توقع تقرير صادم أن تقضي تكنولوجيا الذكاء الصناعي على ثمانية ملايين وظيفة على الأقل في بريطانيا في غضون السنوات المقبلة، على أن تكون السيدات والموظفون صغار السن وأصحاب الأجور المنخفضة هم الأكثر تأثرًا.

وجاء في التقرير، الذي أعده معهد أبحاث السياسة العامة، أن ثمانية ملايين وظيفة مهددة بالاستبدال مع التوجه المتزايد لاعتماد تكنولوجيا الذكاء الصناعي في غضون السنوات الخمس المقبلة، كما أوردت جريدة «ذا غارديان» البريطانية اليوم الأربعاء.

ولفت إلى أن الوظائف ذات المستوى المبتدئ، والوظائف بدوام جزئي والوظائف الإدارية ستكون الأكثر عرضة للاستبدال بتكنولوجيا الذكاء الصناعي، في غضون السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، فيما وصفه التقرير بـ«السيناريو الأسوأ».

وجاءت تحذيرات التقرير في الوقت الذي تتجه فيه مزيد من الشركات إلى تبني تكنولوجيا الذكاء الصناعي التوليدي، وهي تلك القادرة على قراءة وخلق النصوص والبيانات وأكواد أنظمة التشغيل بشكل تلقائي في مهام العمل اليومية.

- المملكة المتحدة تصدر أول دليل دولي لسلامة الذكاء الصناعي
- «أوبن أيه آي» تلغي «بهدوء» الحظر المفروض على الاستخدام العسكري لأدوات الذكاء الصناعي

سيناريوهات مستقبلية للوظائف
ورسم التقرير عدة سيناريوهات لما سيكون عليه مستقبل الوظائف. ففي أسوأ السيناريوهات للموجة الثانية من الذكاء الصناعي، يمكن أن يجري الاستغناء عن 7 ملايين و900 ألف وظيفة، مع إلغاء أي مكاسب للاقتصاد من تحسينات الإنتاجية مع نمو صفر في الناتج المحلي الإجمالي في غضون ثلاث إلى خمس سنوات.

أما في أفضل السيناريوهات للزيادة الكاملة للقوى العاملة باستخدام الذكاء الصناعي التوليدي، لن يجري فقدان أي وظائف، في حين يمكن زيادة حجم الاقتصاد بنسبة 4%، أو حوالي 92 مليار جنيه استرليني سنويًا.

ولهذا يؤكد التقرير ضرورة تدخل الحكومات للمساعدة في تعزيز قوة تقنيات الذكاء الصناعي وضمان تركيزها على تعزيز النمو الاقتصادي ورفع مستويات المعيشة وليس استبدال البشر في الوظائف التقليدية.

هيمنة تكنولوجيا الذكاء الصناعي
ويوضح التقرير أن «الموجة الأولى من تبني الذكاء الصناعي وضعت بالفعل ملايين الوظائف على المحك، مع توجه عديد من الشركات لاستخدام تلك التقنيات. ومع ذلك، فإن الموجة الثانية قد تؤدي إلى التشغيل الآلي (أتمتة) لمزيد من الوظائف في خضم التقدمات السريعة في تكنولوجيا الذكاء الصناعي».

ويغطي تقرير المعهد 22 ألف مهمة في في جميع أنواع الوظائف بالقطاع الاقتصادي، ووجد أن 11% من المهام التي يقوم بها موظفون في الوقت الراهن مهددة بالزوال. وقد ترتفع تلك النسبة إلى 59% من المهام في الموجة الثانية، مع التطور السريع للتكنولوجيا.

وقال إن «المهام المعرفية الروتينية، بما في ذلك إدارة قواعد البيانات والجدولة والجرد، معرضة بالفعل للخطر، مع احتمال إزاحة الوظائف المبتدئة والوظائف بدوام جزئي في أعمال السكرتارية والإدارة وخدمة العملاء».

ومع ذلك، فإن الموجة الثانية من اعتماد الذكاء الصناعي يمكن أن تؤثر على المهام غير الروتينية التي تنطوي على إنشاء قواعد البيانات وكتابة النصوص والتصميم الجرافيكي، مما قد يؤثر بشكل متزايد على الوظائف ذات الدخل المرتفع.

وأكد التقرير على وجه الخصوص أن النساء سيتأثرن بشكل كبير من تكنولوجيا الذكاء الصناعي، لأنهن «أكثر عرضة للعمل في المهن الأكثر تعرضا للخطر، مثل السكرتارية والمهن الإدارية».