عبر الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، فور تسلّم بلاده رئاسة مجموعة العشرين، اليوم الأحد، عن قلقه إزاء «القضايا والخلافات الجيوسياسية» التي يشهدها العالم أخيرا، داعيا قادة الكتلة إلى تنحية تلك القضايا، وإبعادها عن نقاشات التكتل، حتى لا تخرجه عن مساره، وذلك في إشارة مبطنة إلى الخلافات الدبلوماسية والانقسامات المرتبطة بالحرب في أوكرانيا من جهة، أو الصراع الجيوسياسي القائم على تغيير النظام العالمي، ودفعه نحو «التعددية القطبية» من جهة أخرى.

وقال لولا، في ختام قمة قمة العشرين السنوية بنيودلهي: «لا يمكننا ترك القضايا الجيوسياسية تهيمن على جدول أعمال مباحثات مجموعة العشرين. لا مصلحة لدينا في مجموعة عشرين منقسمة. نحتاج إلى السلام والتعاون بدلا من النزاعات»، وفق وكالة «فرانس برس».

خلافات جيوسياسية
يشهد العالم انقساما حول الموقف من الحرب الروسية في أوكرانيا التي يندد بها الغرب، بينما تخلى عدد من بلدان شرق العالم وجنوبه عن التنديد، والتزمت صفوف «الحياد»، لأسباب ذات أبعاد جيوسياسية تتعلق بموازين القوى، وصراع المصالح في اتجاه العالم أخيرا نحو «التعددية القطبية»، وتصاعد نبرة الاستياء من الهيمنة الغربية، بقيادة واشنطن، على المؤسسات الدولية سياسيا واقتصاديا في بلدان شرق العالم وجنوبه.

 انقسامات عميقة بين أعضاء التكتل بسبب الحرب الروسية الأوكرانية
على الرغم من التوافق على منح الاتحاد الأفريقي العضوية الكاملة في المجموعة، لا يزال أعضاء G20 يواجهون انقسامات عميقة، خصوصا بشأن الأزمة الأوكرانية، حيث مارست واشنطن مع حلفائها ضغوطا على الهند، التي تترأس G20 حاليا، في محاولة لإدراج تقييماتهم الأحادية والمتحيزة لهذه الأزمة في البيان المشترك للقمة، حسبما أشارت الخارجية الروسية في وقت سابق.

وثمة انقسامات أخرى في ملف القضايا المناخية، الأمر الذي عكسته تصريحات دا سيلفا الذي لفت إلى أن «غياب الالتزام بالبيئة دفعنا إلى حالة طوارئ مناخية غير مسبوقة». وأضاف: «الجفاف والفيضانات والعواصف والحرائق باتت أكثر تواترا».