بعض من يتبعون حمية غذائية يبحثون عن طرق سريعة لإنقاص الوزن الزائد دون الانتباه إلى طبيعة النظام الغذائي وكيفية تأثر جميع أجهزة الجسم به.

أضرار الحمية الغذائية الخاطئة قد تكون كبيرة، لدرجة أنها قد تؤثر على بعض العمليات الحيوية في الجسم لفترة طويلة وأنت حينها لا تدري.

وفي ذلك يقول إخصائي التغذية العلاجية الدكتور محمد راضي إن البعض يعتقد عند إنقاصه من كمية طعامه أو عدم تناوله إحدى الوجبات أو اتباع نظام غذائي قاس سيفقد الكثير من الوزن، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، لأن كل إنسان له نظامه الغذائي الخاص به، لأننا نختلف في أعمارنا وحالتنا الصحية والحركية والفسيولوجية لأجسادنا، لذا النظام الغذائي الذي يناسبني قد لا يناسب غيري، فالكثير من الناس يستمدون نظامهم الغذائي من خلال الإنترنت أو من تجارب سابقة لأصدقاء، مما يسبب العديد من المخاطر، فالرجيم أو النظام الغذائي الخاطئ غير المتابع من طبيب مختص يسبب مخاطر قد تصل إلى جلطات في القلب أو هبوط في الدورة الدموية.

ويضيف الدكتور راضي، أن السر في الحصول على حياة طويلة وصحية هو تناول الطعام المناسب بالكمية المناسبة بطريقة تتناسب مع العمر للإنسان، وليس بالأمر المجهد الحصول على نظام صحي، وإنما كل ما يتطلبه الأمر هو الالتزام والانضباط في تناول ما يفيد من الطعام، وتذكر أن كل ما يأكله الإنسان سيؤثر في صحته سلبا وإيجابا، وأن للإنسان الخيار في التحكم في مستقبل جسمه وحمايته من مختلف الأمراض، وهناك إشارات تدل على أن نظامك الغذائي يسير في الطريق الخاطئ، وهي إشارات تظهر بعد فترة من عدم الالتزام بالأكل الصحي، ولا تظهر هذه الإشارات بين ليلة وضحاها ومن هذه العلامات:

الشعور بالتعب الدائم
قد تتسبب بعض الحميات القاسية قليلة السعرات بالشعور بالمرض والإعياء والتعب، وذلك لأن كل جسم يحتاج لعدد سعرات معين للقيام بوظائف الجسم المتعددة كالوظائف البسيطة، مثل التنفس إلى الأكثر تعقيدا، مثل التفكير.

وعدم وجود كميات كافية من السعرات الحرارية في النظام الغذائي سوف يؤثر حتما بشكل سلبي على الجسم، مسببا الشعور بالتعب الجسدي والإرهاق العقلي.

تساقط الشعر
- عدم وجود العناصر الغذائية بكميات كافية في النظام الغذائي قد يسبب تساقط الشعر، حيث إن النقص في العناصر الغذائية الرئيسة، مثل: البروتينات، والأحماض الدهنية، والفيتامينات، والمعادن بالمستويات الكافية في النظام الغذائي قد يسبب سقوطا للشعر وتغيير لون الشعرة أو بنيتها.

المشكلات الجلدية
- قد تكون المشكلات الجلدية واحدة من أضرار الرجيم الخاطئ، إذ قد تدل هذه المشكلات على أن الرجيم لا يلبي احتياجات الجسم الضرورية، حيث إن الرجيم غير المحتوي على كميات كافية من فيتامين (هـ) قد يؤدي لجعل الجلد يتعرض لضرر أكبر عند حدوث أي التهاب أو عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية.

اضطرابات في الجهاز الهضمي
- في حال كان الرجيم الخاطئ لا يحتوي على كميات كافية من الألياف، فقد يؤدي ذلك لاضطرابات مزعجة في الجهاز الهضمي، مثل: الإسهال، والإمساك.

إذن يجب أن تكون الحصة اليومية من الألياف 25 غراما للنساء و38 غراما للرجال يتم الحصول عليها من مصادر الألياف الغذائية المتعددة، مثل: الأرز البني، والشوفان أو من خلال تناول المكسرات والبذور.

الأسنان والأظافر
- مشاكل الأظافر والفم والأسنان من أولى الإشارات التي تدل على سوء التغذية، فنظرا لنقص فيتامين C في الحمية الغذائية قد يحصل تهيج ونزيف في لثة الأسنان، وفي حالات شديدة قد تتسبب في سقوطها وتلفها، كما يمكن أن يؤثر النظام الغذائي على الأظافر بشكل مباشر، فتصبح سهلة التكسر وضعيفة، أو قد تصبح مثنية إلى الداخل، مما قد يعني نقصان الحديد في الحمية الغذائية.

المرض بسهولة
- نظرا لنقص العناصر الغذائية في الرجيم الخاطئ، قد يؤثر ذلك على صحة الجهاز المناعي وقدرته على مكافحة الأمراض، لذا يجب الحرص على أن يحتوي نظامك الغذائي على الأطعمة الغنية بفيتامينات (أ) و(ج) والزنك والحديد وحمض الفوليك.

ولتفادي كل هذه المخاطر يشدد الدكتور محمد راضي على اتباع نظام غذائي صحي مناسب للفرد على حسب عمره وحالته الصحية ونوعه ذكرا أم أنثى، كما يجب على متبع الحمية الغذائية الحرص على تناول الكثير من الخضراوات والفواكه وإدخال الحبوب إلى النظام الغذائي، ويفضل الحبوب الكاملة مع أهمية تناول اللحوم الخالية من الدهون أو الأسماك أو الدواجن، لكن انتبه لحجم الحصة. كما نصح بضرورة الحصول على الكالسيوم من خلال إدخال الحليب قليل الدسم لنظامك الغذائي أو من خلال الأطعمة المدعمة بالكالسيوم.

ويؤكد إخصائي التغذية العلاجية الدكتور محمد راضي، على أهمية الحصول على كميات معتدلة من السكريات أو من المشروبات المحتوية على سكريات، مع ضرورة شرب كميات مناسبة من المياه على مدار اليوم لا تقل عن لتر ونصف إلى لترين من المياه، وأخذ القسط الكافي من النوم لمساعدة أجهزة الجسم على القيام بدورها على أكمل وجه.

إخصائي التغذية العلاجية الدكتور محمد راضي