى «بوابة الوسط» لمحات عن كرة القدم في ليبيا.

دخلت كرة القدم إلى ليبيا مع الغزو الإيطالي العام 1911، حيث استخدمها المستعمر أداة لنشر ثقافته وفرض سيطرته. واقتصرت ممارسة اللعبة في البداية على الإيطاليين، بينما منع الليبيون من المشاركة في الأنشطة الرياضية الرسمية.

كرة القدم تتحول إلى رمز للمقاومة
مع مرور الوقت، بدأت كرة القدم تُشكل رمزاً للمقاومة ضد الاستعمار، حيث شكّل الليبيون فرقاً خاصة بهم، لممارسة اللعبة، مستخدمين إياها للتعبير عن هويتهم الوطنية، وتحدي الظلم الواقع عليهم.

وبعد استقلال ليبيا العام 1951، شهدت كرة القدم ازدهاراً كبيراً. ففي العام 1953، تأسس أول منتخب ليبي لكرة القدم، بينما جرى تأسيس الاتحاد الليبي لكرة القدم العام 1962.

ليبيا تنضم إلى «فيفا» و«كاف» في الستينات  
انضمت ليبيا إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» العام 1963، وإلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» العام 1964. وعلى الرغم من عدم تأهلها إلى كأس العالم، حقق «فرسان المتوسط» بعض الإنجازات على المستوى القاري، حيث شارك في بطولة كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات، وحصل على مركز الوصيف العام 1982. كما برزت بعض الأندية الليبية على المستوى العربي مثل نادي الاتحاد ونادي الأهلي طرابلس اللذين حققا لقب كأس الاتحاد العربي للأندية الأبطال.

- لمحة تاريخية.. لمناسبة المقترح الليبي أمام «الأمم المتحدة» بتخصيص 25 مايو يوما عالميا لكرة القدم

مواجهة التحديات والتأثير السياسي
واجهت كرة القدم الليبية العديد من التحديات على مر السنين، أبرزها التأثير السياسي، حيث تأثرت كرة القدم الليبية بشكل كبير بالأحداث السياسية في البلاد، خاصة خلال فترة حكم العقيد معمر القذافي والنزاعات الداخلية، حيث عانت كرة القدم الليبية انقسامات داخلية أدت إلى تراجع مستوى اللعبة، بالإضافة إلى قلة الإمكانات، حيث تعاني العديد من الأندية الليبية نقصا في الإمكانات والمرافق، مما يؤثر على أدائها وتطورها.

وعلى الرغم من التحديات، فإن كرة القدم الليبية تمتلك إمكانات كبيرة للتطور والازدهار، وتُبذل حالياً العديد من الجهود لإعادة تنظيم اللعبة وتطويرها من خلال دعم الاتحاد الليبي لكرة القدم، الذي يعمل على إعادة تنظيم الدوري الليبي الممتاز، وإنشاء ملاعب جديدة، وتطوير برامج الفئات العمرية.