Atwasat

عائلات ضحايا 11 سبتمبر أمام «خيار صعب»

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 27 أغسطس 2023, 09:42 صباحا
WTV_Frequency

مع طرح تسوية قضائية في الولايات المتحدة، يقرّ بموجبها المتهمون في اعتداءات 11 سبتمبر 2001 بذنبهم مقابل الإفلات من عقوبة الإعدام، تجد عائلات الضحايا نفسها أمام خيار في غاية الصعوبة ما بين طي صفحة هذه المأساة والتمسّك بالمطالبة بالحقيقة الكاملة على الرغم من المأزق القانوني المستمر منذ عقدين، وفق وكالة «فرانس برس».

وعرض المدّعون العامون على عائلات نحو ثلاثة آلاف ضحية سقطوا في الاعتداءات الأكثر عنفا في تاريخ الولايات المتحدة تفاصيل «تسوية إقرار بالذنب» يمكن أن تؤمّن مخرجاً من الإجراءات القضائية المتواصلة منذ سنوات في محكمة غوانتانامو العسكرية دون أن تفضي إلى محاكمة، وذلك في رسالة نشرت هذا الشهر. وتعتبر بعض العائلات أن إبرام تسوية دون محاكمة سيحول دون كشف الحقيقة كاملة حول اعتداءات 11 سبتمبر.

في المقابل، ترى عائلات أخرى أن كل تأخير يعني وفاة عدد متزايد من أقرباء الضحايا دون أن تتحقق العدالة خلال حياتهم، وكذلك زيادة احتمال وفاة المشتبه بهم الذين يتقدّمون في السنّ قبل إثبات ذنبهم. وأعلن تجمع «عائلات 11 سبتمبر من أجل غد سلميّ» المؤيد للتسوية أن «كل عائلات 11 سبتمبر تريد أن تتحقّق العدالة، وأن يحاسَب المسؤولون. توفي الكثيرون بيننا في العقدين الأخيرين دون نيل أي من المطلبين».

ورأت العائلات أن «صفقة إقرار بالذنب يمكن إبرامها حالاً، وستؤمّن خاتمة: نهاية عمل اللجنة العسكرية حول 11 سبتمبر، واعترافات واضحة بالذنب، وعقوبات سجن مدى الحياة دون إمكان إطلاق المتهمين أو طعن في الحكم».

لكن بالنسبة إلى دينيس ماكغينلي، العضو في مجموعة «العدالة 9/11»، ستؤدّي مثل هذه التسوية إلى تمويه الحقيقة حول الاعتداءات التي أودت بحياة شقيقه داني في البرج الجنوبي من مركز التجارة العالمي. وقال: «الاتفاق سيحول ببساطة دون محاكمة يُرغم فيها خالد شيخ محمد على الإقرار بالحقيقة عن الدور الذي لعبه الموقوف الذي كان من كبار قياديي تنظيم القاعدة، ويشتبه بأنه كان العقل المدبّر للهجمات».

5 متهمين بـ«التآمر والإرهاب»
استغرق الأمر سنتين لإعداد التسوية التي عُرضت بالتفصيل في رسالة صدرت في الأول من أغسطس عن مكتب المدعي العام لدى المحاكم العسكرية، وهي تندرج في سياق الآليات القضائية بحق خالد شيخ محمد وعمار البلوشي ووليد بن عطّاش ورمزي بن الشيبة ومصطفى الهوساوي، المتهمين الخمسة بـ«التآمر والإرهاب» في سياق اعتداءات 11 سبتمبر.

- بعد 21 عاما.. كيف أحيت الولايات المتحدة ذكرى ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر؟ 
- زيلينسكي أمام الكونغرس الأميركي: تذكروا بيرل هاربور وهجمات 11 سبتمبر
- متهمون بالتخطيط لاعتداءات 11 سبتمبر مستعدون للتفاوض بشأن عقوباتهم

والمتهمون الخمسة الموقوفون منذ أكثر من 16 عاما في قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا هم من بين آخر ثلاثين معتقلا من أصل نحو 800 نقلوا خارج إطار القضاء في أعقاب 11 سبتمبر إلى المعتقل المثير للجدل، والذي انتقدته منظمات دولية، حسب «فرانس برس».

وندّدت المنظمات الحقوقية بصورة خاصة بالتوقيفات خارج إطار القانون، وظروف الحياة المذلّة في غوانتانامو، والاعترافات المنتزعة تحت التعذيب، وهي نقطة قد تكون لها تبعات في حال المضي في المحاكمة. وذكرت الرسالة أن التسوية المقترحة تنص على أن «يقبل المتهمون بالمسؤولية الجنائية عن أفعالهم، ويقرّوا بذنبهم بالتهم الموجهة إليهم مقابل عدم الحكم عليهم بالإعدام».

كما يحتّم على المتهمين المشاركة في عملية إعادة تمثيل «وقائع» تكشف تفاصيل التحضير للهجمات، وتحديد دور كل منهم فيها. وعلى الرغم من أن المدعين العامين يؤكدون عدم إبرام أي صفقة بصورة نهائية حتى الآن، فإن رسالتهم تشير إلى منحى المسار القضائي الذي قد لا يصل إلى خواتيمه في خلاف ذلك.

واعتبر قاضٍ عسكري أميركي، الأسبوع الماضي، في قضية منفصلة تتعلّق بمعتقل في غوانتانامو، يشتبه بضلوعه في اعتداء تنظيم القاعدة على المدمّرة «يو إس إس كول» العام 2000 في اليمن، أن اعترافاته لا يمكن أن تُعتبر بمثابة أدلّة ضدّه، لأنها انتزعت منه تحت التعذيب. وقد تشكّل هذه السابقة عقبة جديدة في وجه الآليات القضائية المتعلقة باعتداءات 11 سبتمبر.

«فشل» اللجنة العسكرية حول 11 سبتمبر
قد يثير إسقاط عقوبة الإعدام ردود فعل حادّة ليس من جهة أقرباء الضحايا فحسب، بل كذلك بين المواطنين الأميركيين عموما في بلد أصيب بصدمة كبرى جراء اعتداءات شكلت نقطة تحوّل في العالم. ورأى النائب عن إحدى مقاطعات نيويورك، مايك لولر، أنه «يجدر عدم عرض صفقة إقرار بالذنب إطلاقا على خالد شيخ محمد والمنفذين الآخرين لاعتداءات 11 سبتمبر الذين يجب أن يواجهوا القضاء، وبالتالي عقوبة الإعدام على أفعالهم»، وفق «فرانس برس».

لكن تيري روكفيلر، العضو في مجموعة «غد سلميّ»، يعتبر الصفقة القضائية تبقى أفضل فرصة للعائلات إزاء «فشل» اللجنة العسكرية حول 11 سبتمبر. وأكد روكفيلر الذي خسر شقيقته في اعتداءات نيويورك «لن تفضي أيّ آليّة إلى عقوبة الإعدام بسبب مسألة التعذيب».

يبقى أن السجال، برأي دينيس ماكغينلي، لا يدور حول تحديد العقوبة ما بين المؤبد أو الإعدام، بل حول حقيقة الاعتداءات، وتحديدا الدور الذي قد يكون لعبه مسؤولون سعوديون. وإن كانت الرياض تنفي أي ارتباط بمنفذي الاعتداءات، تبقى الشكوك قائمة حول حصول بعضهم على تمويل سعودي.

وشدد ماكغينلي على أن تسوية إقرار بالذنب ستسمح لواشنطن بإبقاء معلومات حساسة بهذا الصدد طيّ السريّة، معتبرا أن السلطات الأميركية «تسيء معاملة» عائلات ضحايا 11 سبتمبر.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
هل تحقق روسيا في واقعة قتل مراسل «فرانس برس» بأوكرانيا؟.. الكرملين يوضح
هل تحقق روسيا في واقعة قتل مراسل «فرانس برس» بأوكرانيا؟.. ...
روسيا تؤكد ضرب مواقع عسكرية وشبكة الطاقة الأوكرانية
روسيا تؤكد ضرب مواقع عسكرية وشبكة الطاقة الأوكرانية
شعبية الولايات المتحدة تتراجع عالميا بسبب دعم حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة
شعبية الولايات المتحدة تتراجع عالميا بسبب دعم حرب الإبادة ...
الشرطة تفض بالقوة اعتصامًا للطلبة بجامعة جورج واشنطن تضامنا مع غزة
الشرطة تفض بالقوة اعتصامًا للطلبة بجامعة جورج واشنطن تضامنا مع ...
موسكو تندد باتهامات «كاذبة» وجهتها لندن إلى الملحق الدفاعي الروسي
موسكو تندد باتهامات «كاذبة» وجهتها لندن إلى الملحق الدفاعي الروسي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم