في غياب الدوريات الأوروبية وجدنا متعة كرة القدم في بطولة كأس العالم النسائية والتي تجسدت فيها كل مقومات نجاح البطولة من مستوى فني راقٍ لتقارب المستوى الفني ووجود التكافؤ مع روعة التحكيم النسائي ودقة التنظيم وكثرة الجماهير المتابعة للمباريات بوعي كامل، إلى جانب التصوير المرئي الحديث للملعب والكرة والهدف من كافة الجوانب، وقد اشتدت المنافسة في دوري الثمانية، حيث ترشحت للمربع الذهبي منتخبات أستراليا وإنجلترا وإسبانيا والسويد.

- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: تونس وبطولة الدوري السداسي
- تغيير المدربين والآثار السلبية على الكرة الليبية بقلم خليفة بن صريتي عبر «بوابة الوسط»

المنتخبات الأربعة لم يسبق لأي منها الفوز ببطولة العالم النسائية، في الوقت نفسه تابعت مباريات أبطال الأندية العربية التي ينظمها الاتحاد العربي والذي تأسس في ليبيا العام 1975، وأول رئيس له المرحوم عبداللطيف بوكر، وقد سميت هذه بطولة في هذه السنة باسم الملك سلمان، وقد تابعتها جماهير غفيرة في العالم العربي وخارجه، وكانت ناجحة ومثيرة لكثرة نجوم العالم الذين شاركوا فيها مع فرقهم، وقد تحصل على بطولتها فريق النصر السعودي، بعد فوزه في المباراة النهائية 2-1 على الهلال السعودي بفضل هدفي كريستيانو رونالدو.

وفي الحقيقة البطولة تحتاج إلى إعادة تنظيم بشكل عصري، وليس كما هي عليه الآن، حيث التصفيات الأولية ثم الاتحاد العربي يختار خمسة فرق تترشح ثم دوري الـ16، وكذلك جوائز البطولة غير المنصفة، حيث يتحصل البطل على 6 ملايين دولار، والوصيف 2.5 مليون دولار، والفرق التي تأهلت للمربع الذهبي 150 ألف دولار، وكل فريق في دوري المجموعات 100 ألف دولار، ولا يوجد هذا الفارق الكبير بين البطل والوصيف، إلا في عالمنا العربي، لأنه نفس الجهد والمستوى قدمه الفريقان حتى وصلا للمباراة النهائية والتي لا بد من أن يتحدد بطل واحد لها، ومن المعيب أن يكون الفارق 3 ملايين ونصف دولار بين البطل والوصيف.

عموماً عادت الحياة للكرة العالمية بانطلاقة الدوريات الأوروبية هذا الأسبوع خاصة الدوري الإنجليزي الذي يعتبر أفضلها لتاريخها الطويل ووجود كثير من مشاهير الكرة العالمية به، إلى جانب أفضل وخيرة مدربين الكرة، نعود لشد الرحال نحو دوري بلادنا الذي لم يعرف له بداية ولا نهاية حتى الآن، ولا يزال معلقاً على مصير اتحاد الكرة من حيث استمراريته من عدمه، وما زالت الرسائل تتبادل بين رئيس اللجنة الأولمبية المتخوف من تشكيل لجنة تسييرية وبين الفيفا إلى أن يكمل الاتحاد العام مدته ويا دار ما دخلك شر.

وعلى المستوى الميداني ينطلق يوم الأربعاء الدوري السباعي الذي يترشح منه فريقان من كل مجموعة بحيث يكون الدوري المقبل 22 فريقاً مما يزيد الدوري سوءاً، وهذه التصفيات تقام في شدة الحر وربي يكون في عون فرق الدرجة الأولى التي لم تجد فنادق 5 نجوم في تونس ولا ملاعب حديثة متكاملة ولا تحكيماً أجنبياً ولا رئيس حكومة يقدم الملايين، ويارب تنتهي التصفيات على خير وسلامة وتترشح الفرق الأفضل بالجهد والعرق بعيداً عن صافرات التحكيم والتنازلات والبيع والشراء وما يفسد أخلاقيات الرياضة، وندعو الله أن يوفق الجميع لتقديم تصفيات كروية تربوية تليق بسمعة الفرق المؤهلة لهذه التصفيات.