Atwasat

الأمين العام لـ«أوبك»: النفط عصب الحياة والدعوات المنادية بالتخلي عنه غير واقعية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 25 مارس 2024, 01:59 مساء
WTV_Frequency

قال الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، هيثم الغيص، إن الدعوات التي تنادي بالتخلي عن النفط «مغلوطة وغير واقعية»، مؤكدا أن النفط يعد بلا مبالغة عصب الحياة الحديثة، إذ يشكل نحو 31% من مزيج الطاقة العالمي.

وتوقع الغيص، في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، الأحد، أن يستمر النفط في شغل دور مهم وحيوي في أسواق الطاقة العالمية لسنوات وعقود قادمة، قائلا إن «الاستغناء عنه ليس بالأمر السهل».

وأشار إلى الأهمية البالغة للنفط في حياة جميع البشر بلا استثناء، إذ يستخدم النفط ومشتقاته في العديد من الأنشطة اليومية الحيوية التي يقوم بها الناس باختلاف أماكنهم وجنسياتهم ووظائفهم واهتماماتهم وأبرزها التنقل والسفر وتوليد الطاقة والصناعة وغيرها.

وأوضح أن عوامل وفرة النفط وسهولة استخراجه وتكريره ونقله وتواجده بأسعار معقولة بلورت الدور الهام له منذ اكتشافه قبل عدة عقود «حتى أصبح عنصرا رئيسيا يرتكز عليه الاقتصاد العالمي وأصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية نعتمد عليه لأن إمداداته مضمونة وإنتاجه مستمر».

مدى التأثير السلبي لاختفاء النفط
ولفت إلى كثرة الأصوات في السنوات الأخيرة التي تنادي بالتخلي عن النفط «بحجة الحفاظ على البيئة»، محذرا من المخاطر الجسيمة التي من الممكن أن يعاني منها العالم إذا توقف إنتاج النفط أو توقف استخدامه.

وذكر الغيص أن التصدي للدعوات المطالبة بالتخلي عن النفط يأتي كجزء من الجهود التوعوية التي تقوم بها (أوبك) بشكل مستمر، والتي تشمل أيضا إنتاج مواد مصورة ومنشورات بلغات مختلفة مثل الإنجليزية والعربية والألمانية والإسبانية والفرنسية والفارسية وغيرها بهدف رفع مستوى الوعي والإدراك في جميع أنحاء العالم حول أهمية النفط ومدى خطورة تلك المطالب والدعوات.

- الأمين العام لـ«أوبك» خلال مؤتمر المناخ: لا يوجد حلّ وحيد لمستقبل الطاقة

وعن أبرز القطاعات التي ستتأثر باختفاء النفط قال الغيص إن التأثير سيمتد ليشمل وسائل النقل، سواء كانت جوية أو بحرية أو برية ومركبات الطوارئ مثل سيارات الإسعاف وإنتاج الأغذية وتغليفها وتخزينها، إضافة إلى الأدوية ومعدات المستشفيات والمستلزمات الطبية.

وأضاف أن التأثير السلبي لاختفاء النفط سيطال مصادر الطاقة المتجددة مثل صناعة توربينات الرياح وألواح الطاقة الشمسية لأن إنتاجها مرتبط بمنتجات نفطية وبطاريات أيونات الليثيوم للسيارات الكهربائية، فضلا عن عدم إمكانية إنتاج مواد النظافة مثل الصابون ومعجون الأسنان.

وأكد أن اختفاء النفط ستكون له تداعيات كارثية، مثل فقدان الملايين لوظائفهم وكبح جماح الإنتاج الصناعي في العالم، والنمو الاقتصادي العالمي، كما سيفاقم من أزمة فقر الطاقة في دول كثيرة حول العالم في وقت يفتقد فيه الملايين لأبسط الاحتياجات الكهربائية مثل الإضاءة.

ودعا الغيص إلى تشجيع الصناعة النفطية والاستثمار فيها وتطويرها، مع الاهتمام بالمعايير البيئية، مؤكدا أن هذه هي رسالة (أوبك) للعالم.

وتوقع تضاعف حجم الاقتصاد العالمي عن مستواه الحالي بحلول عام 2045، مضيفا أن العالم سيحتاج إلى جميع مصادر الطاقة المتوفرة إذ من المتوقع أن يرتفع الطلب على الطاقة بمقدار 23% وسيصل الطلب العالمي على النفط إلى مستوى 116 مليون برميل يوميا بحلول عام 2045.

دعوات مغلوطة وغير واقعية
ولفت إلى أن هناك سيناريو آخر في توقعات (أوبك) يفيد بأنه من الممكن أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى مستوى 120 مليون برميل يوميا بحلول عام 2045، مؤكدا أنه يجب تأمين استثمارات كافية لتوفير هذه المستويات الهائلة للطلب على الطاقة والنفط.

وأضاف أنه لتأمين الإمدادات اللازمة من النفط يجب ضخ نحو 14 تريليون دولار أمريكي لاستثمارها في مختلف أنشطة الصناعة النفطية بحلول عام 2045 «وهذا الأمر يعزز من أمن الطاقة ويساعد أيضا في تطوير التقنيات المطلوبة لخفض الانبعاثات».

وذكر الأمين العام لـ(أوبك) أن الدعوات المغلوطة وغير الواقعية التي تنادي بالتخلي عن النفط تسببت في حالة من الارتباك والذعر، مضيفا «سمعنا توقعات خلال أزمة (كورونا) تفيد بأن الطلب العالمي على النفط وصل ذروته وأنه في الطريق إلى الانخفاض لا محالة».

وتابع «نحن الآن في عام 2024 وتبين أن كل هذه التوقعات خاطئة إذ ما زال الطلب على النفط يرتفع سنويا ويحقق مستويات قياسية جديدة»، مشددا على أهمية تعزيز الاستثمارات في الصناعة النفطية من أجل تأمين إمدادات الطاقة العالمية للمستقبل والأجيال القادمة.

وأوضح أن (أوبك) من أوائل المنظمات الدولية التي حصلت على صفة مراقب في مؤتمر الأطراف (كوب) بعد التوصل الى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي عام 1994، لافتا إلى مشاركة دول المنظمة بحرص كبير في المفاوضات المتعلقة بالتغير المناخي منذ البداية نتيجة لإيمانها بأهمية الحفاظ على البيئة.

وذكر أن السعودية والإمارات أعلنتا في الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف (كوب 28) التي عقدت أخيرا في دبي، عن مبادرة مشتركة فريدة تهدف إلى خفض انبعاثات الكربون من النفط والغاز.

وأكد الغيص أن دول (أوبك) تمتلك موارد طبيعية هائلة ومتنوعة وخبرات متراكمة في قطاع النفط والطاقة وتتمتع بمكانة فريدة من نوعها داعيا إلى الاستفادة من قدراتها في تطوير حلول مبتكرة تهدف إلى خفض الانبعاثات وتوفير الطاقة بشكل مستدام وصديق للبيئة.

وأشار إلى أن هذه الحلول تتضمن التقاط وتخزين واستخدام الكربون والاستخراج المعزز للنفط عبر استخدام ثاني أكسيد الكربون والالتقاط المباشر للكربون من الهواء وخفض الانبعاثات عبر تخفيف تركيز الكربون في جميع قطاعات الصناعة النفطية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم
البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم
«أرامكو» السعودية تدخل في شراكة عالمية مع «فيفا» لـ4 أعوام
«أرامكو» السعودية تدخل في شراكة عالمية مع «فيفا» لـ4 أعوام
أسعار النفط ترتفع مع مؤشرات بنمو الاقتصاد الأميركي
أسعار النفط ترتفع مع مؤشرات بنمو الاقتصاد الأميركي
السودان.. الموسم الزراعي مهدد وخطر المجاعة يخيم على الأجواء
السودان.. الموسم الزراعي مهدد وخطر المجاعة يخيم على الأجواء
ارتفاع التضخم في أميركا قبل أيام من اجتماع الاحتياطي الفدرالي
ارتفاع التضخم في أميركا قبل أيام من اجتماع الاحتياطي الفدرالي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم