أعلنت كل من «تسلا» و«فولفو» لتصنيع السيارات وقف بعض خطوط إنتاجهما في أوروبا بسبب نقص المكونات الرئيسية نتيجة الأزمة المتفاقمة في البحر الأحمر، في إشارة أولية لتداعيات الأزمة على الصناعات المختلفة في أوروبا.
وأكدت «تسلا» في بيان، نقلت عنه «رويترز» أمس الجمعة، أنها «ستعلق غالبية خطوط إنتاج السيارات في مصنعها بألمانيا بدءا من التاسع والعشرين من يناير الجاري حتى الحادي عشر من فبراير بسبب نقص المكونات، بعد أن أعادت السفن توجيه مسارها إلى جنوب أفريقيا».
وجاء في البيان: «النزاع المسلح في البحر الأحمر، وما نتج عنه من تحويل مسار النقل بين أوروبا وآسيا عبر رأس الرجاء الصالح، له تداعيات كبيرة على الإنتاج في ألمانيا. أوقات الشحن الأطول تخلق فجوة في سلاسل الإمداد».
من جهتها، قالت شركة «فولفو» إنها ستوقف الإنتاج في مصنعها ببلجيكا ثلاثة أيام الأسبوع المقبل بسبب تأخر وصول بعض المكونات.
ضربات أميركية وبريطانية ضد الحوثي
يأتي ذلك بينما أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا، الخميس، شن سلسلة من الغارات الجوية في اليمن، استهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثي في أعقاب هجمات متكررة نفذتها الأخيرة على سفن تجارية في البحر الأحمر، حسب وكالة «رويترز».
وقفزت أسعار شحن الحاويات هذا الأسبوع بشكل كبير مع تزايد المخاوف بأن تضطر سفن الشحن إلى تفادي المرور في البحر الأحمر وقناة السويس، وهو المسار الأسرع الرابط بين الأسواق في آسيا وأوروبا، ومخاوف من أن تستغرق الأزمة فترة أطول من المتوقع.
- واشنطن تعلن تنفيذ ضربة جديدة على اليمن
- تحالف تقوده أميركا يدعو ناقلات النفط إلى الابتعاد عن باب المندب
الاضطراب الأكبر منذ «كوفيد-19»
وتعد الأحداث الأخيرة في البحر الأحمر هي أكبر اضطراب يضرب سلاسل التوريد منذ جائحة «كوفيد-19»، وتهدد بعرقلة تعافي الاقتصاد العالمي، إذ يمكن أن يغذي ارتفاع أسعار الشحن التضخم في أكبر اقتصادات العالم.
ويمثل الشحن عبر قناة السويس 12% من حركة الحاويات حول العالم، حسب بيانات «رويترز».
وأعلنت بعض شركات الشحن الدولية تحويل مسار سفنها إلى جنوب أفريقيا، وهو مسار أطول وأكثر تكلفة مقارنة بالمسار عبر قناة السويس. وقالت شركة «ميرسك» إنها «تتوقع أن يستمر تغيير المسار، الذي يضيف نحو 10 أيام ومليون دولار من الوقود الإضافي إلى الرحلة من آسيا إلى شمال أوروبا، في المستقبل المنظور».
وحذرت عديد الشركات، بما في ذلك «جيلي»، ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في الصين من حيث المبيعات، وشركة تأثيث المنازل السويدية «إيكيا»، وشركة «نكست» البريطانية لبيع الملابس بالتجزئة، من تأخيرات محتملة في تسليم البضائع.
وقال مصدر لـ«رويترز» إن شركة «تارجت» تواجه بعض التأخير في تسليم سلع من الهند وباكستان، وهما من كبار موردي الملابس، على الرغم من أن معظم البضائع المستوردة تأتي عبر المحيط الهادئ، ولم تتأثر.
تعليقات