تحيي الأمم المتحدة، الخميس، اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتبكة بحق الصحفيين، معتبرة أن إنهاء هذا الإفلات شرط أساسي لضمان حرية التعبير والوصول إلى المعلومات لجميع المواطنين.

وقالت المنظمة الدولية في بيان، إن هذه الاحتفالية تستهدف إذكاء الوعي بالتحديات الرئيسة التي يواجهها الصحفيون والإعلاميون في أثناء ممارسة مهنتهم، والتحذير من تصاعد أعمال العنف ضدهم والتي تشمل الهجمات والقيود المفروضة على الصحافة في سياق متابعة الاحتجاجات الاجتماعية واستخدام السبل القضائية ضد الصحفيين فضلا عن زيادة ممارسات النفي القسري للصحفيين في بعض الدول.

وأشار البيان إلى أن احتفالية هذا العام تسلط الضوء على دور الصحافة الآمنة والحرة في ضمان نزاهة الانتخابات والأنظمة الديمقراطية، مؤكدا ضرورة التزام الدول باعتماد تدابير فعالة لحماية الصحافة المستقلة وتعزيز الأطر المؤسسية التي تكافح العنف والإفلات من العقاب، فضلا عن تعزيز استقلال وسائل الإعلام واستدامتها وتنوعها.

«أثر اجتماعي مروع» للإفلات من العقاب
ووفقا لتقرير المدير العام لـ«يونسكو» للعام 2022 بشأن سلامة الصحفيين وخطر الإفلات من العقاب، فما زالت أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هي المنطقة التي تشهد أكبر عدد من جرائم قتل الصحفيين.

ومنذ العام 1993، قُتل أكثر من 1600 صحفي بسبب نقلهم الأخبار وتقديم المعلومات للجمهور. وفي تسع من كل عشر حالات يفلت القتلة من العقاب كما يشير مرصد «يونسكو» للصحفيين المقتولين. ويؤدي الإفلات من العقاب إلى مزيد عمليات القتل، فضلا عن أنه غالبا أحد أعراض تفاقم الصراع وانهيار القانون والأنظمة القضائية.

وفي حين أن عمليات القتل هي الشكل الأكثر تطرفا للرقابة على وسائل الإعلام، يتعرض الصحفيون كذلك لتهديدات لا حصر لها بدءا من الخطف والتعذيب وغيره من الاعتداءات الجسدية إلى المضايقات، لا سيما في المجال الرقمي، وفق بيان الأمم المتحدة.

كاريكاتير حليم - 2 نوفمبر.. اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين
دعوى أمام «الجنائية الدولية» في «جرائم حرب» بحق صحفيين منذ بدء العدوان على غزة

وتؤدي التهديدات بالعنف والاعتداءات ضد الصحفيين بوجه خاص إلى بث الخوف في العاملين في مجال الإعلام ما يعيق حرية تداول المعلومات والآراء والأفكار أمام كل المواطنين. وتتأثر الصحفيات بوجه خاص بالتهديدات والاعتداءات، لا سيما تلك التي تجري عبر الإنترنت. فوفقا لورقة المناقشة التي أصدرتها «يونسكو» في ما يتصل بالاتجاهات العالمية في العنف ضد الصحفيات عبر الإنترنت، قالت 73% من الصحفيات اللاتي شملهن الاستطلاع إنهن تعرضن للتهديد والترهيب والإهانة عبر الإنترنت في مسائل تتعلق بأعمالهن.

وقالت الأمم المتحدة إن هذا الإفلات من العقاب يشجع مرتكبي الجرائم، فضلا عن أن له تأثير مروع على المجتمع بما في ذلك الصحفيين أنفسهم، مشيرة إلى قلق المعنيين في «يونسكو» في ما يخص الأضرار التي تلحق بمجتمعات بأكملها بسبب التستر على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والفساد والجريمة.

معلومات أساسية حول اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من الجرائم بحق الصحفيين
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثاني نوفمبر يوما دوليا لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في قرارها «68/163» الذي حثت فيه الدول الأعضاء على تنفيذ تدابير محددة لمواجهة ثقافة الإفلات من العقاب الحالية، وقد اختير التاريخ في ذكرى اغتيال صحفيين فرنسيين في مالي في 2 نوفمبر 2013.

ويدين القرار الأممي جميع الهجمات والعنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام، ويحث أيضا الدول الأعضاء على بذل قصارى جهدها لمنع العنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام، وكفالة المساءلة، وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام إلى العدالة، وضمان حصول الضحايا على سبل الانتصاف المناسبة. ويطالب كذلك الدول بالعمل على تهيئة بيئة آمنة للصحفيين لأداء عملهم بصورة مستقلة ودون تدخل لا داعي له.