تشهد الأندية الليبية حالياً حراكاً واسعاً، تضامناً مع الأندية المتضررة في مدن المنطقة الشرقية، وبعد أن قامت بواجبها الوطني من دعم ومساندة وإرسال قوافل المساعدات والإغاثة من جميع الأندية الليبية على مستوى الوطن الليبي من الغرب والجنوب والشرق، وكذلك جماهير الأندية الليبية والتي كان لها دور بارز في تسيير قوافل المساعدات على مستوى المنطقة الغربية من زوارة إلى خليج سرت ومن الجنوب إلى الشرق، والشيء الجميل والذي كان فوق كل اعتبار وتحت شعارات مختلفة لمة خوت، فزعة خوت، قبيلة ليبيا، فزعة خوت المنطقة الغربية إلى المنطقة الشرقية، فزعة أهل الرياضة، وفزعة الليبيين لبعضهم وقت المصائب، يؤكد أن الشعب الليبي شعب واحد ومصير واحد ووحدة ليبيا فوق الجميع اعتبرت في وسائل الإعلام العالمية بأنها فزعة أسطورة في حذ ذاتها.

كارثة العاصفة «دانيال» التي ضربت مدن الجبل الأخضر ومدينة الزهر والحنة درنة بالخصوص، جمعت الليبيين على الإخاء والفزعة والوحدة والدم الواحد والمصير الواحد، تاركين وراءهم انقسامهم ومحاولة البعض تجزئة هذا الوطن. 

الأندية الليبية تطلق حملة تبرعات لمتضرري «دانيال»
وقد أظهر الليبيون في هذا المصاب الجلل اللحمة الوطنية من جميع شرائح المجتمع الليبي، أخص في هذا التقرير الأندية الرياضية والتي كان لها موقف قوي يعبر عن أن الرياضة تجمع ولا تفرق؛ حيث أطلقت الأندية الليبية حملة تبرعات موسعة لصالح المتضررين من المناطق المنكوبة خاصة درنة؛ حيث سير نادي الاتحاد ومجموعة «تيحا بويز» مساعدات وتبرعات لمناطق الشرق المنكوبة، كما فتح نادي الأهلي بنغازي باب التبرعات لأهالي مناطق ومدن الجبل المتضررة.

وفتح نادي الأهلي طرابلس أبوابه لحملات التبرع، وسير عدة قوافل من أغدية ومتطلبات يومية وقافلة طبية لمساعدة المصابين في المناطق المتضررة، وأعلن النادي التنسيق والتجميع للحملة الخيرية التي تشرف عليها رابطة مشجعي نادي السويحلي الرياضي دعماً ومساندةً ووقوفاً بجانب أهلنا في الشرق الحبيب، خاصة أهلنا في مدينة درنة للتخفيف من مصابهم الجلل.

تضامن رياضي عالمي واسع مع ليبيا 
التضامن شمل عدة اتحادات وأندية عربية وأوروبية رياضية مع المأساة التي تمر بها مناطق شرق ليبيا؛ حيث قدم الاتحاد الدولي والعربي لكرة القدم تعازيه للشعب الليبي في ضحايا السيول، وأيضاً الاتحاد القطري لكرة القدم الذي نشر عبر حسابه الرسمي تعزية للشعب الليبي في ضحايا السيول، كما نشرت الحسابات الرسمية لأندية السد والريان والعين تعزية ومواساة لليبيين في محنتهم، وفي تونس تقدمت أندية الترجي والأفريقي والنجم الساحلي ونادي الصفاقسي بخالص التعازي والمواساة لضحايا السيول بشرق البلاد.

- للاطلاع على العدد 411 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

الاتحاد الليبي لكرة القدم ينعي ضحايا السيول والفيضانات بالمناطق الشرقية، ونادي ريال مدريد يعرب عن حزنه العميق لضحايا الفيضانات في ليبيا، وبرشلونة وباريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد وأندية من الدوري الإيطالي، إضافة لوقوف العديد من مباريات الدولية والعربية دقيقة صمتاً وحداداً، وفي مصر نشر الحسابان الرسميان لنادي الأهلي والزمالك المصريين تعزية لأسر المنكوبين، كما نشرت الحسابات الرسمية للدوري الإسباني لكرة القدم خبراً بالوقوف دقيقة صمتاً في مباريات الجولة المقبلة لمسابقتي الدرجتين الأولى والثانية، كما قدم مدرب المنتخب الإيطالي لوتشانو سباليتي في تصريح لقنوات «بي إن سبورت» خالص التعازي للشعب الليبي والشعب المغربي، مضيفاً أن قلوب الجميع معكم وأنتم أقوياء وتستطيعون النهوض من هذه الكارثة.

اللاعبون الرياضيون الليبيون في مختلف الألعاب الرياضية كان لهم دور كبير وبارز في التبرع بمبالغ كبيرة وصلت لأكثر من 4 ملايين دينار ليبي ومبالغ مالية بالدولار واليورو تضامناً مع شرقنا الحبيب ومدينة درنة خاصة والذي ينم عن التكافل والتآزر لمكونات الشعب الليبي من مختلف الشرائح والأندية الليبية، لم تقف الأندية عند هذا الحد؛ بل فتحت أبوابها وملاعبها وتضامنها مع فرق الأندية المنكوبة والتي تعرضت ملاعبها وإداراتها ومكوناتها الرياضية إلى سيول وانجرافات، أندية المنطقة الغربية والجنوبية أرسلت رسائل تضامن إلى نادي دارنس ونادي الأفريقي ووضعت جميع إمكاناتها تحت تصرف هذه الأندية العريقة من ملاعب واستضافة الفرق ومراكز إدارية للأندية المنكوبة، أندية الشرق الليبي بدورها أرسلت رسائل تضامن مع الأندية المنكوبة ووضعت جميع الإمكانات أمامها.

رسائل التضامن الرياضية 
جريدة «الوسط» حصرت رسائل التضامن مع عدد من الأندية والتي نشرت على صفحات هذه الأندية، وفيما يلي نص هذه الرسائل:
نادي التعاون: «ستبقى أنيقا وحتماً ستعود.. كـن قـوياً ومعـاً نجتاز المحنة».
نادي شباب الجبل: «يعلن الحداد شهراً ويسخر إمكانياته كافة لأندية (دارنس – الأفريقي – الشلال – المنار – الشجرة – النوارس) تضامناً معهم في هذا المصاب».
نادي الصداقة: «نعلن لإخوتنا في الزاهرة درنة تسخير إمكاناتنا المادية والمعنوية كافة، ونضع مرافق النادي وملاحقه كافة ووسائل النقل فيه تحت تصرفهم في أي وقت ومكان».
نادي الأخضر: «سـتعود درنة زاهرة، وسينهض نادي دارنس الأنيق بأبنائه، نفتح قُلوبنا وأبوابنا ونسخر إمكاناتنا كافة من مقار إدارية وملاعب وتجهيزات لمؤسسة دارنس العريقة».
والأهلي بنغازي والنصر والهلال والتحدي كان لهم دور بارز في المؤازرة وتقديم الدعم.
الوقفة الجادة من مكونات الرياضة في ليبيا من أندية ولجنة أولمبية التي قدمت الدعم وفتحت مراكز للتبرع بالدم ووزارة الرياضة والتي حصرت الأضرار في المناطق المنكوبة عليها حمل كبير في إعادة الإعمار لهذه الأندية وفي أقرب وقت ممكن، ولا مكان للتأخير في هذا المصاب الجلل.
ولا ننسى وقفة الإعلام الرياضي في هذه المحنة، والمطالبة حالياً بإعادة الأمل لمدينة درنة الزاهرة وإلى ملاعبها ومكوناتها الرياضية، ويجب عليها تسخير كل جهودها من أجل إعمار هذه المدينة وعودة الحياة إلى ملاعبها، وهي أبسط شيء يمكن أن تقوم به القنوات الرياضية في هذا الوقت بالذات.