أعلن باحثون في جامعة ستيلينبوش بجنوب أفريقيا أن تناول العقار «ليفوفلوكساسين»، وهو مضاد حيوي مُعتمد منذ 1998، 6 أشهر «يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالسلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة بين البالغين والأطفال». وأوضحت نتائج الدراسة التى عرضت، الخميس، في مؤتمر الاتحاد العالمي لصحة الرئة في باريس، أن هذا العلاج الذي يؤخذ عن طريق الفم مرة واحدة يوميا «كان آمناً تماماً بالنسبة إلى الأطفال أيضاً».
واكتشف الباحثون فاعلية «ليفوفلوكساسين»، حسب ما ذكرته جريدة «الشرق الأوسط»، الذى يُستخدم في علاج مجموعة متنوّعة من العدوى البكتيرية، بما فيها التهابات الجهاز التنفسي، والتهابات المسالك البولية، والتهابات الجلد، وبعض التهابات الجهاز الهضمي.
ويُعدّ السلّ المقاوم للأدوية المتعددة أمراً معقداً في العلاج، مع ارتفاع تكاليفه على الأسر والخدمات الصحية.
يقلّل نسبة الإصابة 45%
ويُصاب نحو 500 ألف شخص كل عام بالسلّ المقاوم للمضادات الحيوية المتعدّدة حول العالم. ولا يزال السلّ سبباً رئيسياً للوفاة بين الأطفال، خصوصاً أولئك الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، ولا يُشخَّص ويُعالَج سوى 10 - 15% من الأطفال المصابين به، مما يجعلهم من أكثر السكان المصابين بالسل إهمالاً على مستوى العالم، وفق الباحثين.
وأجرى الفريق تجربتين سريريتين لاختبار «ليفوفلوكساسين» في مواجهة السلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة: الأولى شملت 2041 من البالغين والأطفال يعيشون مع مصاب بالمرض في المنزل، ووجدت أن «ليفوفلوكساسين» يقلّل من خطر الإصابة بالمرض 45%. بينما وجدت التجربة الثانية، التي شملت 922 طفلاً ومراهقاً تعرّضوا للإصابة بالمرض عبر شخص بالغ مصاب في أُسرهم، أن «الدواء قلّل بأمان من خطر الإصابة بالمرض لدى الأطفال بـ56%».
وأصيب 5 أطفال (1.1%) بعد عام ممن أُعطوا الـ«ليفوفلوكساسين» بالسلّ، مقارنة بـ12 (2.6%) ممن تلقوا علاجاً وهمياً. وأظهرت التجربتان قدرة «ليفوفلوكساسين» على وقف خطر الإصابة بالسلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة بين الأسرة، مما يحدّ من التأثير العالمي لهذا المرض الخطير.
ويقول الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة ستيلينبوش، الدكتور جيمس سيدون: «يُعدّ السلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة أحد أبرز الأمراض التي يصعب علاجها، وكان الأطفال دائماً هم المرضى الأكثر إهمالاً». مضيفا عبر موقع «يوريك أليرت»: «من خلال إيجاد طريقة جديدة للحفاظ على سلامة الأطفال عندما يُصيب السلّ المقاوم للأدوية المتعدّدة أحد أفراد الأسرة، فإننا نساعد الأسرة بأكملها على التعافي بشكل أسرع».
تعليقات