Atwasat

تمكين مصاب بالشلل من تحريك ذراع آلية بدماغه

القاهرة - بوابة الوسط السبت 22 مايو 2021, 11:02 صباحا
WTV_Frequency

تمكن رجل مصاب بالشلل الرباعي من أن يتحكم بذراعه آلية، بواسطة التفكير وتحريكها ذهنيا، وكأنها طبيعية، وذلك بفضل أقطاب كهربائية زرعها علماء في دماغه.

وسمحت هذه السابقة للباحثين الذين نشرت نتائج أعمالهم مجلة «ساينس»، الخميس، بإثبات أن إضافة حاسة اللمس تتيح تحسين قدرات الأشخاص، الذين فقدوا القدرة على استخدام أطرافهم. على سبيل المثال، لإنجاز مهام بسيطة مثل نقل غرض ما بفضل ذراع إلكترونية، وفق «فرانس برس».

وقال ناثان كوبلاند، (34 عاما): «أنا أول إنسان في العالم تصبح لديه أطراف صناعية في القشرة الحسية يمكن استخدامها لتحفيز دماغي مباشرة. عندها يتكون إحساس لديّ كما لو أني أستخدم يدي». في 2004، تسبب حادث مروري بعطب في النخاع الشوكي تسبب في فقدانه القدرة على استخدام ساقيه ويديه.

تطوع
بعدما تطوع للمشاركة في بحوث علمية، وافق قبل ست سنوات على الخضوع لعملية ثقيلة لزرع قطبين كهربائيين يشبهان فرشاتي شعر يتم إدخالهما إلى الدماغ على مستوى القشرة الحركية التي تتحكم بالتحركات. ويحوي كل منهما 88 قطبا كهربائيا أطرافها برفع شعرة صغيرة.

وأوضح روب غونت أحد معدي الدراسة الرئيسيين أن أقل من ثلاثين شخصا «في العالم لديهم مثل هذه الأقطاب الكهربائية مزروعة» في دماغهم. لكن في حالة ناثان، أضيفت سلسلتان من الأقطاب الإضافية، هذه المرة في قشرته الحسية الجسدية المتصلة بالأحاسيس.

ولفت غونت وهو أستاذ في جامعة بيتسبرغ إلى أن «الخلايا العصبية في دماغنا، عندما تكون نشطة، تبعث هذه المجالات الكهربائية الصغيرة». ويمكن تفكيك هذا النشاط الكهربائي بواسطة جهاز كمبيوتر للتحكم بالذراع الآلية.

وأضاف: «بالطريقة عينها، يمكننا توليد طاقة كهربائية في هذه الأقطاب وبالتالي استخدامها لتحفيز الخلايا العصبية وحملها على العمل».

وبعد العملية، كان الفريق الطبي يحبس أنفاسه: هل ستنجح هذه الأقطاب الكهربائية في إيجاد أحاسيس لدى ناثان؟ ويقول هذا الأخير: «لم يكن أحد يعرف ما ستكون النتيجة، خصوصا أنا»، لأن «ذلك لم يخضع لأي تجارب سابقا سوى على قردة»، مضيفا: «علماء كثر في العالم كانوا ينتظرون ما سأقوله».

ويتابع قائلا: «في المرة الأولى كان الإحساس ضعيفا للغاية، جعلتهم يعيدون التجربة»، ثم «أصبحت النتيجة إيجابية حقا». ويوضح ناثان «ما أحس به يعتمد على الأقطاب الكهربائية التي يحفزونها. أحيانا، الأمر أشبه بضغط أو وخز. أحيانا أشعر بحماوة أو بنقر».

ويروي الشاب: «إحساس النقر يبدو الأكثر طبيعيا. حتى إني نظرت إلى يدي؛ حيث كان مصدر الإحساس ظاهريا للتحقق بعدم حصول تقلص عصبي فيها».

واجهة الدماغ والحاسوب
تسمى هذه الآلية واجهة الدماغ والحاسوب (آي سي إم). وقد أنجز العلماء سلسلة فحوص على ناثان لمعرفة أي من الأقطاب الكهربائية يتسبب بأي إحساس عند التشغيل، وفي أي أصابع.

كذلك تدرب ناثان من خلال مشاهدة فيديوهات لذراعات آلية تتحرك إلى اليسار أو اليمين، لكي يحدد الباحثون أي أقطاب كهربائية تفعل عند التفكير بحركة ما. بعدها أتى الجانب التطبيقي، مع وضع الذراع الآلية لناثان وتجهيزها بلواقط عند كل إصبع معدني.

ويروي ناثان: «كان ذلك بغاية السهولة (...) كان يكفي أن أفكر بتحريك ذراعي إلى اليمين لأراها تتحرك يمينا».

وتقوم التمارين على الإمساك بقطع عدة وتحريكها (كالكرات أو المكعبات أو الأكواب). وعند تشغيل المحفزات الحسية، ينجز هذه الحركات بسرعة أعلى بمرتين في المعدل.

ولا يتوانى حاليا عن القول إن استخدام هذه الأقطاب الكهربائية أصبح بمثابة «فطرة ثانية» لديه.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
عيادات سبها للأمراض النفسية.. دعم شامل على مدى الأسبوع
عيادات سبها للأمراض النفسية.. دعم شامل على مدى الأسبوع
توصيات بفحص سرطان الثدي بدءا من سن الـ40 في أميركا
توصيات بفحص سرطان الثدي بدءا من سن الـ40 في أميركا
تباين عميق بين النساء والرجال في أسباب الأمراض والوفيات
تباين عميق بين النساء والرجال في أسباب الأمراض والوفيات
باحثون يكتشفون آليات تحسّن فهم تشكّل الجنين البشري في أولى مراحله
باحثون يكتشفون آليات تحسّن فهم تشكّل الجنين البشري في أولى مراحله
هالي بيري وعضوات في مجلس الشيوخ يرفعن مشروع قانون لدعم بحوث انقطاع الطمث
هالي بيري وعضوات في مجلس الشيوخ يرفعن مشروع قانون لدعم بحوث ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم