أسدل الستار في العاصم الغانية «أكرا» على فعاليات دورة الألعاب الأفريقية الثالثة عشرة، التى شهدت مشاركة قرابة خمسة آلاف رياضي من صفوة رياضيي القارة الأفريقية.

وقد توجت مصر، دون منافس، بطلة لدورة الألعاب الأفريقية الثالثة عشرة بعدما أنهت المنافسات وفي جعبتها 192 ميدالية متنوعة (103 ميداليات ذهبية و47 ميدالية فضية و42 ميدالية برونزية). وقد شاركت مصر ببعثة رياضية قوامها 390 فردا نجحوا في بسط سيطرتهم على معظم المنافسات التي شاركوا فيها، لتتربع مصر عن جدارة واستحقاق على عرش دورة الألعاب الأفريقية للمرة الثانية على التوالي، بعدما حصدت اللقب الأفريقي في الدورة السابقة التي أقيمت في المغرب.

ومن المتوقع أن تتواصل الهيمنة المصرية أيضا على ألقاب دورات الألعاب الأفريقية خلال الدورة المقبلة، بعدما حصلت مصر على حق تنظيم دورة الألعاب الأفريقية المقبلة التي ستقام في العاصمة المصرية «القاهرة»، حيث تسلم وزير الشباب والرياضة المصري، الدكتور أشرف صبحي، من وزير الشباب والرياضة الغاني، مصطفى يوسف، علم الدورة الأفريقية، إيذانا بتولي مصر رسميا تنظيم الدورة المقبلة على أراضيها، لتكون تلك هي المرة الثانية التي تنظم مصر فيها دورة الألعاب الأفريقية، بعدما نظمتها في القاهرة العام 1991.

شاركت ليبيا بوفد رياضي محدود بلغ عدده 48 رياضيا
وعلى الرغم من أن ليبيا شاركت بوفد رياضي محدود، بلغ عدد أفراده 48 رياضيا فقط، تنافسوا في 13 رياضة مختلفة: التنس والدراجات ورفع الأثقال وألعاب القوى والملاكمة والجودو والسباحة والكاراتيه وكرة الطاولة والتايكوندو والشطرنج والرياضات الإلكترونية والفنون القتالية المختلطة، فإن المشاركة الليبي شهدت تألقا لافتا لعدد من الأبطال، خاصة في الكاراتيه ورفع الأثقال.

وقد تمكن أبطال الكاراتيه ورفع الأثقال من تشريف الرياضة الليبية بعدما اعتلوا منصات التتويج حاصدين 13 ميدالية متنوعة، لتحتل ليبيا المركز الثالث والعشرين في الترتيب النهائي لجدول الميداليات.

- للاطلاع على العدد الجديد من جريدة الوسط رقم 436.. اضغط هنا

وتمكن بطل الكاراتيه محمد أبودبوس من الفوز عن جدارة واستحقاق بفضية وزن 75 كلغ، بعد أن حقق الفوز وبنتيجة عريضة على أبطال موريتانيا والكونغو وبوركينا فاسو، لكنه فقد نتيجة المباراة النهائية أمام بطل العالم لأربع مرات المصري عبدالسلام ممدوح بنتيجة 5 – 8.

رفع الأثقال يتألق ويتوج بـ12 ميدالية متنوعة
كما تألق أبطال رفع الأثقال كعادتهم، وتوجوا بـ12 ميدالية متنوعة، منها ميدالية ذهبية وعشر ميداليات فضية وميدالية برونزية. وكان البطل الواعد في رياضة رفع الأثقال محمد الشارف الزنتانى، ابن الـ19 ربيعا، محط أنظار الجميع، وتوج في وزن 81 كغم بثلاث ميداليات: ذهبية الخطف، وفضيتي النتر والمجموع. وفى وزن 73 كلغ، كان التألق للبطل إحسان شلابي الذي توج بثلاث فضيات: الخطف والنتر والمجموع، والبطل عمر العجيمي الذي توج في وزن 89 كلغ بثلاث ميداليات فضية في الخطف والنتر والمجموع. ولم يكن البطل أحمد أبوزريبة غائبا عن مشهد التتويج، بعدما حصد ميداليتين فضيتين في وزن 102 كلغ: فضية الخطف والمجموع، بالإضافة لبرونزية النتر.

ومما لا شك فيه أن موعد إقامة دورة الألعاب الأفريقية لم يكن مناسبا على الإطلاق نظرا لتعارضه مع حلول شهر رمضان المبارك، وهو الشهر الذي يلتزم فيه الرياضيون المسلمون بالصوم، مما يؤثر على أدائهم ونتائجهم خلال المنافسات الرياضية، وهو ما دفع البعثة الليبية، برئاسة المهندس بشير العرضازي، إلى مطالبة اللجنة المنظمة للدورة واتحادية الكونفدراليات الرياضية الأفريقية «أوكسا» بضرورة إعادة برمجة المنافسات التي يشارك فيها لاعبون مسلمون مراعاة لظروف الصيام.

وقد ظهر تعارض مواعيد المنافسات الرياضية مع صيام الرياضيين المسلمين في سباق 1500 عدو، الذي شارك فيه العداء الليبي علاء الجورني، بعدما اختارت اللجنة المنظمة موعد بدء السباق في توقيت الإفطار نفسه، لذلك طالب الوفد الليبي بتأجيل انطلاق السباق نصف ساعة.

تألق الكاراتيه بفضل التخطيط السليم وجهد الرياضيين
من ناحية أخرى، أكد خبراء الرياضة أن تألق لعبتي الكاراتيه ورفع الأثقال جاء بفضل التخطيط السليم لاتحاد اللعبتين وبأقل الإمكانات، وأيضا بفضل جهود المدربين والرياضيين والإداريين. كما أكدوا أن هؤلاء الأبطال في حاجة إلى التحفيز المادي والمعنوي، وإقامة حفل تكريم لهم من قِبل وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية الليبية، لأن التكريم له دور إيجابي كبير في تحسين أداء الرياضى، وزيادة ثقته بنفسه، ودفعه إلى تطوير مهاراته، وتحقيق الأهداف بشكل أسرع وأكثر كفاءة وفاعلية.

أما بقية الألعاب فقد شهدت مشاركة ليبية في تنس الطاولة عبر اللاعب حسين العجائبي، الذي جنبته القرعة المشاركة في الدور التمهيدي، ليواجه الجنوب أفريقي كوون في دور الـ64 لمنافسات الفردي. وفي منافسات السباحة، شارك السباح معاذ المعلول في منافسات سباق 100 متر حرة، التي حل فيها سادسا.

الملاكم دوكو يتخطى دور الـ16
وفي الملاكمة، تمكن الملاكم عاصم دوكو بوزن 75 كلغ من تخطي دور الـ16 بالتغلب على منافسه المالي ديارا بالضربة القاضية في الجولة الثانية، ليتأهل لمواجهة الجزائري أحمد عبدالرؤوف، إلا أن ملاكم ليبيا فقد النتيجة بعد إيقاف الحكم المباراة خلال الجولة الثانية، على الرغم من أن عاصم دوكو تمكن من الفوز في الجولة الأولى بالنقاط.

وفي ألعاب القوى، خرج العداء الليبي علاء الجورني من منافسات المرحلة الأولى، بعد أن حل سادسا في المجموعة الأولى من سباق الجري لمسافة 1500 متر، محققا زمن قدره 3:54:42 دقيقة، وسط مشاركة 22 عداء، جرى توزيعهم على مجموعتين، وتأهل منهم 12 عداء إلى المرحلة النهائية للسباق. وقد فقدت ليبيا فرصة الفوز بميدالية خلال في منافسات ألعاب القوى بدورة الألعاب الأفريقية بعدما غابت البطلة رتاج السائح عن المشاركة في الدورة بسبب الإصابة. وتعد رتاج السائح من أبرز اللاعبات في منافسات رمي القرص، وهي مرشحة دائما للفوز بميداليات خلال أي بطولة تشارك فيها.

وفي الشطرنج، تمكن الليبي حسين الصابري من الفوز على الغاني دانيال «تصنيف 1752» في الجولة الثالثة للشطرنج السريع، ليحتل الصابري في نهاية المنافسات المركز الحادي عشر بين عشرين لاعبا برصيد 4.5 نقطة.

الدراج الليبي علاء الدين حمودة يحتل المركز السابع والعشرين
وفي سباقات الدراجات، احتل الدراج الليبي علاء الدين حمودة المركز السابع والعشرين من بين 44 متسابقا، وذلك في سباق 37.5 كيلومتر. يشار إلى أن حمودة انسحب خلال مشاركته في سباق الطريق، ولم يكمل السباق بسبب ثقب طال دراجته. وفي منافسات التنس، ودع لاعب ليبيا أحمد موحان المنافسات من دور الـ64 بعدما فقد مباراته أمام لاعب زيمبابوي باداز، حيث أقيمت المنافسات بنظام «خروج المغلوب».

اجتماع مشترك بين الأولمبية الليبية واتحاد التضامن الإسلامي
وعلى هامش دورة الألعاب الأفريقية، عقد في العاصمة الغانية اجتماع مشترك بين اللجنة الأولمبية الليبية برئاسة الدكتور جمال الزروق، رئيس اللجنة الأولمبية الليبية، والأمين العام للجنة، خالد الزنكولي، واتحاد التضامن الإسلامي الذي مثّله ناصر المجالي، بحضور عدد من مديري الإدارات.

وأوضح ناصر المجالي، خلال الاجتماع، استراتيجية الاتحاد للأعوام القادمة، المتضمنة العديد من البرامج الرياضية المشتركة بين أعضاء الاتحاد، مؤكدا حرص اتحاد التضامن الإسلامي على وجود ليبيا في جميع المحافل الدولية باعتبارها من مؤسسي هذا الاتحاد.

بدوره، وجه الدكتور جمال الزروق الشكر إلى اتحاد التضامن الإسلامي، مشيدا باستراتيجية العمل الجديدة للاتحاد. كما تسلمت اللجنة الأولمبية الليبية الدعوة لحضور دورة الألعاب الإسلامية القادمة في مدينة الرياض السعودية.

جانب من منافسات دورة الألعاب الأفريقية الثالثة عشرة في غانا. (فيسبوك)

جانب من منافسات دورة الألعاب الأفريقية الثالثة عشرة في غانا. (فيسبوك)

جانب من منافسات دورة الألعاب الأفريقية الثالثة عشرة في غانا. (فيسبوك)