Atwasat

بلينكن في آسيا الوسطى لتعزيز الوجود الأميركي

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 26 فبراير 2023, 08:20 صباحا
WTV_Frequency

يقوم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن برحلة إلى آسيا الوسطى هذا الأسبوع سعيا لطمأنة الجمهوريات السوفييتية السابقة التي أقلقتها الحرب في أوكرانيا، رغم أن النفوذ التاريخي لروسيا فيها يحد من حجم التعاون.

بعد أيام من مرور عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، سيعقد بلينكن محادثات بعد غد الثلاثاء في كازاخستان ثم في أوزبكستان، على أن يلتقي في العاصمة الكازاخستانية أستانا وزراء خارجية الجمهوريات السوفياتية الخمس السابقة في آسيا الوسطى، حسب وكالة فرانس برس.

وقال دونالد لو، كبير مسؤولي وزارة الخارجية لشؤون جنوب آسيا، إن الولايات المتحدة تدرك أن الدول الخمس لن تنهي علاقاتها مع روسيا ولا مع الصين المجاورة التي تعزز وجودها في المنطقة. لكنه أوضح أن بلينكن يريد إظهار أن الولايات المتحدة «شريك يمكن الاعتماد عليه» ومختلف عن موسكو وبكين. وأضاف لو لصحفيين «لدينا ما نقدمه من حيث الالتزامات الاقتصادية، لكن لدينا أيضا ما نقدمه من حيث القيم التي نطرحها». لكن هذه المهمة لن تكون سهلة.

يقول دبلوماسيون وخبراء إن قادة آسيا الوسطى يجدون أنفسهم في وضع صعب بسبب الاتفاقات الأمنية مع موسكو والنفوذ الأمني والاقتصادي الكبير لروسيا. وامتنعت الدول الخمس عن التصويت الخميس على قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة بانسحاب «فوري» للقوات الروسية من أوكرانيا.

وقالت جينيفر بريك مورتازاشفيلي، الخبيرة في شؤون المنطقة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي وجامعة بيتسبرغ «هناك رغبة حقيقية بين قادة هذه الدول في الابتعاد عن روسيا. أعتقد أنهم يدركون أن روسيا تمثّل تهديدا لهم، لكن بسبب الجغرافيا، لا يمكنهم فعل الكثير حيال ذلك، ووضعهم الاقتصادي لا يترك لهم الكثير من الخيارات». وتابعت «لذلك، أعتقد أن هناك فرصة حقيقية للولايات المتحدة للانخراط في العمل مع قادة هذه الدول».

علاقة معقّدة بين كازاخستان وروسيا
تقيم كازاخستان التي تتشارك مع روسيا حدودا تمتد على 7500 كيلومترا، العلاقات الأكثر تعقيدا مع موسكو. فكانت البلاد مراعية لحقوق الأقلية الروسية الكبيرة، خصوصا بعدما ذكر الرئيس فلاديمير بوتين الدفاع عن الناطقين بالروسية بين أسباب غزو أوكرانيا.

وفي نهاية نوفمبر، سافر رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف الذي سيلتقي بلينكن، إلى موسكو لمقابلة بوتين حيث أعاد تأكيد الشراكة مع روسيا. لكنه تحدث أخيرا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحضّ على إنهاء الحرب عن طريق التفاوض بناء على القانون الدولي، فيما استقبلت كازاخستان عشرات آلاف من الروس الفارين من التجنيد الإجباري. من جهته، أثار رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن ضجة في أكتوبر عندما انتشر مقطع فيديو له يعاتب بوتين علنا في اجتماع إقليمي، متّهما روسيا بتجاهل مصالح دول آسيا الوسطى.

كما ترى الولايات المتحدة بصيص أمل في ما يتعلق باحترام حقوق الإنسان التي طالما كانت مصدر قلق في هذه البلدان التي حكمها تاريخيا رؤساء استبداديون. وأشار لو على سبيل المثال إلى إدانة شرطيين مؤخرا في كازاخستان لاتهامهما بالتعذيب خلال اضطرابات العام الماضي، وكذلك إلغاء أوزبكستان العمل القسري للأطفال في حقول القطن.

لكنّ الحرب في أوكرانيا ليست الأزمة الدولية الأولى التي تتسبب بتسليط الضوء على آسيا الوسطى. فقد أدّت أوزبكستان دورا كبيرا في دعم الجيش الأميركي في حربه في أفغانستان التي أنهاها الرئيس جو بايدن في العام 2021. كذلك، حضّ مايك بومبيو وزير الخارجية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب خلال زيارته لآسيا الوسطى العام 2020 هذه الدول على قطع علاقاتها مع الصين بسبب قمع الأويغور في إقليم شينجيانغ.

وأوضحت مرتزاشفيلي أن الولايات المتحدة أخطأت عندما اعتبرت آسيا الوسطى «منطقة نائية» مرتبطة بسياسات أخرى، معتبرة أنه من الأجدى تبني استراتيجية حيالها تعطي أهمية لاستقلالية قادتها الإقليمية. ولفتت إلى أن «هذه الدول هي في الحقيقة في موقع مثير للاهتمام يسمح لها بالموازنة ما بين روسيا والصين، وهو ما قام به العديد منها بمهارة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
روسيا تؤكد ضرب مواقع عسكرية وشبكة الطاقة الأوكرانية
روسيا تؤكد ضرب مواقع عسكرية وشبكة الطاقة الأوكرانية
شعبية الولايات المتحدة تتراجع عالميا بسبب دعم حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة
شعبية الولايات المتحدة تتراجع عالميا بسبب دعم حرب الإبادة ...
الشرطة تفض بالقوة اعتصامًا للطلبة بجامعة جورج واشنطن تضامنا مع غزة
الشرطة تفض بالقوة اعتصامًا للطلبة بجامعة جورج واشنطن تضامنا مع ...
موسكو تندد باتهامات «كاذبة» وجهتها لندن إلى الملحق الدفاعي الروسي
موسكو تندد باتهامات «كاذبة» وجهتها لندن إلى الملحق الدفاعي الروسي
بايدن يهدد بوقف بعض شحنات الأسلحة إلى «إسرائيل» إذا اجتاحت رفح
بايدن يهدد بوقف بعض شحنات الأسلحة إلى «إسرائيل» إذا اجتاحت رفح
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم