قبل 10 أيام من التصويت في الانتخابات التشريعية في إيطاليا المقررة في 25 سبتمبر الجاري، أثار تقرير أصدرته وزارة الخارجية الأميركية حول تمويل روسيا لكيانات حزبية ومرشحين في أكثر من 20 دولة، لم تحددها بالاسم، منذ العام 2014، بمبالغ تصل إلى 300 مليون دولار، مخاوف بشأن مدى تأثير النفوذ الروسي على الانتخابات التشريعية المقبلة في إيطاليا.

وعلى إثر هذا التقرير، طالبت أحزاب إيطالية بالكشف عن أي قوى سياسية تلقت دعمًا ماليًا مزعومًا من موسكو لتكون الرؤية واضحة قبل التصويت على الانتخابات العامة في إيطاليا الشهر الجاري.

روسيا تعمد إلى ممارسة عمل منهجي للفساد
 قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، إن روسيا تعمد إلى ممارسة عمل منهجي للفساد، وأضاف دراغي، أنه «من الواضح أن الحكومة الروسية، وهذا نتيجة عمليات إعادة بناء دولية واسعة النطاق للأحداث، قامت خلال العشرين عامًا الماضية بعمل منهجي للفساد في مجال الأعمال، الصحافة، السياسة وفي قطاعات عديدة أخرى في العديد من البلدان الأوروبية والولايات المتحدة».

-  لماذا تثير حملة الانتخابات التشريعية قلق أرباب العمل في إيطاليا؟
-  سالفيني يثير جدلا في إيطاليا لانتقاده العقوبات الأوروبية ضد روسيا
-  زعيمة حزب «إخوة إيطاليا» تستبعد تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات

وخلص رئيس الحكومة المستقيلة، الى القول إن «هذه أشياء معروفة (عن روسيا)، وليس هناك ما يدعو للدهشة»، لكن دراغي، عاد وأكد أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد له بُعد القوى السياسية الإيطالية عن التمويل الروسي. بحسب وكالة «آكي» الإيطالية.

 معرفة من يقيم علاقات غير مشروعة مع بوتين
ورأى وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويغي دي مايو، أن من حق المواطن الإيطالي معرفة من يقيم علاقات غير مشروعة مع رئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق وكالة «آكي» الإيطالية.

وأضاف الوزير دي مايو في تصريحات صحفية، الجمعة الماضية، أنه «إذا أخبرنا حلفاؤنا أن في دول مختلفة من العالم وفي أوروبا، أعطت روسيا 300 مليون للأحزاب، فأريد أن أعرف كمواطن إيطالي، بل لدي الحق بمعرفة من الذي يمتلك علاقات غير قانونية مع من هو السبب في رفع أسعار الفواتير بالنسبة للإيطاليين».

وعند سؤاله عن تعليق على وثيقة ثانية بشأن التمويل الروسي، أجاب دي مايو: «قلت إننا في تحديث دائم حول الموضوع مع حلفائنا الأميركيين، إنه أمر يستحق انتباهًا كبيرًا».

بينما قال وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني إن محاولات روسيا للتأثير على سياسات دول أخرى «ليست أمرًا جديدًا»، وذلك في معرض تعليقه على تقرير المخابرات الأميركية.

وأكد غويريني، القيادي في الحزب الديمقراطي، في تصريحات إذاعية، «أعتقد أنه يجب معالجة هذه القضايا بحذر، فهناك هيئات وطنية معنية بموجب القانون للتحقيق وسوف تقوم بذلك. لجنة أمن الجمهورية عقدت هذا الصباح جلسة استماع مع وكيل رئاسة مجلس الوزراء المفوض» للشؤون الأمنية.

وأضاف «ينبغي أن يظل الاهتمام مرتفعًا» بشأن هذه المسألة، لكنها «ليست موضوع اليوم» قبل أقل من 10 أيام على إجراء الانتخابات التشريعية في إيطاليا.

زعيم «حزب الرابطة» وزعيمة حزب «إخوة إيطاليا»
من جانبه، نفى زعيم «حزب الرابطة» الإيطالي ماتيو سالفيني وزعيمة حزب «إخوة إيطاليا» جورجيا ميلوني، الأربعاء الماضي، تلقي أي أموال من روسيا، وذلك على خلفية تقرير استخباراتي أميركي عن التمويل الروسي لأحزاب سياسية أجنبية، الذي وجه ضربة للحملة الخاصة بالانتخابات العامة المقرر إجراؤها في إيطاليا 25 سبتمبر الجاري.

وقالت ميلوني، المرشحة الأوفر حظا لتولي منصب رئيس الوزراء المقبل في إيطاليا، إنه «يمكن التحقق من جميع أشكال التمويل لدينا». وأضافت أنها على يقين أن حزب «إخوة إيطاليا» لا يتلقى أموالًا أجنبية، بحسب وكالة أنباء «أنسا» الإيطالية.