Atwasat

العلاج الجيني أمل جديد للأطفال المصابين بالصمم

القاهرة - بوابة الوسط السبت 27 يناير 2024, 05:13 مساء
WTV_Frequency

أحدث التطور الذى حققه الأطباء في علاج صبيّاً في الحادية عشرة كان يعاني منذ ولادته الصمم الشديد حالة من التسارع الى تلك العلاجات الجينية الرائدة للأطفال المصابين بالصمم الوراثي، أطلقها عدد من الفرق الطبية بمختلف أنحاء العالم.

ورغم أن هذه العلاجات الجينية تتعلق في الوقت الراهن بعدد قليل جداً من المرضى، فإن اعتمادها يمثل تقدماً قد يكون ثورياً من شأنه أن يغيّر قواعد اللعبة، حسب وكالة «فرانس برس».

وأوضح مدير الأبحاث السريرية في قسم طب الأنف والأذن والحنجرة في المستشفى جون جيرميلر أن «العلاج الجيني الذي طُبِّقَ على المريض عصام دام يهدف إلى تصحيح خلل جين نادر جداً».

علاج جيني مكن صبيا من المغرب يبلغ 11 عاما من السمع للمرة الأولى
دواء مستخلص من سم العنكبوت لعلاج القاتل الأول في العالم
الأول من نوعه.. بريطانيا تمنح الضوء الأحضر لعلاج جيني لاضطرابات الدم

وشهد في هذا المجال نجاحا مكن صبيّاً في الحادية عشرة يعاني منذ ولادته الصمم الشديد تمكّن بعد خضوعه لعلاج جيني جديد من أن يسمع للمرة الأولى في حياته، على ما أعلن مستشفى في مدينة فيلادلفيا الأميركية الثلاثاء.

وبعد نحو أربعة أشهر، تحسّن سمع عصام إلى حد أنه بات يعاني فقط فقدان السمع الخفيف إلى المتوسط، لكنّ الصبيّ قد لا يتمكن من التحدث أبداً، لأن الجزء من الدماغ المخصص لاكتساب الكلام يتوقف عن العمل في سن الخامسة تقريباً.

وكشفت دراسة نُشرت يوم الخميس في مجلة «لانسيت» الطبية أن علاجاً مماثلاً أُجري في الصين لستة أطفال صمّ مكّن خمسة منهم من استعادة سمعهم.

وأوضح المشارك في إعداد الدراسة والباحث في مستشفى «ماساتشوستس آي أند إير» في الولايات المتحدة تشنغ يي تشن أن «بعض هؤلاء الأطفال بات يستطيع إجراء محادثة عادية والتحدث بالهاتف».

ولم يكن لدى اثنين من هؤلاء الأطفال قبل العملية غرسات في الأذن، لذا لم يكن بإمكانهما السمع أو التحدث على الإطلاق. أما اليوم، فاستعادا سمعهما.

فقدان السمع بسبب خلل في الأوتوفيرلين
وأعلنت فرنسا في وقت سابق من هذا الأسبوع أنها تبدأ قريباً تجربة سريرية لتقويم فاعلية دواء جديد مماثل يوفّر علاجاً جينياً.

وسيستهدف هذا العلاج الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 12 و31 شهراً يعانون كعصام والأطفال الذين شملتهم دراسة «لانسيت»، متحوّرات في جين «أوتوف» الذي لم يعد قادراً على إنتاج الأوتوفيرلين، وهو بروتين تحتاجه الخلايا الحسية في الأذن الداخلية لتحويل الاهتزازات الصوتية إلى إشارات كهربائية ترسل إلى الدماغ.

وقالت المديرة العامة لشركة «سانسوريون» الفرنسية للتكنولوجيا الحيوية التي تعمل على تطوير هذا الدواء نوال أوزرن لوكالة فرانس برس إن «ميزة هذا العلاج تكمن في إعطائه للأطفال الصغار جداً، مما يساعدهم على اكتساب اللغة».

ومن المفترض أن يتيح العلاج الذي سيتم حقنه مباشرة في الأذن الداخلية للأطفال تصحيح الخلل الجيني وبالتالي إعادة السمع إليهم.

وتشكّل كل هذه التجارب تتويجاً لعقود من الأبحاث. وأفادت البروفيسورة كريستين بوتي من معهد باستور لوكالة «فرانس برس» إن «التجربة الفرنسية التي تشارك فيها هذه المؤسسة مع جهات أخرى تستند بالكامل إلى أبحاث أجريت في المعهد».

ففي العام 1999، اكتشف فريقها هذا الجين الذي يؤدي إلى الصمم العميق أو الشديد لدى الأطفال الحديثي الولادة، قبل أن يوضح دور الأوتوفيرلين.

تغيير قواعد اللعبة
وأثبت الفريق في العام 2018، بالتعاون مع باحثين أميركيين أن نقل نسخة طبيعية من هذا الجين إلى أذن فئران صماء تحمل متحوراً في الجين نفسه، يمكن أن يجعل سمعها شبه طبيعي. ولم يكن ينقص تالياً سوى تطبيق هذه التقنية على البشر.

وتوقعت أخصائية طب الأنف والأذن والحنجرة للأطفال وجراحة الرأس والرقبة في المستشفى المشارك في التجربة «نيكر-آننفان مالاد آب-أش ب» ناتالي لوندون أن «من شأن هذا العلاج تغيير قواعد اللعبة، وهو خطوة تكنولوجية ستحدث ثورة».

وأضافت أن «الهدف يتمثل في التمكّن من توفير هذا العلاج للأطفال بدلاً من زرع الغرسات التي لا تكون دائماً فاعلة. إلاّ أن عدداً محدوداً جداً من المرضى سيفيدون منه في السنوات المقبلة».

فمع أن نحو طفل واحد من كل ألف يولد مصاباً بالصمم الوراثي، فإن المتحور الجيني الذي يركّز عليه هذا العلاج اليوم موجود لدى 3 % فحسب من الحالات، أي نحو عشرة مرضى سنوياً في فرنسا.

ورُصدت في الأعوام الثلاثين الأخيرة مئات الجينات الأخرى التي يؤثر وجودها على السمع. ويأمل الباحثون أن يفتح هذا العلاج الأول الباب أمام علاجات أخرى.

وبالتعاون مع معهد باستور، تعمل «سانسوريون» على التوصل إلى دواء ثانٍ يستهدف جيناً تتسبب متحوراته بالأشكال الأكثر شيوعاً من الصمم عند الولادة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مرض «ستيفنز جونسون».. أعراضه وما هي طرق الوقاية منه؟
مرض «ستيفنز جونسون».. أعراضه وما هي طرق الوقاية منه؟
«حمى الضنك» تستشري في بيرو.. وإصابات قياسية في البرازيل والأرجنتين
«حمى الضنك» تستشري في بيرو.. وإصابات قياسية في البرازيل ...
أطباء يابانيون يقاضون «خرائط غوغل» بسبب تقييمات سلبية يتلقونها عليه
أطباء يابانيون يقاضون «خرائط غوغل» بسبب تقييمات سلبية يتلقونها ...
منظمة الصحة العالمية توافق على لقاح مبسط ضد الكوليرا لمواجهة النقص العالمي
منظمة الصحة العالمية توافق على لقاح مبسط ضد الكوليرا لمواجهة ...
دراسة تبين وجود صلة بين بعض المستحلبات والإصابة بمرض السكري
دراسة تبين وجود صلة بين بعض المستحلبات والإصابة بمرض السكري
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم