Atwasat

المعارضة الفنزويلية المنقسمة تحلّ حكومة غوايدو الموقتة

القاهرة - بوابة الوسط السبت 31 ديسمبر 2022, 08:35 صباحا
WTV_Frequency

حلّت المعارضة الفنزويليّة أمس الجمعة «الحكومة الموقّتة» التي كان خوان غوايدو أعلن نفسه رئيسًا لها في يناير 2019 في محاولة منه لإطاحة نيكولاس مادورو بعد انتخابات رئاسيّة في 2018 شهدت مقاطعةً ولم يعترف بها جزء من المجتمع الدولي.

وصوّت نوّاب البرلمان السابق المنتخب في 2015 والذي تُسيطر عليه المعارضة، بغالبيّة 72 صوتًا (29 صوتًا معارضًا، وامتناع 8 عن التصويت) لصالح حلّ «الرئاسة» والحكومة الموقّتتَيْن اللتين لم تكُن لهما سلطة حقيقيّة لكنّهما تُسيطران على الأصول الفنزويليّة في الخارج، حسب وكالة فرانس برس.

ويُدافع هذا البرلمان السابق عن استمراريّته من خلال اعتباره أنّ الانتخابات التشريعيّة التي فاز بها تيّار السلطة في عام 2020 مزوّرة. ولم تُحقّق الحكومة والرئاسة «الموقّتتان» اللتان اعترفت بهما خصوصًا الولايات المتحدة وفرنسا، هدفهما المتمثّل بإطاحة مادورو من السلطة، ومذّاك تضاءل الدعم الدولي لهما شهرًا بعد آخر. وسخر الرئيس مادورو بانتظام من رئاسة غوايدو، واصفًا إيّاها بـ«عالم نارنيا» أو العالم «الخيالي».

وأدّت الأزمة النفطيّة التي سبّبتها الحرب في أوكرانيا إلى إعادة الدفء في العلاقات بين مادورو وواشنطن التي أوفدت مبعوثين للتحدّث إليه مباشرة. كذلك، خفّف البيت الأبيض العقوبات المفروضة على فنزويلا في  نوفمبر بعد تحقيق انفراج في المفاوضات بين السلطة والمعارضة، ولا سيّما عبر السماح لشركة النفط «شيفرون» بالعمل في فنزويلا خلال ستّة أشهر.

رسميًّا، لم تتغيّر المواقف الأميركيّة أو الفرنسيّة. لكن على أرض الواقع، تُجري حكومتا البلدين محادثات منذ فترة طويلة مع إدارة مادورو. وظهر ذلك في اللقاء الذي جرى تصويره في أروقة مؤتمر كوب 27 في شرم الشيخ بمصر بين مادورو ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقد خاطب ماكرون مادورو وسمّاه بـ «الرئيس»، مشيرًا إلى أنّه سيتّصل به.

توازيًا فإنّ دولًا في أميركا الجنوبيّة، بينها على سبيل المثال كولومبيا والبرازيل اللتان كانت تديرهما حكومتان يمينيّتان متشدّدتان معاديتان جدًا لمادورو، قد تحوّلتا إلى اليسار في الأشهر الأخيرة، ما تسبّب في خسارة غوايدو حلفاء مهمّين.

«عار» و«انتحار» في فنزويلا
في فنزويلا، أكّدت ثلاثة من أصل الأحزاب المعارضة الأربعة الكبرى تأييدها حلّ «الحكومة الموقّتة»، هي «العمل الديموقراطي« و«العدالة أوّلًا» و«زمن جديد»، قائلةً في بيان إنّ «الحكومة الموقّتة لم تعد مفيدة  ولا تخدم بأيّ شكل مصلحة المواطنين»، وفق فرانس برس.

وأكّد خوان ميغيل ماثيوس، المؤيّد لحلّ الحكومة الموقّتة، خلال حضوره الجلسة الجمعة، أنّ هذه الحكومة قد انبثقت بشكلٍ طارئ عن الجمعيّة الوطنيّة، قائلًا «ما كان موقّتًا صار دائمًا». وأوضح هذا المحامي «الأصول ليست في خطر. الجزء الأكبر من الدعم (الدولي) هو دعم للجمعيّة الوطنيّة، أكثر من كونه دعما للرئاسة الموقّتة... القانون يوفّر أدوات كافية لحماية الأصول في البرتغال والولايات المتحدة وإنكلترا».

من جهته، قال غوايدو بعد التصويت «هذه قفزة في المجهول. اليوم نستسلم. 72 نائبًا استسلموا»، لكنّه أكّد أنّ «الخلافات الموجودة بيننا اليوم سنُبدّدها بلا شكّ». أمّا المعارض البارز فريدي غيفارا الذي أيّد الإبقاء على الرئاسة الموقّتة، فقال «لا أستطيع أن أفهم كيف نُقدِم على هذا الانتحار. هذا يجب أن يُشعرنا جميعًا بالعار لا يمكننا أن نضمن أنّ الأصول ستكون محميّة من خلال هذا الإصلاح (حلّ الرئاسة الموقّتة)». وأضاف «أريد ألّا يقع الذهب في أيدي مادورو في المستقبل. إذا خرج مادورو غدًا أقوى، فاعلموا أنّها مسؤوليّتكم».

ويأتي التصويت داخل هذا البرلمان المنتخَب عام 2015 في سياق انقسامٍ تشهده المعارضة التي لم تعرف كيف ترصّ صفوفها خلال انتخابات إقليميّة في 2021 فاز بها تيّار السلطة، في وقتٍ باتت الأنظار مركّزة على انتخابات 2024 الرئاسيّة.

وفي هذا السياق، صرّح المستشار بابلو أندريس كينتيرو لوكالة فرانس برس أنّ «هناك زعماء في المعارضة يعتقدون أنّ الحكومة الموقّتة كانت ستوفّر الأفضليّة لترشيح محتمل لغوايدو». وأعلنت المعارضة في الآونة الأخيرة أنّها ستُجري انتخابات تمهيديّة العام المقبل لاختيار مرشّح واحد لمواجهة مادورو في الانتخابات الرئاسيّة. وغوايدو هو أحد المرشّحين المحتملين.

وشدّد غوايدو الخميس على ضرورة الإبقاء على «الحكومة الموقّتة« حتّى لو لم يعد رئيسًا لها. وقال في تسجيل فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي «اقتراحي هو أن يتمّ الدفاع عن المؤسّسة فوق الأسماء أو المصالح الشخصيّة وألّا يتمّ تدمير هذه الأداة».

ويعتقد حزب الإرادة الشعبيّة الذي يقوده غوايدو والمعارض المنفي ليوبولدو لوبيز أنّ إنهاء الرئاسة الانتقاليّة سيسمح للرئيس مادورو باستعادة السيطرة على الموارد الفنزويليّة المجمّدة في الخارج بسبب العقوبات. وقال غوايدو إنّ «الإبقاء على الرئاسة (الموقّتة) لا علاقة له بخوان غوايدو بل هو واجب»، مشيرًا إلى أنّ «هناك أصواتًا لتدمير الرئاسة الموقّتة وليس مادورو».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
هل تحقق روسيا في واقعة قتل مراسل «فرانس برس» بأوكرانيا؟.. الكرملين يوضح
هل تحقق روسيا في واقعة قتل مراسل «فرانس برس» بأوكرانيا؟.. ...
روسيا تؤكد ضرب مواقع عسكرية وشبكة الطاقة الأوكرانية
روسيا تؤكد ضرب مواقع عسكرية وشبكة الطاقة الأوكرانية
شعبية الولايات المتحدة تتراجع عالميا بسبب دعم حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة
شعبية الولايات المتحدة تتراجع عالميا بسبب دعم حرب الإبادة ...
الشرطة تفض بالقوة اعتصامًا للطلبة بجامعة جورج واشنطن تضامنا مع غزة
الشرطة تفض بالقوة اعتصامًا للطلبة بجامعة جورج واشنطن تضامنا مع ...
موسكو تندد باتهامات «كاذبة» وجهتها لندن إلى الملحق الدفاعي الروسي
موسكو تندد باتهامات «كاذبة» وجهتها لندن إلى الملحق الدفاعي الروسي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم