أعلنت رئيسة مولدافيا مايا ساندو أن بلادها تريد الانضمام الى الاتحاد الأوروبي في أسرع وقت ممكن «لحماية نفسها من التهديد الروسي»، معربة عن الأمل في صدور قرار في الأشهر المقبلة بشأن فتح مفاوضات بهذا الصدد.

وقالت ساندو في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، قبل أيام من تظاهرة مؤيدة لأوروبا تليها قمة أوروبية غير مسبوقة في شيسيناو: «بالطبع لا شيء يقارن بما يحصل في اوكرانيا، لكننا نرى الخطر ونعتقد أنه لا يمكننا إنقاذ ديمقراطيتنا إلا عبر الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي».

هل تشكل روسيا تهديدا على مولدافيا؟
ترى هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تضم 2.6 مليون نسمة في انضمامها الى الاتحاد الأوروبي الضمانة الوحيدة لكي لا تصبح الهدف المقبل لروسيا بعد غزو اوكرانيا.

وأضافت رئيسة مولدافيا البالغة من العمر 50 عاما على هامش قمة لمجلس أوروبا انتهت الثلاثاء في ايسلندا إن «روسيا ستبقى مصدرا كبيرا لعدم الاستقرار في السنوات القادمة ويجب أن نحمي أنفسنا».

وفي فبراير الماضي، اتهمت ساندو روسيا بتدبير انقلاب للإطاحة بالسلطة في شيسيناو.

ودعت ساندو التي تتولى السلطة في أفقر دول أوروبا منذ العام 2020، إلى تجمع كبير مؤيد للاتحاد الأوروبي الأحد يهدف إلى التعبير عن دعم المولدافيين للانضمام إلى التكتل.

وقالت أول امرأة تتولى الرئاسة في هذه الدولة الصغيرة التي تخضع منطقة كاملة منها هي ترانسنيستريا بحكم الأمر الواقع لسيطرة روسيا، إن «الحرب في أوكرانيا أوضحت الأمور جيدا: نرى بشكل واضح جدا الآن ما يريد العالم الحر قوله وما يعنيه العالم الاستبدادي لنا جميعا».

الحرب في أوكرانيا تصب في صالح انضمام دولتين للاتحاد الأوروبي
أدت الحرب الروسية مع أوكرانيا الى تحريك فرضية كانت غير مرجحة حتى الآن وهي انضمام اوكرانيا ومولدافيا الى الاتحاد الاوروبي على المدى المتوسط.

وقالت الرئيسة المولدافية في مقابلتها مع الوكالة الفرنسية في ريكيافيك: «نعتقد ان (الانضمام) مشروع واقعي ونرغب في أن يحصل هذا الأمر في أسرع وقت ممكن».

ومنح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا وضع مرشح رسمي في يونيو 2022 لكنه يطالب بمواصلة الاصلاحات لا سيما مكافحة الفساد.

وإذا كان انضمام مولدافيا، الدولة الصغيرة الواقعة على حدود رومانيا العضو في الاتحاد الأوروبي، سيكون بدون شك أسهل بسبب حجمها، فلا تزال هناك عقبات كثيرة أمام دخولها التكتل وهذه العملية قد تستغرق حتى العام 2030 على الأقل.

مشاكل اقتصادية وأزمة حول منطقة انفصالية موالية لموسكو
وبالإضافة الى وضعها الاقتصادي الهش ومشاكل الفساد، على مولدافيا أيضا ان تجد حلا لمنطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة في شرق البلاد.

هذه المنطقة غير المعترف بها من قبل المجموعة الدولية، انفصلت العام 1990 بعد حرب أهلية قصيرة إثر انهيار الاتحاد السوفياتي. جمد النزاع منذ العام 1992.

وقالت رئيسة مولدافيا التي بدأت بلادها الانسحاب من مجموعة الدول المستقلة التي تقودها روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي «لا يزال لدينا عدد من الأمور ينبغي القيام بها، لكننا نعمل جاهدين جدا وهذا بات هدفنا الرئيسي الآن».

وأضافت «نريد الاستمرار بان نكون جزءا من العالم الحر. نرى ما يحصل في أوكرانيا، نرى أن روسيا تحاول منع دول المنطقة من أن تصبح ديمقراطية».

لا أمل لدى مولدافيا في الانضمام لحلف الناتو؟
وإذا كانت أوكرانيا تريد أيضا الانضمام الى حلف شمال الأطلسي، فإن هذه الورقة صعبة بالنسبة لشيسيناو لأن مولدافيا محايدة دستوريا.

وقالت ساندو: «نحترم (الحياد)، ونحترم رغبة الشعب. لكن هناك نقاش في مجتمعنا لمعرفة ما اذا كان الحياد يحمينا، واذا غيّر الناس رأيهم في وقت ما، بالطبع يمكننا إعادة النظر في هذا القرار».

قمة مرتقبة في أول يونيو
وكانت رغبة أوكرانيا في الانضمام الى حلف شمال الأطلسي أحد الأسباب التي تذرعت بها روسيا لإطلاق الغزو، متهمة الغربيين بالتوسع نحو حدودها.

وفي هذا الإطار تعقد دول المجموعة السياسية الأوروبية التي تضم بشكل غير رسمي غالبية الدول الأوروبية بينها المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قمة في شيسيناو في أول يونيو وهو ما تراه مولدافيا ضمانة لأمنها.

وقالت ساندو التي دخلت الساحة الأوروبية أخيرا والمقربة خصوصا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «هذا أمر مهم لأننا نرى أننا لسنا وحدنا، وان لدينا الكثير من الأصدقاء وأن أصدقاءنا يثقون بنا لتنظيم حدث بمثل هذه الأهمية».