Atwasat

الإيرانيون يدلون بأصواتهم في انتخابات رئاسية بخيارات محدودة

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 28 يونيو 2024, 04:53 مساء
WTV_Frequency

واصل الناخبون في إيران، اليوم الجمعة، الإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية مبكرة، تبدو نتيجتها غير محسومة في ظلّ انقسام معسكر المحافظين، وتعويل مرشّح إصلاحي على تعدّد منافسيه لتحقيق اختراق. ويتنافس في هذه الانتخابات أربعة مرشحين، جميعهم رجال في الخمسينات أو الستينات من العمر.

وقد دُعي نحو 61 مليون ناخب للتوّجه إلى صناديق الاقتراع الموزّعة على 58 ألفاً و640 مركزاً انتخابياً، تنتشر في سائر أنحاء البلد الشاسع الممتدّ من بحر قزوين شمالاً إلى الخليج جنوباً.

وأظهرت لقطات بثتها وسائل الإعلام الرسمية، ونقلتها وكالات الأنباء، طوابير منفصلة للرجال والنساء وهم ينتظرون، حاملين هوياتهم، قبل الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع بالمساجد أو المدارس.

وأدلى المرشد الأعلى علي خامنئي بصوته بعد وقت قصير على فتح مراكز الاقتراع، وحضّ الإيرانيين على المشاركة.

وقال في خطاب متلفز: «يوم الانتخابات يوم سعيد بالنسبة لنا كإيرانيين. ندعو شعبنا العزيز إلى أخذ مسألة التصويت على محمل الجد والمشاركة».

وتعيّن تنظيم هذه الانتخابات على عجل بعد مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي بحادث طائرة هليكوبتر في 19 مايو.

وتحظى هذه الانتخابات بمتابعة دقيقة في الخارج، إذ إن إيران، القوة الوازنة في الشرق الأوسط، هي في قلب الكثير من الأزمات الجيوسياسية، من الحرب المستعرة في غزة إلى الملف النووي الذي يشكّل منذ سنوات عدة مصدر خلاف بين الجمهورية الإسلامية والغرب.

وإذا لم يحصل أيّ من هؤلاء المرشّحين على الغالبية المطلقة من الأصوات، ستُجرى جولة ثانية في الخامس من يوليو، وهو أمر لم يحدث إلا مرة واحدة في 2005 منذ قيام الجمهورية الإسلامية قبل 45 عاماً.

ويُتوقع صدور أول التقديرات لنتيجة التصويت السبت، على أن تصدر النتائج الرسمية في موعد أقصاه الأحد.

المرشح الإصلاحي ينتظر مفاجأة
ويأمل المرشّح الإصلاحي الوحيد، مسعود بيزشكيان، أن يحقق مفاجأة في هذا السباق الانتخابي. وهذا النائب البالغ 69 عاماً كان شبه مغمور عندما سمح له مجلس صيانة الدستور، المكلف بالإشراف على الانتخابات، بالترشح.

وبيزشكيان، الطبيب المتحدّر من أصول أذرية والمتحفّظ في مظهره والصريح في كلامه، أعطى الأمل للمعسكرين الإصلاحي والمعتدل اللذين همّشا بالكامل في السنوات الأخيرة من قِبل المحافظين والمحافظين المتشددين.

وفي مواجهته، ينقسم أنصار السلطة الحالية بين المرشّح المحافظ محمد باقر قاليباف، الذي يرأس حالياً البرلمان، والمرشح المحافظ المتشدّد سعيد جليلي، المفاوض السابق في الملف النووي والمعادي للتقارب مع الغرب.

وتشكّل نسبة الإقبال على التصويت رافعة أساسية لحظوظ بيزشكيان في الفوز. ويأمل المرشّح الإصلاحي أن تشهد نسبة التصويت ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالانتخابات الأخيرة التي قاطعها نحو نصف الناخبين.

ففي الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2021، بلغت نسبة المشاركة في التصويت 49% فقط، لكن يومها لم يُسمح لأيّ شخصية بارزة من المعسكرين الإصلاحي أو المعتدل بالترشّح. ويومئذ أطلق معارضون، ولا سيما أولئك المقيمين في الخارج، دعوات لمقاطعة الانتخابات.

وقد أدلى الرئيس الاصلاحي الأسبق محمد خاتمي بصوته صباحا، علما بأنه قاطع الانتخابات التشريعية التي جرت في مارس احتجاجا على رفض المرشحين الاصلاحيين.

من جهته، أعلن رئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي، الذي لا يزال خاضعا للإقامة الجبرية منذ 2011، عبر ابنته على «إنستغرام» أنه لن يدلي بصوته.

وبالنسبة لمحمد رضا هادي، وهو ناخب يبلغ 37 عاما تحدّثت معه وكالة «فرانس برس» في مركز اقتراع في طهران، يعد التصويت مهما «من أجل تحديد المصير السياسي لبلادنا بأنفسنا».

وأيّاً تكن نتيجة الانتخابات، فإن تأثيراتها ستظلّ محدودة، نظراً لأنّ صلاحيات الرئيس هي أساساً محدودة. ففي الجمهورية الإسلامية تقع المسؤولية الأولى في الحكم على عاتق المرشد الأعلى، الذي يعتبر رأس الدولة. أما الرئيس فهو مسؤول على رأس حكومته عن تطبيق الخطوط السياسية العريضة التي يضعها المرشد الأعلى.

قضية الحجاب
وبالنسبة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، فإنّ «المرشح الأكثر أهلاً» لمنصب الرئيس هو «الشخص الذي يؤمن حقاً بمبادئ الثورة الإسلامية، ويسمح لإيران بالتقدم دون الاعتماد على الدول الأجنبية».

لكنّ خامنئي شدّد، في الوقت نفسه، على أنه لا ينبغي لبلاده أن «تقطع علاقاتها مع العالم»، وخلال المناظرات، انتقد المحافظ المتشدد سعيد جليلي المعتدلين، لتوقيعهم الاتفاق النووي مع القوى العظمى في العام 2015، الذي «لم يفِد إيران إطلاقا».

وردّاً عليه، سأل بيزشكيان: «هل يُفترض أن نكون معادين لأميركا إلى الأبد أم أنّنا نطمح إلى حلّ مشاكلنا مع هذا البلد؟!»، داعياً إلى إحياء الاتفاق النووي من أجل رفع العقوبات الصارمة التي ينوء تحتها الاقتصاد الإيراني.

علاوة على ذلك، برزت في الحملة الانتخابية قضية حسّاسة جدا، وهي مسألة الحجاب، وطريقة تعامل الشرطة مع النساء اللواتي يرفضن الامتثال لقواعد اللباس الصارمة.

خامنئي يدعو إلى «مشاركة مرتفعة» في الانتخابات الرئاسية الإيرانية
العقوبات الدولية في قلب حملة الانتخابات الرئاسية الإيرانية

وقد زادت حساسية هذه المسألة منذ اندلعت قبل عامين تقريباً حركة احتجاج واسعة عقب وفاة الشابة مهسا أميني إثر توقيفها، لعدم التزامها بقواعد اللباس في الجمهورية الإسلامية.

وفي المناظرات المتلفزة، نأى المرشحون بأنفسهم عن اعتقالات الشرطة، القاسية أحياناً، للنساء اللاتي يرفضن وضع الحجاب في الأماكن العامة.

وقال مصطفى بور محمدي، رجل الدين الوحيد بين المرشّحين، إنّه «لا ينبغي لنا في أي ظرف من الظروف أن نعامل النساء الإيرانيات بهذه القسوة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«بيريل».. أول إعصار «بالغ الخطورة» يهدد منطقة الكاريبي خلال الموسم
«بيريل».. أول إعصار «بالغ الخطورة» يهدد منطقة الكاريبي خلال ...
توقعات بتسجيل الانتخابات الفرنسية أعلى نسبة مشاركة منذ 1978
توقعات بتسجيل الانتخابات الفرنسية أعلى نسبة مشاركة منذ 1978
نتائج أولية: اليمين المتطرف يتصدر بفارق كبير الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية
نتائج أولية: اليمين المتطرف يتصدر بفارق كبير الدورة الأولى من ...
ماكرون يدعو إلى «تحالف واسع» أمام اليمين المتطرف في الدورة الثانية من الانتخابات
ماكرون يدعو إلى «تحالف واسع» أمام اليمين المتطرف في الدورة ...
مارين لوبان: معسكر ماكرون «تم محوه عمليًا»
مارين لوبان: معسكر ماكرون «تم محوه عمليًا»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم