Atwasat

«الفن بوصفة طبية» طريقة لمعالجة المرضى النفسيين في فرنسا

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 11 يناير 2023, 04:30 مساء
WTV_Frequency

تحت السقف العالي لكلية صيدلة قديمة حُوّلت إلى مركز للفن المعاصر في مدينة مونبيلييه الساحلية (جنوب فرنسا)، يتعلم أندريه وكيفن وأمبر صنع الفخاريات على مرأى من إحدى الفنانات.. وأُرسل هؤلاء الثلاثة من طبيبهم للمشاركة في برنامج تجريبي يعتمد الفن وسيلة للعلاج النفسي.

يختلف هؤلاء المرضى الثلاثة في أعمارهم ومسيرة حياتهم، لكنهم يتشاركون نوبات الاكتئاب أو القلق نفسها، ويتابعهم قسم الطوارئ النفسية وما بعد الطوارئ في مستشفى مونبيلييه الجامعي، وفق «فرانس برس».

ولم يكن هؤلاء الثلاثة مهتمين بشكل خاص بالفنون في ما مضى، لكنهم اتبعوا الخطوات المطلوبة منهم بالكامل في إطار هذا العلاج غير الاعتيادي الذي يستمر بضعة أسابيع تحت عنوان «الفن بوصفة طبية».

بالنسبة إلى مركز الفن المعاصر في المدينة Mo.Co، وقسم الطب النفسي بالمستشفى الجامعي، ثمة «قناعة» مشتركة بأن هناك «حاجة ملحّة لزيادة الوعي العام بفوائد الالتزام الفني على الصحة العقلية»، وفق البروفيسور فيليب كورتيه من مركز المستشفى الجامعي في مونبيلييه.

هذا المشروع غير المسبوق في فرنسا، المستوحى من تجارب سابقة في بلجيكا وكندا والمملكة المتحدة، لديه طموح واحد، «إخراج المرضى من المستشفى عن طريق وصف الفن لهم»، بحسب كورتيه.

- إغلاق مؤسسات بلغارية للعناية بالمرضى النفسيين

- مراكز الشرطة البريطانية تستقبل آلاف المرضى النفسيين

وتقول الطالبة أمبر كاستيل (17 عاما)، بابتسامة على محياها «هذا يحررنا بقوة»، وذلك خلال صبها مادة البارافين في قالب من الطين. وتضيف «عندما أكون هنا، أشعر أن كل ما يمكن أن يزعجني يتبدد». أما كيفن جينيست (23 عاما)، فيشير إلى أن «القلق الطبيعي يتلاشى» لديه. ويقول «يمكن استشارة علماء النفس، ولكن أفضل شيء هو القيام بأعمال يدوية، لأخرج ما في مكنونات نفسي»، مبديا سروره بلقاء «أشخاص يعانون المشكلات نفسها»، ومعربا عن استعداده «للذهاب إلى المتحف بوتيرة أكبر».

كسر العزلة
وتوضح الفنانة البصرية سوزي لولييفر «إنها ورشة عمل حول المواد اللينة المرنة، والتي تتشوه وتنتقل من الحالة الصلبة إلى السائلة، عند ملامستها لليد، ما يسمح بالانخراط في التجربة».

إلى جانبهم، يبدي أندريه بروسو (60 عاما)، سروره هذه المرة بـ«تحسين» طريقته في استخدام يديه، بعد أن بدأ في العام الماضي تعلم أصول التعبير الجسدي، تحت إشراف الراقصة آن لوبيز. ويتذكر قائلا «لقد منحني الرقص فن الاندماج في مجموعة، وهو ما لم يكن سهلا في البداية، فضلا عن ثقة أكبر في الطريقة التي أعبّر بها عن نفسي، لتحريك نفسي».

وتؤكد خبيرة الطب النفسي في مستشفى مونبيلييه الجامعي إيلودي ميشال «هنا، ليس الفنانون هم من يذهبون إلى المرضى، ولكن المرضى هم من يذهبون إلى المتحف ويلتقون بالفنانين ويدخلون عالمهم».

في العام 2022، اشتمل هذا البرنامج على ثلاث مجموعات من حوالى عشرة مرضى. ويشمل ذلك رحلات فنية لمدة شهر، وزيارات للمعارض وورش عمل لتعلم ممارسات فنية. في كل جلسة، رافقهم طالب فنون جميلة ومتدرب في الطب النفسي، ولا سيما المسؤول عن التقييم العلمي للمشروع.

هذه التجربة مجانية تماما للمشاركين، يتم تمويلها من جانب مركز Mo.Co الفني ووكالة الصحة الإقليمية والمديرية الإقليمية للشؤون الثقافية، بالإضافة إلى مدينة مونبيلييه التي تضم أقدم كلية طب لا تزال في الخدمة في العالم.

ويقول مدير مركز Mo.Co الفني نوما أمبورسين «نأمل أن يمتد هذا البرنامج ليشمل الجميع وأن يصبح ممكنا تسديد ثمنه عن طريق الضمان الاجتماعي»، مشددا على أنه في كندا يمكن للأطباء المعالجين أن يصفوا ما يصل إلى 50 زيارة متحف في السنة لمرضاهم.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«حمى الضنك» تستشري في بيرو.. وإصابات قياسية في البرازيل والأرجنتين
«حمى الضنك» تستشري في بيرو.. وإصابات قياسية في البرازيل ...
أطباء يابانيون يقاضون «خرائط غوغل» بسبب تقييمات سلبية يتلقونها عليه
أطباء يابانيون يقاضون «خرائط غوغل» بسبب تقييمات سلبية يتلقونها ...
منظمة الصحة العالمية توافق على لقاح مبسط ضد الكوليرا لمواجهة النقص العالمي
منظمة الصحة العالمية توافق على لقاح مبسط ضد الكوليرا لمواجهة ...
دراسة تبين وجود صلة بين بعض المستحلبات والإصابة بمرض السكري
دراسة تبين وجود صلة بين بعض المستحلبات والإصابة بمرض السكري
للمرة الثانية.. جراحون أميركيون يزرعون كلية خنزير لمريض حي
للمرة الثانية.. جراحون أميركيون يزرعون كلية خنزير لمريض حي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم