Atwasat

الصين دون «صفر كوفيد».. فرحة الداخل ومخاوف الخارج

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 28 ديسمبر 2022, 02:58 مساء
WTV_Frequency

 أثار تخلي الصين هذا الشهر عن سياسة «صفر كوفيد» على غير توقع مخاوف عدة دول، منها الولايات المتحدة التي تفكر في فرض قيود على المسافرين الصينيين الوافدين إلى أراضيها، وفق تقرير لوكالة «فرانس برس».

عبر الصينيون عن فرح عارم بعد إعلان بكين، أول من أمس الإثنين، انتهاء فترات الحجر الإلزامية عند الوصول إلى البلد في الثامن من يناير. ويعني هذا القرار زوال آخر أركان السياسة الصينية المعروفة بـ«صفر كوفيد» التي تعزل البلد منذ حوالي ثلاث سنوات، وهي أثارت في أواخر  نوفمبر احتجاجات لم يشهد لها مثيل منذ عقود. وأفضى هذا الإعلان إلى التهافت على شراء تذاكر رحلات دولية، فشهدت أسعار هذه البطاقات ارتفاعا شديدا.

غير أن الخارج تلقى هذا النبأ بطريقة مختلفة تماما، علما أن الصين تواجه إحدى أكبر موجات الإصابات في العالم يزيد من شدتها تطور متحورات جديدة. وأعلن مسؤولون في الولايات المتحدة أمس الثلاثاء أن السلطات الأميركية تنظر في احتمال فرض قيود على المسافرين الوافدين من الصين، بعدما فرضت الهند واليابان فحوصات «بي سي آر» إلزامية على القادمين من الصين.

وقال مسؤولون أميركيون، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إن «المجتمع الدولي يشعر بقلق متزايد إزاء الطفرات الحالية لـ«كوفيد-19» في الصين وغياب بيانات شفافة في هذا الخصوص، لا سيما منها بيانات «التسلسلات الجينومية الفيروسية». وهم تطرقوا إلى المخاوف التي أعربت عنها منظمة الصحة العالمية في هذا الصدد، كاشفين أن الولايات المتحدة «تنظر في احتمال اتخاذ تدابير مشابهة» لتلك المتخذة في اليابان والهند وماليزيا.

فحوصات إلزامية في اليابان
اعتبارا من الجمعة، ستعيد اليابان فرض فحوصات «بي سي آر» إلزامية على المسافرين الوافدين من بر الصين الرئيسي. وأعلنت سلطات جزيرة تايوان التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها بدورها نيتها إجراء فحوصات للمسافرين الآتين من الصين القارية.

هذا الانقلاب المفاجئ في السياسة الصحية الصينية وضع حدا لحوالي ثلاث سنوات من الفحوصات المكثفة وتدابير الإغلاق والحجر المطولة التي ضعضعت سلاسل الإمدادات في البلد وزعزعت الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر الاقتصادات في العالم. وباتت المستشفيات مكتظة ومحارق الجثث متخمة ويشتكي السكان من نقص في الأدوية المضادة للحمى، في حين يبقى انتشار الفيروس في أوساط السكان المقدر عددهم بنحو 1.4 مليار خارجا عن السيطرة إلى حدّ بعيد.

وردا على سؤال حول القيود المعلنة من جانب اليابان، دعت وزارة الخارجية الصينية الدول الثلاثاء إلى الإبقاء على تدابير «علمية ومناسبة» ضد «كوفيد-19» لا تربك تنقلات البشر، حسب فرانس برس.

منذ مارس 2020، تعين على كل المسافرين الوافدين إلى الصين التقيد بحجر صحي إلزامي مدته ثلاثة أسابيع في بادئ الأمر قبل تخفيضها إلى أسبوع واحد في يونيو ثم خمسة أيام الشهر الماضي. ومن شأن إلغاء هذا التدبير في يناير أن يؤدي إلى إعادة تصنيف «كوفيد-19» إلى مرض معدٍ من الفئة «بي»، ما يسمح للسلطات بالتخفيف من إجراءات الترصد. وأعلنت سلطات الهجرة الصينية الثلاثاء استئناف منح جوازات السفر لأغراض السياحة وزيارة الأصدقاء في الخارج على نحو تدريجي اعتبارا من الثامن من يناير.

أرقام دون الواقع
يأتي اشتداد حدة الوباء في فصل الشتاء قبل بضعة أسابيع من رأس السنة القمرية في يناير، وهي مناسبة يسافر فيها ملايين الأشخاص للاحتفال مع عائلاتهم. وأقرت السلطات الصينية من جهتها بأنه من المستحيل تقييم نطاق الموجة الوبائية وهي خفضت من المعايير التي يُستند إليها لكي تنسب الوفاة إلى «كوفيد-19».

وأحصى المركز الصيني لمراقبة الأمراض والوقاية منها 5231 إصابة جديدة وثلاث وفيات بفيروس كورونا على الصعيد الوطني الأربعاء. ولا شك في أن هذه الأرقام هي دون التقديرات الفعلية لأنه لم يعد ينبغي للمرضى الإبلاغ عن حالاتهم.

وتستخدم السلطات معلومات مستقاة من استبيانات إلكترونية وزيارات إلى المستشفيات ووصفات أدوية ضد الحمى واتصالات بخدمة الطوارئ «لتنقيح الأرقام المعلن عنها»، بحسب ما أوضح المسؤول الصحي يين وينوو خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء. وفي ظل نقص الأدوية، تعتزم السلطات توزيع عقار «باكسلوفيد» الذي يؤخذ عن طريق الفم على المستشفيات المحلية والمستوصفات في البلدات.

لكن من الصعب جدا على المواطن العادي في الصين الاستحصال على هذا الدواء المطور في الولايات المتحدة والذي كان متوفرا خلال الأيام الأخيرة على منصة التجارة الإلكترونية «JD.com» وموقع «Meituan» قبل أن ينفد مخزونه.

هونغ كونغ في المرصاد
أما في هونغ كونغ حيث اعتمدت نسخة مخففة من سياسة «صفر كوفيد» الصينية، فقد طالبت السلطات اليابان الأربعاء برفع القيود على الرحلات المباشرة الآتية من المدينة والتي اعتمدت إثر ارتفاع الإصابات في الصين القارية. وتقضي هذه القيود خصوصا بخفض الرحلات المباشرة من هونغ كونغ إلى أربعة مطارات يابانية هي ناريتا وهانيدا في طوكيو وكانساي في أوساكا وتشوبو في ناغويا.

ولا يزال في وسع شركات الطيران المعنية تسيير طائرات خالية إلى هذه المطارات لنقل الركاب العالقين في الأيام المقبلة، بحسب سلطات هونغ كونغ. وأعربت وزارة النقل في هونغ كونغ عن «خيبة أملها الشديدة من هذا القرار الذي اتخذته السلطات اليابانية على عجالة في موسم الذروة للسياحة».

وهي كشفت أنها اتصلت بالقنصلية اليابانية في هونغ كونغ «للمطالبة رسميا» بإبطال هذا التدبير المزمع دخوله حيز التنفيذ الجمعة. ولن تفرض اليابان على المسافرين الوافدين من هونغ كونغ وماكاو فحوصات تشخيص للإصابة عند وصولهم إلى أراضيها، كما تنوي فعله مع الوافدين من الصين القارية اعتبارا من الجمعة.

طبقت هونغ كونغ نسخة مخففة من استراتيجية «صفر كوفيد» الصينية للتصدي للوباء، لكن مع فرض قيود على السفر هي من الأكثر شدة في العالم تركت مركز الأعمال هذا معزولا لأكثر من سنتين. وبدأت المدينة برفع هذه القيود أخيرا، منهية الحجر الإلزامي في الفنادق لكل الوافدين إليها في سبتمبر. ومذاك، ازدادت الرحلات الجوية في ظل تهافت سكان المدينة على السفر لتمضية إجازات أو زيارة الأقارب في الخارج.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إسبانيا تسحب سفيرتها لدى الأرجنتين بعد تصريحات ميلي عن سانشيز
إسبانيا تسحب سفيرتها لدى الأرجنتين بعد تصريحات ميلي عن سانشيز
طلاب جامعة «ييل» ينسحبون من حفل التخرج دعما لوقف الحرب على غزة
طلاب جامعة «ييل» ينسحبون من حفل التخرج دعما لوقف الحرب على غزة
مسلحون يقتلون 40 شخصًا في وسط نيجيريا
مسلحون يقتلون 40 شخصًا في وسط نيجيريا
«أسوشيتد برس» تتهم الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق بثها الحي من غزة ومصادرة الكاميرات
«أسوشيتد برس» تتهم الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق بثها الحي من غزة ...
خبراء قانون دوليون يدعمون طلب المدعي العام لـ«الجنائية الدولية» اعتقال نتنياهو وغالانت
خبراء قانون دوليون يدعمون طلب المدعي العام لـ«الجنائية الدولية» ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم