مع عودة إصابات متحور فيروس «كورونا» في ليبيا وعدة دول بأنحاء العالم، وصف المركز الوطني لمكافحة الأمراض الوضع الذي تواجه فيه ليبيا الأمراض التنفسية بـ«المعركة»، ودعا إلى ضرورة اتباع الإرشادات الصحية، للوقاية من الأمراض المعدية، وذلك بعد أيام من تحذيره من احتمال «زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال الفترة المقبلة نتيجة انتشار المتحور الجديد».

وشدد المركز الوطني على ضرورة اتباع هذه النصائح، وتشجيع الآخرين عليها، خصوصا أن «الوقاية خير من العلاج». ومن هذه النصائح: استخدام معقم اليدين الذي يحتوي على نسبة عالية من الكحول في تنظيف الأيدي بشكل فعال، وتغطية الفم والأنف بمنديل ورقي أو بثني المرفق عند العطس أو السعال، والبقاء في أماكن ذات تهوية جيدة، وتجنب لمس الوجه بشكل متكرر، خاصة بعد لمس الأسطح العامة مثل الأبواب والأجهزة الإلكترونية، والحفاظ على نظافة المنزل والمحيط الشخصي، وأخيرا تلقي التطعيمات اللازمة وفقا للبرامج الوطنية للتطعيم.

ارتفاع عدوى الأمراض التنفسية
وقبل أيام، أكد المركز أن ليبيا سجلت ارتفاعا ملحوظا في عدوى الأمراض التنفسية منذ بداية أكتوبر الماضي، وأن الحالات تراوحت بين البسيطة والخطيرة مع تسجيل عدد من الوفيات، موضحا أن سبب هذه الأمراض هو فيروس إنفلونزا «A» وفق عينات سحبتها فرق الرصد. العينات شملت الحالات الخطيرة، وحالات التنفس الرئوي الحادة، مع إصابة نسب كبيرة من حالات الالتهاب التنفسي كانت بسبب عدوى بكتيرية.  

للاطلاع على العدد 425 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وأكد المركز، في بيان، أن حالات الإصابة بفيروس «كورونا» تعد قليلة، وأن معظم حالات الإصابة عند الأطفال كانت نتيجة عدوى الفيروس المخلوي. وحذر من احتمال «زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال الفترة المقبلة نتيجة انتشار المتحور الجديد».
وأضاف: «هذا الوضع قد يؤدي إلى ازدياد حالات الإيواء في المستشفيات، خاصة لدى الفئات الهشة مثل كبار السن وذوي الأمراض المزمنة وذوي المناعة المنخفضة، وغيرهم».

«مكافحة الأمراض» يتوقع ازدياد إصابات «كورونا»
ونهاية ديسمبر الماضي، توقع المركز الوطني لمكافحة الأمراض ازدياد حالات الإصابة بفيروس «كورونا» خلال الفترة المقبلة، مرجعا ذلك إلى «انتشار المتحور الجديد JN.1»، وبالتالي ارتفاع حالات الإيواء في المستشفيات، خاصة للفئات الهشة مثل كبار السن وذوي الأمراض المزمنة وذوي المناعة المنخفضة. توقعات المركز أعلنها في بيان، وأشار فيه إلى تسجيل ارتفاع ملحوظ بعدوى الأمراض التنفسية منذ بداية أكتوبر الماضي، بينما تراوحت الحالات بين البسيطة والخطيرة مع إحصاء عدد من الوفيات.

كما لفت البيان إلى سحب فرق المركز عينات من المصابين بأعراض الأمراض التنفسية من بعض المستشفيات والمراكز الصحية، وتحليلها معمليا، حيث تبين أن نتائج غالبية العينات كانت لفيروس الإنفلونزا «A»، وشملت الحالات الخطيرة وحالات التنفس الرئوي الحادة، بالإضافة إلى أن نسبة كبيرة من حالات الالتهاب التنفسي كانت بسبب عدوى بكتيرية، ولوحظ أن حالات الإصابة بفيروس «كورونا» كانت «قليلة». كما أن معظم حالات الإصابة عند الأطفال جاءت نتيجة عدوى الفيروس المخلوي.

- «مكافحة الأمراض» ينفي التوصية باستخدام أدوية معينة للعلاج من الإنفلونزا أو الوقاية منها
- «مكافحة الأمراض» يتوقع ازدياد إصابات «كورونا».. فما هي علاقة المتحور الجديد؟

المركز الوطني لمكافحة الأمراض نصح باتخاذ تدابير احترازية للوقاية من العدوى، منها: الحرص على أخذ تطعيمات الإنفلونزا، واستخدام الكمامات في الأماكن المزدحمة والمغلقة وسيئة التهوية، والحفاظ على مسافة آمنة داخل تلك الأماكن، والحرص على تحسين سريان التهوية الجيدة، والحفاظ على الآداب التنفسية عند السعال والعطس، وتنظيف اليدين بشكل مستمر، والبقاء في المنزل عند الإحساس بظهور الأعراض أو العدوى. 

شحنة تطعيمات إلى 30 بلدية في المنطقة الشرقية
يذكر أن متحور «كورونا» الجديد سريع الانتشار، وقد يتسبب في أمراض تنفسية تصل إلى حدوث التهابات رئوية في بعض الحالات، ويتزامن ظهوره مع انتشار الفيروسات الموسمية مثل الإنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي، والالتهاب الرئوي الشائع في مرحلة الطفولة، وفق منظمة الصحة العالمية.

وفي 31 ديسمبر الماضي، أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض إرسال شحنات التطعيمات المدرسية والروتينية إلى المنطقة الشرقية، لتوزيعها على ثلاثين بلدية. وقبلها بأيام، أرسل المركز شحنات من التطعيمات المماثلة إلى مناطق الجبل، لتُوزع على أربع عشرة بلدية.

وقال المركز، في منشور عبر صفحته على «فيسبوك»، إن أسطول نقل التطعيمات سيصل المنطقة الشرقية، لتغطية احتياجات ثلاثين بلدية، حيث جرى توزيعها على ثلاثة أيام. وأوضح أن التطعيمات يجرى توزيعها على مستحقيها في كل المناطق، بالإضافة إلى تعزيز فكرة المواظبة على ضرورة إعطاء التطعيمات، ودورها في الحفاظ على الصحة.

عمليات التطعيم مستمرة للوقاية من الأمراض التنفسية في أحد المراكز الطبية بالمنطقة الشرقية: (أرشيفية: الوسط)