خفض خبراء الاقتصاد في الحكومة الألمانية، الأربعاء، توقعاتهم للنمو في 2022، محذرين من تداعيات الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة على أكبر اقتصاد في أوروبا.
وقال المجلس الألماني لخبراء الاقتصاد إنه يتوقع الآن نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.8% فقط على أساس سنوي، مقارنة بتوقعات سابقة أشارت إلى نمو بنسبة 4.6%، حسب وكالة «فرانس برس». وأكد الخبراء في تقريرهم الأخير أن «الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا وأسعار الطاقة، تزيد من تراجع الآفاق الاقتصادية إلى حد كبير».
وتوقع الخبراء الذين تترقب حكومة المستشار أولاف شولتس تقاريرهم أن يصل التضخم إلى مستويات لم تسجل في عقود عند 6.1%، في وقت تستمر كلفة الوقود وتعطل سلاسل الإمداد في رفع الأسعار في أنحاء العالم. وبالنسبة لـ2023 يتوقع المجلس تراجع التضخم وصولًا إلى 3.4%، وارتفاع النمو بنسبة 3.6%.
وبدد النزاع في أوكرانيا، الآمال في ألمانيا في تجاوز تداعيات جائحة كوفيد وإعادة عجلة النمو إلى الدوران. وبسبب اقتصادها القائم على الصادرات، تأثرت ألمانيا بشكل خاص باختناقات سلاسل الإمداد ونقص المواد الأولية الناجمين عن الوباء، واستردت عافيتها بشكل متأخر عن اقتصادات أوروبية كبيرة أخرى مثل فرنسا وإيطاليا.
ضغوط جديدة على سلاسل الإمداد
وقال العضو في اللجنة آخيم تروغر إن «الحرب تضع ضغطًا إضافيًا على سلاسل الإمداد المتأثرة أصلًا بجائحة كورونا». أضاف «وفي الوقت نفسه، فإن أسعار الغاز الطبيعي والنفط التي ارتفعت بشكل حاد مرة أخرى، ترخي بثقلها على الشركات والاستهلاك الشخصي».
اضطرت شركتا «فولكس فاغن» و«مرسيدس بنز» الألمانيتان لصناعة السيارات إلى خفض الإنتاج في بعض المنشآت بسبب نقص مكونات ضرورية من مصانع أوكرانية فيما توقفت الصادرات إلى روسيا. وتعتمد ألمانيا أكثر من غيرها من الدول الأوروبية على النفط والغاز والفحم الروسي، لتشغيل المصانع وتدفئة المنازل. وتستورد 55% من الغاز الطبيعي ونصف حاجتها من الفحم وقرابة 35 % من نفطها من روسيا.
تعهدت برلين بوقف اعتمادها على الطاقة الروسية في المستقبل القريب، بإيجاد جهات موردة في دول أخرى وتسريع الانتقال إلى موارد الطاقة المتجددة. غير أنها ألمانيا قاومت الدعوات في الداخل والخارج لمقاطعة الطاقة الروسية خشية أن يكون لذلك أثر مدمر على الاقتصاد.
وفي وقت سابق الأربعاء أعلن وزير الطاقة روبرت هابيك تفعيل المستوى الأول من خطة طارئة لضمان توفير الاحتياجات من الغاز الطبيعي في مواجهة التهديد بوقف الإمدادات الروسية ردًا على العقوبات الغربية المفروضة على خلفية الحرب. وناشد هابيك أيضًا المواطنين والشركات خفض استخدام الطاقة. وقال «نحن في وضع يعد فيه توفير كل كيلوات-ساعة بمثابة مساعدة».
تعليقات