كشفت دراسة حديثة أن الحبوب المضادة لفيروس «كوفيد-19» التي أنتجتها شركة «ميرك» الأميركية تسبب طفرات في الفيروس يمكنها أن تنتشر بين البشر، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الحبوب لها دور محتمل في تسريع تطور الفيروس.
ومن شأن تلك النتائج زيادة التدقيق بشأن فائدة علاج «مولنوبيرافير» المضاد لـ«كوفيد-19»، وهو من أوائل الأدوية المضادة للفيروس التي كانت متاحة في أنحاء العالم خلال فترة الجائحة، كما نقلت شبكة «سي إن بي سي» الأميركية.
دراسة صادمة: زيادة كبيرة في إصابات السكري بين الأطفال خلال جائحة «كوفيد-19»
نشر نتائج دراسة موسعة حول الصلة بين لقاحات «كورونا» واضطرابات الدورة الشهرية
آلية عمل علاج « مولنوبيرافير»
ويعتمد علاج «مولنوبيرافير» على إحداث طفرات في المعلومات الجينية لفيروس «كوفيد-19»، مما يضعف الفيروس أو يدمره ويقلل من كميته في الجسم.
ومع ذلك، وجدت الدراسة التي نشرت أمس الإثنين في مجلة «نيتشر» العلمية، أن «كوفيد-19» يمكن أن ينجو في بعض الأحيان من العلاج باستخدام «مولنوبيرافير»، مما يؤدي إلى نسخ متحورة من الفيروس تبين أنها تنتشر إلى مرضى آخرين.
وحلل الباحثون من الولايات المتحدة وبريطانيا 15 مليون من جينات «كوفيد-19» للتحقق من الطفرات التي حدثت وتوقيت حدوثها. ولاحظوا زيادة معدل حدوث الطفرات خلال العام 2022 بعد انتشار استخدام حبوب «مولنوبيرافير» في دول عدة حول العالم.
لكن الدراسة لفتت كذلك إلى أنه لا يوجد دليل قاطع على أن حبوب «مولنوبيرافير» أنتجت متحورات أكثر شدة من «كوفيد-19». ومن شأن تلك النتائج مساعدة الباحثين في تقييم أضرار ومنافع علاج «مولنوبيرافير» وغيره من العلاجات المتاحة المضادة لـ«كوفيد-19».
ورفض ناطق باسم شركة «ميرك» من جانبه نتائج الدراسة، لافتا إلى أن البحث لم يوثق أي دلائل على انتقال الطفرات بين البشر.
زيادة الإصابات بـ«كوفيد-19»
وتأتي نتائج الدراسة في الوقت الذي تشهد فيه دول عدة حول العالم زيادة في أعداد الإصابات بفيروس «كوفيد-19»، مدفوعا بسلالات جديدة من الفيروس.
وعلى الرغم من استخدامه بشكل موسع خلال فترة الجائحة، إلا أن استخدام حبوب «مولنوبيرافير» تراجع في الولايات المتحدة ودول عدة حول العالم خلال العام الجاري، وتراجعت مبيعات العلاج بنسبة 83% خلال الربع الثالث إلى 200 مليون دولار من مليار دولار حققها من المبيعات في الفترة نفسها من العام 2022.
ووافق إدارة الغداء والدواء الأميركية للمرة الأولى على حبوب «مولنوبيرافير» للاستخدام الطارئ نهاية العام 2021، لكنها عادت وأوصت بعدم استخدامه خلال فترة الحمل، ومنعت استخدامه لمن هم أقل من 18 عام لتأثيره السلبي على نمو العظام.
تعليقات