Atwasat

سنة 2022 الاستثنائية.. شركات النفط العملاقة تتجه لتسجيل أرباح جديدة

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 08 فبراير 2023, 02:25 مساء
WTV_Frequency

ستبقى 2022 سنة استثنائية بالنسبة لشركات النفط الكبرى التي تمكنت بفضل الارتفاع الكبير في الأسعار جراء انتعاش الطلب على النفط والغاز جنبًا إلى جنب مع الحرب في أوكرانيا، من تسجيل أرباح قياسية، فيما تشير كل التوقعات إلى أنها ستحقق أرباحًا مماثلة في العام 2023 أيضا.

حطمت أربع من الشركات الخمس الكبرى وهي «شل» و«شيفرون» و«إكسون موبيل» و«توتال إنرجي» سجل صافي أرباحها في 2022، بينما سجلت شركة بريتيش بتروليوم (بي بي) ربحًا قياسيًا باستثناء البنود الاستثنائية. بلغ صافي الأرباح 151 مليار دولار في العام 2022. وتقترب الأرباح المعدلة التي تعكس الربحية بشكل أفضل من خلال استبعاد الخسائر الناجمة عن عمليات الانسحاب من روسيا، من 200 مليار دولار.

يكفي ذلك لإثارة غضب الحكومات والمنظمات غير الحكومية، في خضم أزمة الطاقة والمناخ. حتى أن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث الثلاثاء عن أرباح «مشينة».

ارتفاع أسعار النفط
استفادت الشركات بالكامل من ارتفاع الأسعار، حين اقترب سعر برميل خام برنت المرجعي من 140 دولارًا في مارس 2022 وارتفع الغاز إلى 350 يورو للميغاوات ساعة في الصيف الماضي في أوروبا، أي 15 مرة أعلى من السعر المعتاد.

انخفضت الأسعار منذ ذلك الحين، لكن في العام 2023 «قد تسجل مستويات مرتفعة جديدة لأن الحرب في أوكرانيا لم تنته بعد»، يقول أدي إمسيروفيتش، الباحث في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، حسب «فرانس برس».

على الرغم من حالة عدم اليقين التي يشهدها الاقتصاد العالمي، لا تتوقع منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) انخفاضًا في الطلب لا بل تتوقع على العكس من ذلك نموًا في العام 2023 (+2.2 مليون برميل في اليوم في العام 2023 بعد +2.5 مليون برميل في اليوم في العام 2022).

تجد الطبقة السياسية في الغرب نفسها في وضع صعب حيال ارتفاع أرباح الشركات الكبرى على خلفية أزمة غلاء المعيشة. ففي القارة العجوز كما في الولايات المتحدة، تعاني العائلات والشركات من ارتفاع أسعار مواد أساسية مثل الخبز أو وقود السيارات.

وكتب الرئيس الأميركي جو بايدن على «تويتر» الأسبوع الماضي «أنا أؤدي دوري لخفض الأسعار، لقد حان الوقت لأن تضطلع شركات النفط العملاقة بدورها».

في فرنسا، غذى إعلان توتال إنرجي عن أرباحها البالغة 20.5 مليار دولار النقاش حول فرض مزيد من الضرائب على هذه الأرباح الضخمة. وفي بريطانيا، فرضت الحكومة في مايو 2022 ضريبة على أرباح الطاقة الاستثنائية، تمامًا مثلما فعل الاتحاد الأوروبي في نهاية سبتمبر ضمن ما سُمي «مساهمة تضامنية موقتة» طعنت فيها شركة إكسون أمام القضاء. وقال الرئيس التنفيذي لشركة إكسون، دارين وودز، «ما نحتاجه الآن هو زيادة العرض. بدلاً من ذلك، فُرضت عقوبة على قطاع الطاقة برمته».

ماذا عن الإعانات؟
بعدما استفادت الشركات الكبرى من انتعاش الطلب إثر جائحة «كوفيد» في العام 2021، عادت الأسعار لترتفع مجددًا في العام 2022 بسبب اندلاع الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية التي تستهدف موسكو وتراجع الصادرات الروسية.

من المؤكد أن شركات النفط تستثمر أكثر فأكثر في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقات المتجددة الأخرى «ولكن ليس بقدر المبلغ الذي تدفعه للمساهمين»، يقول ديفيد إلمز، الأستاذ في كلية واريك للأعمال، فيما تبطئ بريتيش بتروليوم عملية تحولها في مجال الطاقة.

كذلك، استفادت هذه الشركات متعددة الجنسيات من الرهان على «الأصول ذات القيمة المضافة العالية»، مثل مشاريع الغاز الطبيعي المسال، كما يقول معز عجمي، المستشار لدى إرنست أند يونغ.

ويقول أدي إمسيروفيتش «ساعدت أيضًا الأسعار الباهظة التي غذتها عمليات الشراء الأوروبية للغاز الطبيعي المسال للتعويض عن الإمدادات الروسية».

ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟ يقول معز عجمي إن «الأسعار في رأيي سترتفع بسبب الحظر النفطي الذي فرضه الغرب على روسيا... وبالتالي ستحقق هذه الشركات في العام 2023 أرباحًا بقيمة تلك التي جنتها في العام 2022»، خصوصا وأن هذه الشركات ستكون قادرة على الاعتماد على انتعاش الطلب مع تخلي الصين عن سياسة صفر كوفيد.

لكن، يقول أدي إمسيروفيتش، إن هذا الطلب على الغاز والنفط لا يزال قويًا بفضل إعانات تصل إلى عشرات المليارات لمساعدة المستهلكين على تسديد فواتيرهم، الأمر الذي «يطيل الأزمة».

ويضيف أن مع «توفير الدعم للوقود الأحفوري ... يستمر الطلب في النمو بدلًا من أن ينخفض» في حين أن «أفضل علاج لارتفاع الأسعار هو الأسعار المرتفعة». ويقول إنه ينبغي على حكومات الاتحاد الأوروبي أولاً أن تكتفي بمساعدة «من هم أكثر فقرًا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ارتفاع التضخم في أميركا قبل أيام من اجتماع الاحتياطي الفدرالي
ارتفاع التضخم في أميركا قبل أيام من اجتماع الاحتياطي الفدرالي
بعد «تيك توك».. واشنطن تتجه لحظر منصات تجارية صينية
بعد «تيك توك».. واشنطن تتجه لحظر منصات تجارية صينية
تقرير أميركي: عراقيل اقتصادية وجيوسياسية تمنع واشنطن من تقييد صناعة النفط الإيرانية
تقرير أميركي: عراقيل اقتصادية وجيوسياسية تمنع واشنطن من تقييد ...
الفيدرالي الأميركي يتجه لتغيير لهجته عن خفض الفائدة مع عودة التضخم
الفيدرالي الأميركي يتجه لتغيير لهجته عن خفض الفائدة مع عودة ...
1400 دولار لمستبدلي سياراتهم القديمة بأخرى حديثة في الصين
1400 دولار لمستبدلي سياراتهم القديمة بأخرى حديثة في الصين
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم