Atwasat

سد النهضة الإثيوبي مصدر توتر إقليمي يمس عشر دول

القاهرة - بوابة الوسط السبت 19 فبراير 2022, 09:20 مساء
WTV_Frequency

يثير مشروع سد النهضة الضخم الذي بدأت إثيوبيا في العام 2011 بناءه على النيل الأزرق، توترات إقليمية خصوصًا مع مصر التي تعتمد على نهر النيل لتوفير نحو 90% من احتياجاتها من مياه الري والشرب.

فيما يأتي أبرز النقاط المتعلقة بهذا المشروع الذي أعلنت أديس أبابا، السبت، أن عملية توليد الطاقة منه ستبدأ الأحد، وفق «فرانس برس».

عشر دول يطالها سد النهضة
يبلغ طول نهر النيل 6695 كيلومترًا، ويعد بذلك، كما الأمازون، النهر الأطول في العالم، ويشكل مصدرًا حيويًّا للموارد المائية وللطاقة الكهرمائية في منطقة أفريقية قاحلة.

وتساوي مساحة حوض النيل ثلاثة ملايين كيلومتر مربع، أي 10% من مساحة القارة الأفريقية، ويتوزع بين عشر دول هي بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وإثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواندا وجنوب السودان والسودان وتنزانيا. ويقدر مستوى تدفقه السنوي بنحو 84 مليار متر مكعب. 

وينبع النيل الأزرق من إثيوبيا، في حين ينبع النيل الأبيض من بحيرة فيكتوريا. وفي الخرطوم يلتقي هذان النهران ليشكلا معًا نهر النيل الذي يعبر السودان ومصر ويصب في البحر المتوسط. 

الأكبر في أفريقيا 
وفي 2011 أطلقت إثيوبيا المشروع الذي تقدر قيمته بنحو أربعة مليارات دولار، ويهدف إلى بناء أكبر سد لإنتاج الطاقة الكهرمائية في أفريقيا، بقدرة إنتاج تفوق خمسة آلاف ميغاوات.

ويقع سد النهضة الذي تقدر كلفته بـ4.2 مليار دولار على النيل الأزرق على بعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان، ويبلغ طوله 1.8 كلم وارتفاعه 145 مترًا.

-  فرانس برس: إثيوبيا تباشر إنتاج الكهرباء من سد النهضة
-  مصر تجدد المطالبة باتفاق قانوني ملزم حول ملء سد النهضة الإثيوبي وتشغيله

وفي منتصف 2020 بدأت إثيوبيا المرحلة الأولى من ملء السد الذي تزيد قدرته الإنتاجية القصوى عن خمسة آلاف ميغاوات.

وأعلنت أديس أبابا أن هدفها للعام 2021 هو ملء خزان السد بـ13.5 مليار متر مكعب، إضافية من المياه، علمًا بأن سعته القصوى هي 74 مليار متر مكعب.

وفي يوليو الماضي أعلنت إثيوبيا أن كمية المياه التي يختزنها السد باتت كافية لبدء عملية توليد الطاقة، لكنها لم تعطِ أرقامًا محددة وسط اعتقاد بأن الهدف الذي حددته لم يتم بلوغه.

احتياجات مصر.. و«حق تاريخي»
يمد النيل مصر، البلد القاحل الذي يزيد عدد سكانه على 100 مليون نسمة، بنسبة 90% من احتياجاتها المائية والزراعية.

وتتمسك مصر بـ«حق تاريخي» لها في مياه النيل تضمنه سلسلة اتفاقات مبرمة منذ العام 1929. حينها، حصلت مصر على حق الفيتو على بناء أية مشاريع على النهر. 

وفي العام 1959، حصلت مصر بموجب اتفاق مع الخرطوم حول توزيع مياه النيل، على حصة بنسبة 66% من كمية التدفق السنوي للنيل، مقابل 22% للسودان. 

لكن في العام 2010، وقعت دول حوض النيل، باستثناء مصر والسودان، اتفاقًا جديدًا نص على إلغاء حق النقض الذي تتمتع به مصر، وسمح بإقامة مشاريع ري وسدود لإنتاج الكهرباء.

محادثات غير مثمرة 
وتؤكد إثيوبيا، القوة الإقليمية الصاعدة، أن مشروع سد النهضة أساسي من أجل تنمية البلاد، وأنه لن يؤثر على مستوى تدفق المياه.

لكن مصر تتخوف من وتيرة ملء خزان السد، ومن أن تعبئته خلال فترة قصيرة، ستؤدي إلى انخفاض كبير في جريان مياه النيل على امتداد مصر. وتعتبر مصر المشروع تهديدًا «وجوديًّا» لها، فيما حذر السودان من «مخاطر كبيرة» على حياة الملايين من الناس. ولم تثمر مفاوضات تجرى منذ عقد برعاية الاتحاد الأفريقي أي اتفاق.

توترات إقليمية 
وأضيف إلى مصادر التوتر الإقليمية النزاع الدائر منذ نوفمبر 2020 في إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا، الذي أدى إلى لجوء عشرات آلاف الأشخاص إلى السودان الذي يعاني أساسًا أزمة اقتصادية خانقة.

ويواجه السودان صعوبات سياسية واقتصادية منذ الانقلاب الذي قاده الفريق أول عبد الفتاح البرهان في أكتوبر ضد الحكومة الانتقالية.

كما تشهد العلاقات بين أديس أبابا والخرطوم توترًا على خلفية نزاع حول السيادة على منطقة الفشقة الحدودية الخصبة التي تشهد اشتباكات دموية متقطعة بين الجانبين.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
التجارة الصينية تتجاوز التوقعات في أبريل
التجارة الصينية تتجاوز التوقعات في أبريل
القطاع الزراعي في البرازيل يدفع ثمن الفيضانات
القطاع الزراعي في البرازيل يدفع ثمن الفيضانات
بريطانيا تخرج من الركود في عام الانتخابات
بريطانيا تخرج من الركود في عام الانتخابات
المصرف المركزي التركي يتوقع بدء تراجع التضخم في يونيو
المصرف المركزي التركي يتوقع بدء تراجع التضخم في يونيو
العراق يأمل زيادة احتياطه النفطي إلى أكثر من 160 مليار برميل
العراق يأمل زيادة احتياطه النفطي إلى أكثر من 160 مليار برميل
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم