Atwasat

الجزائر: سيناريوهات ما بعد بوتفليقة

القاهرة - "بوابة الوسط" - حماد الرمحي الخميس 18 سبتمبر 2014, 10:47 مساء
WTV_Frequency

من يخلف الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة (77 سنة)؟.. وما هو السيناريو الذي تنتظره بلد المليون شهيد؟.. وهل يستعيد «الإسلام السياسي» حلم 1991 ويعود إلى الواجهة بقوة؟.. أم سيستمر الجيش الجزائري في إحكام قبضته على البلاد، والعبور بمنعطف ما بعد «بوتفليقة» بسلام وأمان؟.. أسئلة كثيرة تدور اليوم في الأوساط السياسية والشعبية الجزائرية والعربية مع تسرب أنباء بين حين وآخر عن تدهور صحة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة.

«بوابة الوسط» طرحت هذه الأسئلة على خبراء وسياسيين للتعرف من خلالهم على السيناريوهات المحتملة لمرحلة ما بعد بوتفليقة.

استنساخ «بوتفليقة» جديد!
يقول سفير مصر السابق لدى الجزائر إبراهيم يسري الذي يشير إلى أن صداقة شخصية تربطه بالرئيس بوتفليقة إنه يثق أن «بوتفليقة» لديه خطط استراتيجية لترتيب البيت الجزائري حتى بعد رحيله.

السفير إبراهيم يسري: الجيش الجزائري لن يسمح بانقلاب عسكري، ولن يقبل استيلاء التيارات الإسلامية على السلطة.

وأضاف يسري، أن الجزائر لن تنزلق في منزلق الإرهاب مرة ثانية، حتى في غياب بوتفليقة لوجود توافق شديد، وترتيبات كبيرة بين الجيش الجزائري والرئيس حول كافة المسائل الداخلية والخارجية، إلى جانب أن الجيش الجزائري يتميز بالذكاء، حيث نجح بالفعل في الاستيلاء علي السلطة وإدارة شؤون البلاد بطريقة مرضية لمعظم الأطراف داخل وخارج الجزائر.

وشدد سفير مصر السابق بالجزائر على أن الجيش الجزائري لن يسمح بوجود انقلاب عسكري على السلطة كما تردد بعض وسائل الإعلام، ولن يسمح للتيارات الإسلامية المتشددة بالاستيلاء على السلطة، ولن يسمح بعودة الإرهاب للبلاد، وسيقوم بإعادة إنتاج تجربة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وبنفس النهج الديمقراطي، مستبعدًا أن يكون رئيس الجزائر القادم من خارج المؤسسة العسكرية.

لعنة مصر وتونس تلاحق إخوان الجزائر!
ومن جانبه استبعد الخبير العسكري اللواء أركان حرب محمد الزيني سيناريو وصول تيار الإسلام السياسي إلى السلطة بعد رحيل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، مشيرًا إلى أن ثورات الربيع العربي نجحت في إضعاف صورة هذا التيار، بعد أن فشل في الحكم وإدارة شؤون البلاد في مصر وتونس وليبيا.

وأوضح الزيني أن تجربة 1991 التي مرت بها الجزائر وفازت فيها «جبهة الإنقاذ الإسلامية» بقيادة عباسي مدني وعلي بلحاج، وأبطلها حينئذ الجيش لن تتكرر في 2014 أو في مرحلة ما بعد بوتفليقة، بسبب القبضة الحديدية للجيش الجزائري، كما أن عمليات الإرهاب التي شهدتها الجزائر بعد انتخابات 1991 والتي استمرت عشر سنوات وراح ضحيتها الآلاف من الجزائريين لن يسمح الشعب الجزائري بتكرارها مرة ثانية.

وأضاف أن حركة الإسلام السياسي في الجزائر شهدت خلال السنوات الـ20 الماضية هزات كثيرة أدت إلى تشرذمها وتوزعها على عدد من الأحزاب والتيارات، بعضها تعاون مع النظام القائم وشارك في حكوماته، وبعضها ظل في المعارضة، وبعضها مازال محظورًا، فهناك على سبيل المثال «حركة مجتمع السلم» انخرطت في العمل السياسي وتعاونت مع النظام، وهناك «حركة النهضة» التي أسست على أنقاضها «حركة الإصلاح الوطني» التي انشقت بدورها إلى كيانين هما «جبهة العدالة والتنمية» و«حزب الجزائر الجديدة».

المرشحون لخلافة «بوتفليقة»
عقب تسريب بعض الأخبار عن تدهور صحة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، تداولت وسائل الإعلام العربية والأجنبية، والدوائر السياسية مجموعة أسماء لخلافته، إلا أن أكثرها تقترب من شخصيات مرتبطة بالمؤسسة العسكرية، يأتي في مقدمتهم الجنرال عبدالغني الهامل المدير العام للأمن الوطني، وهو خريج المدرسة العسكرية العليا بشرشال سنة 1979 وتدرج في الرتب العسكرية حتى عُيّن 2007 قائدًا للحرس الجمهوري الجزائري، وظل يشغل هذا المنصب حتى تم تعينه على رأس المديرية الوطنية للأمن الوطني في 2010 وحتى الآن.

عبدالمالك سلال
ومن أبرز الشخصات المرشحة لخلافة «بوتفليقة» حسبما أوردت «بي بي سي» رئيس الوزراء الحالي عبدالمالك سلال، ويعتبر سلال أول رئيس حكومة في عهد رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عبدالعزيز بوتفليقة، حيث يتمتع بثقة الرئيس مما جعله المشرف الأول على حملته في الانتخابات الرئاسية السابقة سنة 2009، كما أن سلال يتمتع بثقة المؤسسة العسكرية، وهناك تفاهم كبير بين سلال والجيش.

لويزة حنون: البلاد بحاجة إلى إعادة بناء شاملة، وتحذر من تصدير أزمات «الربيع العربي» للجزائر.

ويلي عبدالمالك سلال وزير الصناعة الشريف رحماني، وعلي بن فليس رئيس الحكومة السابق، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد أويحيى، الذي يشكل أحد الخيارات المطروحة على قائمة الجيش الجزائري، وهو معروف بقربه من المؤسسة العسكرية وتنفيذه لسياسة بوتفليقة الذي أبقاه في منصبه كرئيس حكومة مرتين قبل أن يعينه وزيرًا أولاً، وشغل أويحيى منصب رئيس الحكومة أربع مرات منذ سنة 1995 وحتى 2012.

شبح «الربيع العربي»
وترى الأمينة العامة لحزب العمال الجزائري المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية الجزائرية الماضية لويزة حنون أن البلاد بحاجة إلى «إعادة بناء شاملة»، محذرة في الوقت نفسه من خطر قيام جهات خارجية بالتسبب بالمواجهات المذهبية بين السنة والإباضيين بالبلاد، ومحاولات تصدير أزمات «الربيع العربي»، حسب قولها لـ«بي بي سي».

وأضافت حنون: «إن من الواجب إجراء إعادة بناء شاملة للبلاد تتضمن وضع مؤسسات جديدة تضمن الفصل بين السلطات واستقلالية القضاء في إطار دولة مدنية تضمن عدم استغلال الدين لأغراض السياسة».

وطالبت المرشحة الرئاسية السابقة بتداول حقيقي للسلطة لا يشمل من كانوا من قبل في هرم السلطة، محذرة السلطات الجزائرية من سيناريوهات «الربيع العربي» إذا لم يستجب النظام لمطالب الشعب وطموحاته نحو الديمقراطية.

واتهمت حنون «جهات خارجية تتكلم باسم الدفاع عن حقوق الإنسان وتحركها منظمات حكومية وغير حكومية أجنبية بالتسبب في الأحداث التي تشهدها غرداية، والتأليب بين المالكيين والإباضيين بهدف ضرب الاستقرار الوطني والمساس بوحدة النسيج الوطني».

الجزائر: سيناريوهات ما بعد بوتفليقة
الجزائر: سيناريوهات ما بعد بوتفليقة

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أوكرانيا تندد بهجوم روسي «ضخم» على بنيتها التحتية
أوكرانيا تندد بهجوم روسي «ضخم» على بنيتها التحتية
هل تحقق روسيا في واقعة قتل مراسل «فرانس برس» بأوكرانيا؟.. الكرملين يوضح
هل تحقق روسيا في واقعة قتل مراسل «فرانس برس» بأوكرانيا؟.. ...
روسيا تؤكد ضرب مواقع عسكرية وشبكة الطاقة الأوكرانية
روسيا تؤكد ضرب مواقع عسكرية وشبكة الطاقة الأوكرانية
شعبية الولايات المتحدة تتراجع عالميا بسبب دعم حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة
شعبية الولايات المتحدة تتراجع عالميا بسبب دعم حرب الإبادة ...
الشرطة تفض بالقوة اعتصامًا للطلبة بجامعة جورج واشنطن تضامنا مع غزة
الشرطة تفض بالقوة اعتصامًا للطلبة بجامعة جورج واشنطن تضامنا مع ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم