أعلنت مرشحة للرئاسة الجزائرية اليوم الأحد أن الانتخابات المقرّرة في 17 أبريل المقبل ستكون محطة مفصلية لحماية البلاد من "أخطار التفكك". واعتبرت الأمين العام لحزب العمال بالجزائر لويزة حنون، وهي المرأة الوحيدة التي تخوض الانتخابات المقبلة، في مؤتمر صحفيّ أن بلادها "مهدّدة بأطماع خارجية لا ينبغي الاستخفاف بها".

وأكّدت أن حزب العمال يشارك في انتخابات الرئاسة المقبلة "بهدف استراتيجيّ يتمثل في حماية الجزائر من أخطار التفكك" مشيرة إلى أنه أعدّ "برنامجًا اقتصاديًّا واجتماعيًّا واضح الرؤية والأهداف". وأوضحت أن الانتخابات تجري في ظل "محيط دولي متشنج وحراك سياسيّ داخليّ من نوع جديد"، مشدّدة على أهمية رفع مستوى وعي المواطنين بالاستحقاق المقبل والمشاركة فيه بإيجابية من أجل "تحقيق الانتقال السلمي والسلس نحو الجمهورية الثانية".

وفي سياق متصل حثَّ رئيس اللجنة المكلفة بالإشراف على انتخابات الرئاسة الهاشمي براهمي اليوم القضاة إلى الالتزام بمبدأ الحياد التام والتقيد بالقانون تجاه جميع المتنافسين في الاستحقاق المقبل. وحول انتقادات بعض الأحزاب السياسيّة بشأن وجود وصاية على اللجنة أكّد براهمي في تصريحات للإذاعة الجزائرية أن "اللجنة لا تخضع لأي وصاية من أي جهة كانت، فهي مقيدة بالصلاحيات المخولة لها قانونًا، وهي لا تتدخل في صلاحيات اللجان الإدارية أو مهام المجلس الدستوري والمحاكم الإدارية واللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات".

وأكّد أن "اللجنة ليس لها أي توجّه ودورها الأساسي تقني قانوني فهي تعاين المخالفات وتتخذ إجراءات مناسبة في الزمان والمكان وليس لها أي دور سياسي". ويخوض الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة (77 عامًا) السباق من أجل الفوز بولاية رابعة بعدما انتخب أول مرة رئيسًا للجزائر في شهر أبريل 1999 وأُعيد انتخابه العامين 2004 و2009.

إشراف منظمات دولية
ومن جانبه أعلن وزير الشؤون الخارجية السيد رمضان لعمامرة يوم الأحد بالقاهرة أن عدة منظمات دوليّة تنتمي إليها الجزائر وكذلك الاتحاد الأوروبي قرّرت إرسال بعثات لمتابعة الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يوم 17 أبريل المقبل.

وأوضح الوزير في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية "واج" عقب التوقيع على اتفاق حول مهمة ملاحظي الجامعة للانتخابات الرئاسية الجزائرية أنه بالتوازي مع بعثة الجامعة التي تضم نحو 110 ملاحظين فقد قرّر الاتحاد الأفريقي نشر بعثة تتشكل من 200 ملاحظ لمتابعة الانتخابات الرئاسية سيصلون تباعًا في الأسبوع المقبل إلى الجزائر، كما ستنشر منظمة التعاون الإسلامي عشرات الملاحظين. في حين سيمثل الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة مجموعتان من الخبراء الانتخابيّين للقيام بـ"ملاحظة ومتابعة تقنية للانتخابات".

وقال الوزير، الذي يشارك في أشغال الدورة 141 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب التي بدأت اليوم، إنه من المتوقع كذلك وصول عدد من الشخصيات الدوليّة المرموقة المستقلة من عدة بلدان منها فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا لمراقبة عملية الانتخابات الرئاسيّة في العاصمة وعبر التراب الوطني.

وبشأن الاهتمام الذي توليه الجامعة العربية للاستحقاقات الانتخابية في الجزائر أوضح الوزير أن التجربة الجزائرية تستخلص منها دائمًا دروس حتى من الناحية التقنية من حيث التحكم في التنظيم والتناغم في توزيع المهام بين جانب الإدارة واللجان المختلفة المكلفة بالمراقبة والإشراف والتنظيم للانتخابات.